07/01/2016 - 16:16

سيجارة ملّا سيجارة/ آلاء إغبارية

إن أردنا أن نعرّف عملية التدخين، فيصح القول حسب تعريفات موافق عليها، إنها عمليّة يتمّ فيها حرق لمادّة غالبًا ما تكون التّبغ، ومن هنا فإنّه يتمّ تذوّق الدّخان أو استنشاقه. كما وتتمّ هذه العمليّة باعتبارها المقام الأول في الممارسة للترّويح عن النّفس، وذلك عن طريق استخدام المخدّر.

سيجارة ملّا سيجارة/ آلاء  إغبارية

إن أردنا أن نعرّف عملية التدخين، فيصح القول حسب تعريفات متفق عليها، إنها عمليّة يتمّ فيها حرق لمادّة غالبًا ما تكون التّبغ، ومن هنا فإنّه يتمّ تذوّق الدّخان أو استنشاقه. كما وتتمّ هذه العمليّة باعتبارها المقام الأول في الممارسة للترّويح عن النّفس، وذلك عن طريق استخدام المخدّر.

إنّ ما يصدر عن هذا الاحتراق هو مادّة ذات فعاليّة مخدّرة مثل النّيكوتين؛ فهذا ما يجعلها متاحةً للامتصاص من خلال الرّئة، وفي بعض الأحيان تتمّ هذه الممارسة كجزء من الطقوس الدينيّة، لكي تحدث حالة من الغفوة والتّنوير الرّوحي. وفي عالمنا تعتبر السّجائر من أكثر الوسائل شيوعًا للتّدخين في عصرنا ووقتنا الرّاهن؛ من حيث صناعة السّجائر يدويًّا أو صناعيًّا، وذلك من التّبغ السّائب وورق لفّ السّجائر.

لقد سيطرت عادة 'التدخين' على الكثير من الأشخاص في عصرنا اختلفوا جنسًا، فكرًا، جغرافيًا، عملًا، عِلمًا وعمرًا، حيث أصبح التدخين لهم كرفيق. فلا تقتصر تلك العادة السيئة على مجموعة من الناس أو فئة منهم، بل نراها منتشرة في كل المجتمعات وكل الأماكن والأزمان.

يحتاج الإنسان دائما للتجربة، فبدون التجربة ودافعها وحوافزها، لن ننجح قط في اجتياز وتخطي مسارات حياتنا التي في الكثير من الأحيان تهرب من أن تضم نفسها لمفهوم الاستقامة. وقد تكون هذه التجارب مدخل شرعي أو مجرد واجهه لممارسة كافة الرغبات والأهواء على اختلاف أنواعها وشذوذها، حتى تتحوّل تلك التجارب أخيرًا إلى عادة مستحكمة تقود الإنسان حسب هواها، إلى ما تريد.

الكثير منّا يتساءل عن الأسباب الكامنة وراء ممارسة عادة التدخين، والتي تستحق أن تعتبر أسبابا تؤدي إلى عادة وظاهرة سلبية إلى هذا الحد، حتّى أن الكثيرين يرجون أن يتجنبونها. ومن أبرز الأسباب التي يمكن ذكرها في هذا الصدد:

التقليد: حيث يقلد الأبناء آبائهم المدخنين؛ إذ يرى العديد من الباحثين أن نسبة كبيرة من المدخنين قد اكتسبوا هذه العادة من آبائهم.

رفاق السوء: يمكن أن يكون القرين أو الصديق المدخن سببًا رئيسًا في اكتساب الفرد لعادة التدخين الخبيثة؛ إذ يميل الأفراد إلى تقليد أقرانهم وأصدقائهم في العديد من التصرفات.

التساهل في تطبيق القوانين الناظمة للإتجار بالسلع ذات العلاقة بالتدخين، مثل السجاير والتبغ وغيرها: هذا التساهل، يساهم في حصول الفرد على الدخان بصورة بسيطة وسهلة، خاصة من فئة المراهقين وصغار السن؛ وهي الفئة المرشحة أكثر من غيرها للسقوط في فخ عادة التدخين.

البطالة: مُعظم شبابنا يواجهون مشكلة البطالة وبالتالي يجد نفسه في محيط ضيق فلا يفكر الّا بالتدخين بدلًا من حل مشكلة البطالة والبحث عن عمل يليق به ويسترزق منه.

عدم جود قوانين رادعة تشمل المخالفات للحد من التدخين في الأماكن العامة كالجامعات والمدارس ومراكز التسوق ووسائل النقل وغيرها.

الكثير من المراهقين الذكور يعتقدون أن التدخين هو صفة من صفات الرجولة؛ بل إن البعض منهم يعتقد أن رجولته لن تكتمل إلا بممارسة عادة التدخين، فهكذا يكون بطل زمانه.

قد ترى بعض المدخنات الإناث أن التدخين هو مظهر من مظاهر التعبير عن الحرية الشخصية، وصورة من صور التحضُر، وخاصة عندما يظهرن في الأماكن العامة أو الحفلات والمناسبات الاجتماعية.

تعتبر عادة التدخين آفة حضارية كريهة تسببت وما زالت تسبب للإنسان بالكثير من العلل والأمراض السلبية التي بدورها ستجعل من حياة الشخص مجرد أوجاع ومشاكل صحية لا مفر من تكاثرها. فمن الممكن أن نختصر أضرار عادة التدخين بنقاط واضحة ودقيقة وهي كالآتي:

1. أمراض القلب، تصلب الشرايين وارتفاع ضغط الدم.
2. التدخين سبب في أمراض السرطان وخاصة سرطان الرئة.
3. التدخين سبب في أمراض الجهاز التنفسي، كمرض الربو، والسعال المزمن.
4. يسبب التدخين بعض المشاكل في المعدة، ومنها: القرحة، فنسبة الإصابة بالقرحة أكبر عند المدخنين.
5. يؤثر التدخين على وظائف الدماغ وعلى الغدد الليمفاوية والنخامية والمراكز.
6. يؤثر التدخين على وظائف بعض الحواس، مثل: حاسة الذوق والبصر والشم.
7. التدخين يسبب الشيخوخة المبكرة.
8. يؤثر التدخين على القدرات الجنسية للرجال.
9. ضرر اقتصادي.

أخي المدخن / أختي المدخنة وكل من يتلذذ بوضع السيجارة مشتعلة بين شفتيه، اعلم أن للتدخين مضارًا صحيةً كثيرةً جدًا، والتي ستؤدي بك إلى حافة الهاوية. وهي في مجموعها سببٌ للكثير من الأمراض المستعصية التي تصيب مختلف أعضاء الجسم وأجهزته، إضافةً إلى ماله من آثارٍ نفسيةٍ سيئةٍ على شخصية المدخن بشكلٍ ملاحظ.

التعليقات