02/03/2012 - 01:01

الشبيبة العاملة والمتعلمة: أسرلة وهوية مشوهة/ مجد حمدان

لذلك فإن مقاطعة هذا الإطار تدخل ضمن التصدي للخدمة المدنية، وليس القصد هو مقاطعة أعضاء هذه الحركة، حيث أن واجبنا هو إخراجهم من هذا الإطار وإعادتهم إلى الصف الوطني، والقصد هو مقاطعة فعالياتهم ومخيماتهم ومعسكراتهم والعمل على إخراجهم من المدارس وفرض البديل من خلال المشاركة في الفعاليات والنشاطات التثقيفية التي تعزز هويتنا الفلسطينية وإنتماءنا العروبي.

الشبيبة العاملة والمتعلمة: أسرلة وهوية مشوهة/ مجد حمدان

- مجد حمدان -


تكفي نظرة على دستور ما يسمى بـ”الشبيبة العاملة والمتعلمة” لمعرفة حقيقة أهداف هذه الحركة الشبابية التي تنشط في العديد من البلدات العربية، إذ تعرف الحركة مهمتها بالعمل بين الشباب: „النضال من أجل مظهر المجتمع الإسرائيلي كمجتمع أكثر عدالة، أكثر مساواة، ديمقراطي، متسامح، صهيوني..”.
 
هل حقا المطلوب من الشاب العربي العمل على تحسين صورة المؤسسة الإسرائيلية وإظهار إسرائيل كدولة ديمقراطية أمام العالم؟! هل المطلوب منه هو ستر عورتها وإخفاء جرائمها بحق شعبنا الفلسطيني؟ هل المطلوب منه هو تحويل صورتها من جلاد إلى ضحية “عنف” الفلسطيني الأعزل؟
لا يمكن ربط العدالة والمساواة بالصهيونية، فالصهيونية هي فكر عنصري أساسه الزعم بأن “أرض فلسطين هي وطن قومي لليهود”، ولا يمكن الحديث عن العدالة بعد سلب الأرض وتهجير وتشريد سكان البلاد الأصليين، وهكذا أيضا لا يمكن توفير المساواة والعدالة والتسامح مع الاستمرار في انتزاع الحقوق الشرعية لأصحاب الأرض الأصليين.
 
ولا يمكن الجمع بين الديمقراطية والصهيونية في الوقت نفسه في ظل التناقض الحاصل بينهما. كما تجدر الإشارة إلى أن الحكومات الإسرائيلية بدأت مؤخرا تطالب العالم، والفلسطينيين بوجه خاص، بالاعتراف بإسرائيل كدولة الشعب اليهودي، ما يعني تكريس يهودية الدولة وتغييب عرب 48 وإسقاط حق العودة المشروع للاجئين الفلسطينيين.
 
منذ تأسيس الشبيبة العاملة والمتعلمة (1924) التابعة لحزب “العمل” في البداية، الذي لا تحصى جرائمه الدموية التي ارتكبها ضد شعبنا الفلسطيني منذ عام النكبة حتى اليوم، وهي تحاول جاهدة تطبيق مشاريع الأسرلة وتشويه هوية الشباب العرب وخلق “عربي إسرائيلي” لا ينتمي للأمة العربية. ومع البدء بمشروع “الخدمة المدنية الصهيونهية” فإن الإحتلال الإسرائيلي يجد في هذا الإطار ما يسهل التجنيد للخدمة المدنية بالذات لأن الأجواء داخله تُهيئ الشباب للإنخراط في مثل هذه المشاريع المؤسرلة.
 
لذلك فإن مقاطعة هذا الإطار تدخل ضمن التصدي للخدمة المدنية، وليس القصد هو مقاطعة أعضاء هذه الحركة، حيث أن واجبنا هو إخراجهم من هذا الإطار وإعادتهم إلى الصف الوطني، والقصد هو مقاطعة فعالياتهم ومخيماتهم ومعسكراتهم والعمل على إخراجهم من المدارس وفرض البديل من خلال المشاركة في الفعاليات والنشاطات التثقيفية التي تعزز هويتنا الفلسطينية وإنتماءنا العروبي.
 
ولذلك فإن الانخراط في اتحاد الشباب الوطني الديمقراطي والحركة الوطنية هو خير ضمانة للتصدي لكافة مشاريع الأسرلة، وخير ضمانة لمنع حصول أي تشويه في هويتنا القومية، وخير ضمانة لمنع تشرذم شعبنا في الداخل إلى فرق عائلية وطائفية، وخير ضمانة لبناء مجتمع حداثي يفخر بانتمائه إلى الأمة العربية.

التعليقات