05/04/2012 - 01:30

من تـــُكرّمون ولماذا ؟!/ رأفت حرب

أمّا اليوم فنرَ أن هذه الشهادات باتت تــُوزّع بالمجــَان "ويا معاوِز صُفّ بالدّور !", كما أننا بتنا نراهــُم يخلقون لأنفسهم ألفَ حُجّة وأخرى ليوهــِموا أنفسهم أنّ من حاز على وسام الشــّرف هو مثال الطائفة (عامّة ) الأعلى !

من تـــُكرّمون ولماذا ؟!/ رأفت حرب

- رأفت حرب -

حول تكريم عضو الكنيست أيوب القرا من قبل رئيس الطائفة الدرزية موفق طريف:

قــُدّمت شهاداتُ الشّرف والتّقدير على مرّ السنين لشَخصيات بَصَمَتْ على صفحات التاريخ أشرفَ الأعمال وأنبلها, ولشخصيــّات قدّمت أرواحها فداءً لأوطانها وأبناء ملّـــتها ودافعت عنهم وعن حُقوقهم بكلّ بسالة وعزيمة .
 
أمّا اليوم فنرَ أن هذه الشهادات باتت تــُوزّع بالمجــَان "ويا معاوِز صُفّ بالدّور !", كما أننا بتنا نراهــُم يخلقون لأنفسهم ألفَ حُجّة وأخرى ليوهــِموا أنفسهم أنّ من حاز على وسام الشــّرف هو مثال الطائفة (عامّة ) الأعلى !
 
ثــمّ كيف يسمحون لأنفسهم أن يكرّموا ويلبسوا عباءات الشــّرف باسم كافة أبناء الطائفة.
 
وسام شرف على ماذا؟
على صنيعه في كشف "جذورنا يهوديّة " الأصل وسبر أغوار سبطنا الثاني عشر من أبناء أسياده !
على اعترافه بصــهيونيّته والافتخار بها, وهرولته الدائمة وراء أسياده !
على أعماله البطولية في مدّ يد العون للمستوطنين وخدمتهم العمياء ليرضي غرور أسياده !
على تجاهله الدائــم والأبديّ لمطالب أبناء طائفته – الذي هو بالأساس ممثــلهم – !
على صمته  -هو وزمرته- عن سرقة أراضينا واغتصابها واحتلال عقول شبابنا, وهدم بيوتنا وخرائطنا الهيكليه التي باتت شوكة في حلق أهلنا !
على سكوته عن انتهاك مقدّساتنا والمــسّ بمقام أقدس الأقداس على يد ثلّــة ممّـــَن يدعمهم ويخدمهم !
وعلى ... وعلى ... وعلى ...
 
على ماذا تكرّمونه !
أليس حريّ بكم أن تكرّموا أصحاب الصفـــحات البيضاء في الطائفة, وهم كثر, لا أن تغمضوا عيونكم عنها وتديروا ظهركم إليها !
أليس حريّ بكم أن تنقذوا الطائفة وتُطهّروها من أمثاله, لا أن تقلّدوه وسام شرف, أم أن فكرة السبطْ الثاني عشر باتت تعجبكم !
أليس حريّ بكم أن تجاهروا بغضبكم من تصريحاته السياسيّة البحته التـــي سودَت بياض صفحتنا, أم أن في السـّـياسة تسليه لسنا ندريها !
 
على ماذا ... ومـــِمّن ... ولماذا !؟
 
والأهم من ذلك هل قامت القياده بإجراء استفتاء لتضمن موافقة  أبناء الطائفة الدرزيه على التكريم ؟
 
اذا كانت الإجابه  "لا" (وهي كذلك) !!!  كيف إذاً يكتب أنّ الطائفة هي التي تكرّمه, طالما أنّ التكريم جاء من أشخاص معيّنين يمتلكون سلطةً دينيّة في الطائفة. عليهم أن لا يتحدّثوا باسم كل من هو درزيّ العقيدة والانتماء فهذه الخطوة ترســّخ فكرة الخضوع وتشير الى أن الدروز لا يمتلكون حقّ القرار بل إنهم حتى مغــيّبين عن كلّ شيء على حساب قرارات يتّخذها اشخاص معينون بأسمائهم.
 
إلى هنا أترككم مع تفكير منطقيّ سليم، يتساءله كلّ درزيّ، لا بل كل إنسان لديه عقل ويفكّر ، قبل أن تكون لديه كرامة وانتماء!!

التعليقات