12/08/2013 - 13:39

لقاء عزمي بشارة/ مصطفى ريناوي

وعندها، تأتي الصدمة من فم المحقق: " عزمي بقطر عايش مليونير وانتو شو بتعملوا؟ لي بعدكو شغالين عنده؟! سرق مصرياتكو ومصاري المؤسسات وهرب!..هذا السراق الخاين الي ترككوا وهرب"..

لقاء عزمي بشارة/ مصطفى ريناوي

كنت ممن يشتمونه، يخوّنونه..يصدق الإعلام العبري في أي إشاعة بحقه، يرى فيه المتعجرف الذي لم يستطع أحد التفوق عليه لا في عمله السياسي ولا في الكاريزما التي بدأت تجذب نحوه الناس وملفات "أمن يهودية الدولة"، كنت من تلك المجموعة التي تكره فقط، تسمع لمزاجياتها فتُخَوّن بسهولة، تزاود بأسهل وتؤدلج غيظها.

رجعت يومًا بعد صدمة من نقاش أصدقاء أصبحوا يسمعونه، يقرأون مقالاته، رجعت الى البيت اتهم وأذكر التهم (اسرائيلية الحدث والمعنى) بالهارب وأخرى، وأذكر اسمه مرافقا للكلمات من الخيانة حتى الأسهل منها، إلى أن سألني أبي : لماذا؟ هل تعرفه؟ قرأت له؟ سمعته؟؟

تذكرت حينها..موقف اليوم الذي سمعت أبي يدافع عنه في الجلسة التي لا تكره احتلالا ولا تكره شيئا إلا عزمي، وتذكرت غضبهم..
حين أتى حب المعرفة،أن أعلم، أن أقرأ، أن أسمع، أن أحلل لوحدي دون جلسات النميمة السياسية!.. أدركت أنه هو،هو من يملك تلك البساطة المعقدة في أن يجعل نشاطك الشبابي كامل الإيمان بك، بضميرك المحرك، بإنسانيتك الموجودة أن تبقى في أصعب المحن.

وفي اليوم الذي ترى فيه المشروع كاملا، وتصير جزءا من عائلة تملك بوصلة، وطنية ديمقراطية..شعبية أخلاقية، تُدعى الى التحقيق( التحقيق الأول بروتين الشرطة الممل والذي لا يُسيء لك بشيئ إلا بساعة مملة). يسألك المحقق لماذا انتسبت؟ ماذا تفعل؟ ما سر انضمام الشباب للتجمع والخ...

وعندها، تأتي الصدمة من فم المحقق: " عزمي بقطر عايش مليونير وانتو شو بتعملوا؟ لي بعدكو شغالين عنده؟! سرق مصرياتكو ومصاري المؤسسات وهرب!..هذا السراق الخاين الي ترككوا وهرب"..

خاين؟؟ لمين؟ وسراق؟؟.. يا الله! انه نفس الكلام الذي كنت أردد!!! ذكرته بالخائن، والمحقق ايضا..خائن لي ولهم؟!..
لقد كنت اردد كلام المحقق منذ سنوات لأبعد عن عزمي الشباب الذين عرفوه! وهو اليوم يردد لي كلامي، بنصيحة اسرائيلية لكي أبعد عن سماعه!!
...
عند اللقاء ذكرت له قسمًا من هذا، ضحك.. ومن بعدها ها انا التقيه للمرة الأولى دون التلفاز او اليوتيوب.. ببساطة، الإنسان المعلم، الذي لا يحبه المتطرفون أيا كانوا.. والذي يعلمك أن للسياسة مشروع تحرير الإنسان، بالضمير والموقف..والموقف هو المعلومة والدراسة..اما المزاجية فهي تقليد لا يقدم لصاحبه إلا مزيدا من ضياع البوصلة وضياع القضية..

أبو عمر، لك كل الحب وكل التحية..

مني ومن أبي الذي يحتكر التلفاز بديكتاتورية لا ترضاها، عند سماعك.

التعليقات