24/01/2015 - 21:47

ظروفنا حتمًا توحدنا / عامر وتد

خلال العامين الأخيرين، احتشد فلسطينيو الداخل في الكثير من الأحداث والتي كان أبرزها وأضخمها المظاهرات المنددة ضد مخطط برافر التعسفي على أراضي النقب. وما تلاها من مظاهرات والتي كانت أشبه بانتفاضة ثالثة خلال العدوان الغاشم على قطاع غزة الصيف

ظروفنا حتمًا توحدنا / عامر وتد

خلال العامين الأخيرين، احتشد فلسطينيو الداخل في الكثير من الأحداث والتي كان أبرزها وأضخمها المظاهرات المنددة ضد مخطط برافر التعسفي على أراضي النقب. وما تلاها من مظاهرات والتي كانت أشبه بانتفاضة ثالثة خلال العدوان الغاشم على قطاع غزة الصيف المنصرم، وصولا إلى عمليات القتل والحرق على أيدي مستوطنين ورجال شرطة تشبعوا بمفاهيم الصهيونية العنصرية والتطرف والاستعلاء العرقي.

يتبين  من إدارة الأحداث على يد الحكومة الصهيونية، أنها تعتمد على عدة  آليات، فهي تستغل اهتمام جزء كبير من أبناء شعبنا في القضايا المحيطة بنا في العالم العربي في خضم التصدعات الداخلية التي تعصف به وعدم اكتراثهم بالمتغيرات والمستجدات الحاصلة في الداخل الفلسطيني، فيصبح الاهتمام أشبه بالهروب من الواقع.

قسم آخر يتم إشغاله واستنزاف طاقته في مواجهة قذارة شخصيات تجيد اللعب على حبل الطائفية واستغلال الأديان للوصول إلى مصالح ضيقة ورخيصة والتي زاد وعي الشارع الفلسطيني لها.

أما في هذه الأيام فقد أوشكنا على السقوط في الهاوية، وتقديم أسباب جديدة على طبق من ذهب لهذه الحكومة تساعدها على شرذمة الوحدة واللحمة بين أبناء الشعب الواحد، وهي قضية القائمة المشتركة وترأسها وكل الخلافات التي كانت تدل على ان 'الكرسي' في أعين المرشحين هو تشريف ليس تكليف، ولولا وجود قيادة حكيمة ومسؤولة ساعدت على تشكيل هذه القائمة، لكنا انزلقنا إلى واقع أسوأ بكثير مما نحن به.

 لا بد من التطرق لنقطة مفصلية في هذا الموضوع، صحيح أن النضال والحياة لا يتلخصان في وجود ممثلين لنا في البرلمان، وأن مقاومة العنصرية كانت وما زالت وستبقى في الميادين والشوارع، ولكن هذا لا يعني أن نتنازل عن منبر لنا فيه حق التمثيل، وهو وسيلة ناجعة لتحقيق مطالب وحقوق تعود بفائدة على مجتمعنا، وقد لمسنا هذه الفائدة على عدة أصعدة في الجانب الاقتصادي والثقافي وفرص العمل. طموحنا هو إثبات وجودنا في كل بقاع أرضنا وفي كل المجالات والميادين، ومن على كل المنابر وفي المدارس والجامعات. هروبنا من المعركة ومقاطعتنا للانتخابات لن تلبي أيا من مطالبنا وفقط سنفقد منصةً اخرى نوصل فيها معاناتنا من العنصرية والتفرقة.

لذا لا بد لنا أن نثبت لنفسنا أولا وبعدها للمجتمع الإسرائيلي في كل فئاته، وأخيرًا للمجتمع الدولي عامةً، أننا نقاوم ونناضل من أجل قضية أسمى وأرقى وأطهر من حرب مصالح شخصية وضيقة، هذا نثبته فقط عن طريق وحدتنا وعدم توانينا عن المطالبة بحقوقنا كأقلية قومية أمام عنجهية الحكومة وفرعنتها، دون إعطاء المجال للمياه القذرة ان تتغلغل في بنياننا الصامد.

واجب علينا نحن، نعم نحن أولا، أن نستبطن فكرة أن لا تراجع ولا تنازل عن حقوقنا، وهكذا علينا توصيل رسالتنا إلى المجتمع الإسرائيلي المتطرف، بأن عليه أن يعي الأخير أن الأرض غير ثابتة تحت أقدامهم، وأي انتهاك لحقوقنا واي جريمة ترتكب بحق شعبنا هي بمثابة شعلة لفتيل القنبلة الموقوتة.

 

 

التعليقات