28/02/2012 - 16:15

بين الأمعاء الخاوية .. وركوب الأمواج المؤاتية/ رامي حيدر

ويبقى السؤال الأهم جلالتك، أسيأتي يوم تفهم فيه أننا لسنا بأغبياء لتلعب الاعيبك معنا، انت ايها “البطل المغوار “ تصطاد بالمياه العكرة . شبابنا واع لأمثالك وألاعيبهم فلا يغرنك بضع منافقين وأصحاب مصالح يصفقون لك لان الطيور على أشكالها تقع .

بين الأمعاء الخاوية .. وركوب الأمواج المؤاتية/ رامي حيدر

- رامي حيدر -

لم يغب عن أعيننا للحظه في الشهرين ونيف الماضيين قضية الأسير البطل خضر عدنان وإضرابه المتواصل عن الطعام لمدة 67 يوما ونضاله المستميت ضد سجانه لنيل كرامته\كرامتنا، تابعنا القصة يومًًابيوم، تظاهرنا،  تكلمنا وتناقشنا ورسمنا سيناريوهات بيننا وبين أنفسنا، في النهاية انتصر البطل على سجانه، وانتصرنا .
 
في الثامن من كانون الأول عام 2011 داهمت قوات الاحتلال منزل المناضل واعتقلته، دون تقديمه للمحاكمة تحت الادعاء ان بحوزتهم أدلة سرية لا يحق له او لمحاميه الإطلاع عليها، وبدأ البطل اضرابه عن الطعام بتاريخ 18 كانون الأول احتجاجا على حجزه إداريًًا. من الجدير بالذكر ان خضر عدنان اعتقل 9 مرات قبل هذه ومنها ما كان حجزا إداريا كذلك. 
 
وانتصر على سجانه في الـ21 من شباط عام 2011 بعد إضرابٍ عن الطعام دام 67 يوما متواصلًًارافضًًاالذل والخنوع لجلادي شعبنا خلافًًالغيره ممن استقبلوهم بالورود والرياحين وجلسوا عند اقدامهم أو حضروا مؤتمراتهم للحفاظ على الأمن القومي لاحتلالهم . حيث أقرت المحكمه العليا الافراج عنه بتاريخ 17-4- 2012 . ولا يزال يمكث في المشفى ليسطر اسطورةً اخرى من أساطير الصمود لشعبنا .
 
لكن ما غاب عن أعيننا بضع ذئاب تتربص باللحظة الحاسمة لتعتلي موجة نضال شعبي ووطني –  كعادتها في كل مناسبة – وتصنع لنفسها هالة وهمية كأنها صاحبة الانتصار والسبب الرئيسي له لمجرد علاقتها بصحافةَ صفراء وإعلام مقزز  لا يمت للإعلام بصلة .
 
قفزت فرحًًاعندما بشرت بنتائج محاكمة البطل الأسير وعشت لحظات لربما تسمى بنشوة الانتصار ولامست فرحتي أعالي السماء، لكنني سقطت مرتطمًًابالأرض عندما قرأت أحد الأخبار فحواه ان نائبًًاهو أحد أهم أسباب البت في القضية وصانع نصر الأسير، بل حتى انه أهمها، ومشاركته بمؤتمر صحفي ووصفه بالبطل المغوار الامر الذي فجر براكين الدهشة لدي، من هذا .. منذ متى وأين كان ؟؟
 
على مدار شهرين ونيف لم نرك يا سيادة النائب المغوار ,لم تخرج علينا بأحد تصريحاتك المنزله والمملاةِ عليك من منصة الكنيست كما تفعل دائما.
سمو النائب هنالك شابات وشباب صدقوا ما عاهدوا وطنهم وأسراهم وكل مدافع عن كرامتهم عليه، تظاهروا وتضامنوا تحت قصف الأمطار وزمهرير شتاء الوطن لم نرك في أي مكان ولم نسمع منك شيئاً، وبلحظة خاطفة أصبحت بطل روايةٍ ألِفتها ؟
 
أيحق لي توجيه السؤال لفخامة النائب ما هو دورك الحقيقي بالقضية ؟ ليس قضية خضر عدنان وحده بل قضيتنا او قضايانا اجمعين .. أي علاقة تربطك بنا سوا صناديق الإقتراع وأرقام لا اعلم منازلها تدخل حسابك ممن دربوك وصنعوا منك نجما يستحق ارقى جوائز التمثيل العالميه للإبداع وإتقانه لدوره المخادع .
 
ويبقى السؤال الأهم جلالتك، أسيأتي يوم تفهم فيه أننا لسنا بأغبياء لتلعب الاعيبك معنا، انت ايها “البطل المغوار “ تصطاد بالمياه العكرة . شبابنا واع لأمثالك وألاعيبهم فلا يغرنك بضع منافقين وأصحاب مصالح يصفقون لك لان الطيور على أشكالها تقع .
 
في بحرنا – أيها القائد العزيز لا أمواج لتركبها فأمواجنا كبحرنا تهدر وطنيه ولن تسمح لك باعتلائها بل ستقذفك ممتعضةً إلى حيث تستحق .
 
فشتان يا صغيري بين من يعارك الجوع والمعدة الخاوية ليصنع بحرا هادرا وبين من يحاول اعتلاءَ أمواجه بنذالةٍ سياسةٍ لا أعتقد ان التاريخ عهد مثلها .

التعليقات