20/12/2020 - 19:59

لبنان: شبّان يواجهون الأزمات الخانقة بالكوميديا

يحاول شبان لبنانيون تقديم علاج جماعي عن طريق إنتاج الكوميديا، مستخدمين السخرية سلاحًا بوجه الوضع المتردي والأزمة المالية الحادة التي ضربت لبنان هذا العام.

لبنان: شبّان يواجهون الأزمات الخانقة بالكوميديا

لبنانيون يقون أنفسهم من الفيروس (توضيحية - أ ب)

يحاول شبان لبنانيون تقديم علاج جماعي عن طريق إنتاج الكوميديا، مستخدمين السخرية سلاحًا بوجه الوضع المتردي والأزمة المالية الحادة التي ضربت لبنان هذا العام.

في قاعة للعروض الفنية في بيروت، داخل أحد الأحياء الأكثر تضررًا جراء انفجار المرفأ في الرابع من آب/ أغسطس الفائت، تنفجر الضحكات بين الحاضرين الذين أتوا للترويح عن أنفسهم، لتناسي الضغوط المستمرة التي يعيشونها في ظل الانهيار الاقتصادي والمواجهة الصعبة مع جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد -19).

تابعوا تطبيق "عرب ٤٨"... سرعة الخبر | دقة المعلومات | عمق التحليلات

ويقول الكوميدي نيقولا طوق، إن الوضع في البلاد متردّ لدرجة أن "سوق الأحد تقدم خصومات بنسبة 50 في المئة على كل شيء"، في إشارة إلى سوق شعبية شهيرة عند مدخل بيروت تُعرف عادة ببضائعها البخسة الثمن.

ويتناوب اثنا عشر كوميديّا شابا على خشبة المسرح لتقديم عروض من نوع "ستاند أب كوميدي"، في حدث من تنظيم ناد للكوميديا يحمل اسم "أوك وورد"، الذي ساهم في الترويج لهذا النوع من الحفلات الترفيهية في لبنان خلال السنوات الثلاث الأخيرة.

وبكلمات محوّرة لأغنية شعبية لبنانية حققت نجاحًا كبيرًا في ثمانينيات القرن الماضي، يصوّر شابان بنبرة ساخرة على نغمات الغيتار، طريقة المغازلة في زمن كورونا الذي باتت خلاله دعوة الشاب لفتاة إلى الرقص تستدعي أولا تعقيم اليدين ووضع كمامة للوقاية من الفيروس.

وبنصوصه اللاذعة ومقاربة كوميدييه المباشرة لمواضيع حساسة وإشكالية أحيانا، يحقق هذا النوع من العروض الكوميدية انتشارًا متزايدًا في لبنان.

ففي هذا البلد المتنوع طائفيا الذي يعيش انقسامات حادة بعد الحرب اللبنانية التي امتدت خمس عشرة سنة بين 1975 و1990، يعرّي الفنانون بأسلوبهم النقدي الساخر تناقضات المجتمع، كما يصوّبون على انتهاكات الطبقة السياسية التي لم تتبدّل منذ عقود ويتهمها كثر في لبنان والعالم بالفساد والفشل في إدارة شؤون البلاد.

ويؤكد نور حجار، وهو أحد أبرز الكوميديين في هذا الحفل، أنه رغم كون هذه العروض "متنفسًا" للجمهور، فإنها "تذكّر بالمواضيع التي تلحق الأذى بنا".

وينقل الكوميدي البالغ 28 عاما لجمهور العرض قصة ساخرة قال إنها لحوار دار مع تاجر مخدرات تبلّغ خلاله من هذا الأخير رغبته في الهجرة إلى كندا. ويقول ضاحكا إن الوضع سيء لدرجة أن بائع المخدرات لم يعد يستطيع تصريف بضاعته.

ومن بين هؤلاء الكوميديين الشباب أيضًا، يستقي ماريو مبارك من تجربته كموظف مستقيل من أحد المصارف، لإثراء عروضه بنكات ودعابات عن القطاع المصرفي الذي يواجه اتهامات شتى بالتفريط بأموال المودعين.

وتشبّه الكوميدية الشابة شادن التي تحقق انتشارًا كبيرًا عبر شبكات التواصل الاجتماعي، هذه العروض بأنها كالأقراص المهدئة للأعصاب، مشددة على ضرورة الالتزام في القضايا السياسية والخوض في بعض النقاشات الشائكة.

التعليقات