24/06/2015 - 12:07

حين ننظر بمرآة دمويتنا/ أحمد محاجنة

وفي الأمس صدمنا (ليس الجميع للأسف)، بهجوم أقل ما يقال عنه أنه بربري على سيارة إسعاف تقل مصابين ادّعى البعض أنهم إرهابيين وقتلهم.

حين ننظر بمرآة دمويتنا/ أحمد محاجنة

أحمد محاجنة

بعد أسبوع ساخن افتراضيًا دار فيه نقاش كثيف حول 'مقال' الشيخ كمال خطيب، وتمنيه المرض والوباء لمثليي الجنس، وما رافق هذه العاصفة من تضارب بالآراء وإن كان لطرح الموضوع ولأول مرة بهذا الزخم أبعادًا إيجابية كثيرة، إلّا أنه أظهر كماً كبيراً من الإقصاء وعدم الاعتراف بالآخر المختلف، وحتى التكفير والتخوين وهدر الدم من منطلق اختلاف في وجهات النظر.

وفي الأمس صدمنا (ليس الجميع للأسف)، بهجوم أقل ما يقال عنه أنه بربري على سيارة إسعاف تقل مصابين ادّعى البعض أنهم إرهابيون وجرى قتلهم.

يصعب علي استيعاب كيف يمكن لإنسان يرى بنفسه إنسانًا، أن يستطيع قتل مصاباً، أي عرف وأي شرع وأي أخلاق تؤدي بنا إلى هذا الدرك من الانحطاط الإنساني.

نحن كشعب فلسطيني في الأساس، وكعرب علينا ليس فقط أن نتفق على ماذا يوحدنا وكيفية بناء أسسنا المشتركة، وهو مهم وأساسي لمرحلة بناء الأمة، ولكنه علينا أن نتفق أيضا على مدى الاختلاف المسموح، وعلينا الاعتراف بأننا لسنا منتجات مصنع صيني صنعت ملايين النسخ المتماثلة منها. نحن متنوعون ومختلفون، وهذا التنوع والاختلاف عليه أن يكون أهم روافد حضارتنا العتيدة ورافعة نهضتها.

وطبعًا، وبوضعيتنا الحالية، علينا على الأقل أن نرسم حدود دمويتنا، ومتى يتعدى عنفنا حدود اللامنطق، وكيف لنا أن نفرق بين الحرب وبين المجزرة.

للأسف، واقعنا الحالي يحتم علينا ذلك ولكن حين نسلّم بأنه لن يلغي أحدنا الآخر، وأن هذه الأرض لنا كلنا بخلافاتنا واختلافاتنا. وبهذا فقط، نكون قد زرعنا أولى بذور نهضتنا.

 

التعليقات