29/05/2013 - 19:16

قصة حب مع حركة الشبيبة اليافية/ أمل سالم

وحتى الآن توجد هذه المشاعر لدى البعض ولكن تفتقد لدى البعض وتشعر بنقص في عدم وجودهن ورغم الكوادر الجديدة في الحركة لكنها فقدت خلال هذا النشاط من أعز وأغلى صديقين لديها، وفي ساعات ظهر البارحة شعرت بحاجتها لهم, بمشاركتهن جميع أفكارها وأحاسيسها المشحونة، نعم تبقى معزة خاصة لهم لديها ولذلك ترقبت مرة أخرى وتأملت وتمنت تجديد صداقتها معهم. استمر يومها لأنها تؤمن بفصل الشخصي والعملي.

قصة حب مع حركة الشبيبة اليافية/ أمل سالم

أمل سالم

كانت ليلتها ليلة مشحونة بأفكار عدة، أفكار متأرجحة ما بين سعادة رافقتها وشعور بخسارة اصدقاء مقربين لروحها.

كان ذلك اليوم يصادف ذكرى النكبة، ذكرى مهمة لديها ولشعبها الفلسطيني، لذلك تم الإجماع بحركة الشبيبة والتي هي جزء ناشط بها إحياء هذا اليوم في يافا عروس فلسطين.

حركة الشبيبة هي حركة غير حزبية مستقلة، أحد أهدافها تعزيز الهوية الوطنية الفلسطينية في يافا لذلك تم احياء هذه الذكرى الأبدية .افتتح هذا اليوم بمطر غزير، بعلامات تساؤل حول كيفية استمراريته!!

ومن هنا انطلقنا, تجمعنا في دوار دافئ يحيطنا بكل معنى الكلمة، دوار الساعة بوابة يافا، باشرنا بالتحضير وزين الدوار بالأعلام الفلسطينية بأحجام مختلفة وكانت هنا علامة تأكيد على الهوية الفلسطينية، ودوار الساعة كمان بتكلم عربي.

كان الدوار يجمع عدة ناشطين وناشطات تهمهم القضية، وهذه كانت سعادتها الأولى حيث يافا أصحبت في المركز وبالإضافة الى حركة الشبيبة التي بادرت في انجاح فعالية البارحة كان جميع النشطاء متواجدين كعائلة واحدة وموحدة.

هي كانت ما بين الموجودات تترقب تسلسل هذا الحدث، ومن ثم بدأت بتوزيع المنشور للعابرين، في هذه اللحظة استرجعت أول ذكرى لها لتوزيع منشور في حركتها، كان ذلك يوم سقوط حسني مبارك, حيث قررت الحركة توزيع منشور لأهل يافا، وهي كانت تترقب عن قرب كيف يوزع الشباب المنشور، انها كانت خجولة وليس لديها جرأة ايجابية للتطفل على السيارات العابرة، لكن اليوم "بدك توخد المنشور غصبن عنك!"
أثناء توزيع المنشور تعددت ردات فعل العابرين, منهم من قرر أن وجودنا في غزة أو في أي دولة عربية هو الحل الأنسب، آخرون قرروا أن اسرائيل دولة ديمقراطية ترعانا كأقلية, وآخرون تعاطفوا معنا وممكن شعروا بأنهم سبب نكبتنا.

هذا كان واقع الشارع الإسرائيلي، شعب يعيش على قصة شعب آخر!!

تقدمنا مع الأحداث، حيث كان الدوار مثل محطة تجمع جميع المارين ما بين شوارع وأزقة يافا، وكم تحملتنا أيها الدوار، وجاء وقت الإستراحة، وهنا شعرت بوحدة معينة، خوف يهدد حركتها، لقد وقفت تتأمل من هم أو هن المشاركات لإنجاح فعاليتهم من حركة الشبيبة، لقد كانوا قلائل، وبالرغم من حبها لكل واحد ولكل واحدة ولكن معظمهم لم يتواجدوا هناك ومع احترامها لجميع الأسباب.

وهنا استرجعت ذكرى إضافية، حيث في بداية طريقها مع حركة الشبيبة بهرت بكمية الشباب والشابات الذين يهمم أمر البلد, تذكرت احتفال سنة للحركة, كانت ذكرى رائعة بالنسبة لها، يوم كانت يافا عائلة جميلة، محبة وقوية بجذورها، يجمعها فخر واكتفاء.

وحتى الآن توجد هذه المشاعر لدى البعض ولكن تفتقد لدى البعض وتشعر بنقص في عدم وجودهن ورغم الكوادر الجديدة في الحركة لكنها فقدت خلال هذا النشاط من أعز وأغلى صديقين لديها، وفي ساعات ظهر البارحة شعرت بحاجتها لهم, بمشاركتهن جميع أفكارها وأحاسيسها المشحونة، نعم تبقى معزة خاصة لهم لديها ولذلك ترقبت مرة أخرى وتأملت وتمنت تجديد صداقتها معهم. استمر يومها لأنها تؤمن بفصل الشخصي والعملي.
الساعة الثانية ظهرا شمس حارقة, ولكنهم في جلستهم الاعتيادية, دائرة متعددة وحينها أصغوا الى محاضرة الدكتور ثابت أبو رأس, حيث تكلم عن نضالنا كشعب فلسطيني في النقب، عن القرى غير المعترف بها، عن هدم وبناء العراقيب مرة أخرى, وعن قوة القبيلة البدوية التي تضاهي أي نظام وقوة إسرائيلية، دمت فخرا لنا!!

في الفقرة الثانية كانت مع مدير مكتب "ذاكرات النكبة" الذي عرض مشروعهم الجديد في خارطة تجمع القرى الفلسطينية المهجرة او التي محيت منذ بداية المشروع الصهيوني وحتى 1967.

افكار عدة، معلومات وافرة، وأساليب متعددة ولكنها كانت موجودة وتثبت وجود الفلسطيينين هنا.

حان وقت الحدث الضخم , مسرحية علنية، فجأة امراة اسرائلية اوقفت حركة السير وبدأت بالغناء أغاني إسرائيلية لكي تغيظنا كمشاركين، حقيقة كان موقفا مضحك يتميز بتفاهه جزء من الإسرائيلين، لكن بذات الوقت كان حقيقيا يوضح كمية العنصرية التي نواجهها، فجأة الشارع تحول الى منصة غناء تجمع جميع الإسرائليين، ومع شعارات مسيئة لنا كعرب فلسطينيين, تأزمت الأحداث وكانت محاولة بالضرب وتجمع السفهاء, ومرة أخرى كانت غارقة بلحظة تأمل حيث شعرت بالخوف على النشطاء الذين لم ينجحوا بكبت أفكارهن وحاولوا التصدي لها بأسلوب آخر، رغم ان الحدث كان قصيرا لكنه كان طويلا وحقيقيا وجزءا من واقع نعيشة.

نعم يوجد استمرارية, لقد حان وقت الوققة الصامدة, حملنا الطبول, طبول تقرع بشعارات النصر وتشبثنا بهويتنا الفلسطينية, قشعريرة في جسدها، وقلب ينبض بروح أصدقائها, فجأة تواجد معظمهم هناك ومنظر الساحة تغير وبدا أجمل بوجودهن، ابتسمت مع كل رفيق كان هناك ابتسامة خفية ترحب بوجوده من جديد وتمنت لو كان لغة الصمت توضح أفكارها بأهميتهم كحركة مناضلة ومستمرة.

وهنا سوف تتوقف مع هذا الحدث,نسيم الروح يؤكد التزامها لهذا المشروع، صوت (شادي) بهتافه للشعارات، (بدوي) مع تمسكه بمواقفه وإرادته للتكلم باللغة العربية، (شحادة) مع شخصيته المحبوبة لدى الجميع يفعمها بالحياة وتطوره الإيجابي، صدى صوت (ليان) يمدها بقوة جبلية، طاقة (بهيرة) الإيجابية وضحكتها يعطيها كل الأمل، قوة (هدى) تجعلها صامته بإعتزاز،وضوح (أشراق) وتمسكها بآرائها يدل على انها انسانة صاحبة هدف ورؤيا, تطور (لنا وصبحية) ونضوجهما يشعرها بالفخر والحب الصادق لهن, التزام (محمود) للمشروع يعطيها دفعة باستمرارية، رجوع (شمس) او عدم رجوعه يعطيها بريق من الأمل، حضور (عبد) يعلمها معنى الارداة والشجاعة، حب (نقولا) يمدها طاقة وأمل للحياة، وجود (فاطمة) يشعرها بكل امرأة فلسطينية قوية, دخول (هزار) (تسنيم) و(براء) يعطيها كل معنى وفرح لانضمامهن لنا، التزام (رامي) وحبه ليافا يشعرها بشفافية رائعة، (أماني) بإبداعها وانتاجها، و(سامي) القلب النابض للمشروع.

التعليقات