عنبتاوي: تزايد تعنيف النساء بالحجر والمؤسسات الرسمية مسؤولة

تزايد العنف على النساء منذ فرض التقييدات والحجر المنزلي خلال الأشهر الثلاثة الماضية بشكل مقلق، ما يدعو لتحرّك مجتمعيّ ومدني منظّم لإيجاد طرق ووسائل لتوفير حماية أكبر وزيادة أمان النساء المهدّدات والمعنّفات في بيوتهنّ.

عنبتاوي: تزايد تعنيف النساء بالحجر والمؤسسات الرسمية مسؤولة

توضيحية (pixabay)

لا تزال أزمة فيروس كورونا المستجدّ تلقي بظلالها على شتّى مناحي الحياة الاجتماعية والاقتصادية والنفسية، فيما تعاني الفئات المهمّشة من قبل الأزمة وتداعياتها من آثار الحجر الصحي والمنزلي، وعلى رأس هذه الفئات النساء المعنّفات.

وتزايد العنف على النساء منذ فرض التقييدات والحجر المنزلي خلال الأشهر الثلاثة الماضية بشكل مقلق، ما يدعو لتحرّك مجتمعيّ ومدني منظّم لإيجاد طرق ووسائل لتوفير حماية أكبر وزيادة أمان النساء المهدّدات والمعنّفات في بيوتهنّ.

رفاه عنبتاوي

واعتبرت الناشطة النسوية ومديرة جمعية "كيان- تنظيم نسوي"، رفاه عنبتاوي في حديث لـ"عرب 48" أن الأمر مقلق جدًّا، وأنّ "القادم ينذر بالأسوأ لا سيما وأن تداعيات الازمة التي طالت مختلف الجوانب الاقتصادية والنفسية تتسبب بازدياد الضغوطات الاجتماعية والنفسية والأسرية، التي من شأنها أن تؤدي بالتالي إلى ازدياد التوتر والعنف ضد النساء".

وأضافت عنبتاوي أنّه ثمّة "ازدياد مذهلٌ ومؤلم في ملف العنف الأسريّ عمومًا وضدّ النساء خصوصًا، فمن الناحية الكمية هناك ازدياد كبير بالتوجهات من نساء المعنفات للجمعيات النسوية وخطوط المساعدة"؛ وأوضحت أنّ الوتيرة تزايدت هذه الفترة أيضا بسبب وقوع نساء كنّ مهدّدات أصلًا في مخاوف وضغوطات صحية وماديّة ونفسيّة لم يكنّ معتادات عليها، ولا يملكن هنّ أو عائلاتهنّ خبرةً أو جاهزيّة للتعامل مع مثل هذه الحالة غير المألوفة.

وبالتّالي، وفق ما بيّنته عنباتوي فإنّ "المرأة التي كانت مهددة في السابق، أصبحت معنّفة في ظلّ الأزمة"، وأكدت عنبتاوي أن هناك ازديادًا في كمية التوجهات في ظل كورونا أكثر من 40 في المئة ممن يتوجهون لخطوط الدعم التي تديرها المؤسسات النسوية.

وأوضحت مديرة جمعية "كيان" أنّ الحديث هنا "عن أشكال العنف المختلفة، بين النفسي والكلامي والجسدي، هذا ناهيك عن الازدياد في نسبة التحرش والاعتداءات الجنسية، وهنا أيضا من المهم التأكيد والتركيز على أن الأمر أو الحالات موجودة ضمن الحجر الصحي وهذا يصعّب الأمر على المرأة المعنفة أكثر بكثير من الوضع الطبيعي، فلا يتاح لها التوجه لنا والاتصال هاتفيًّا، لأن امرها سينكشف أمام الأبناء وأمام الزوج".

ومع ذلك، بيّنت عنبتاوي أنّ الخطوط تلقّت تبليغات كثيرة ومتزايدة، ومن أجل حل إشكال وصعوبة الاتصال قمنا في الجمعية بإطلاق خط مساعدة عبر التواصل المكتوب، موضحةً أنّه "من أجل أن نتمكن من ذلك ومتابعة التوجهات المتراكمة عملنا 24 ساعة يوميًّا بدلا من 8 ساعات عمل، أي أقمنا خط طوارئ مكثّف واستعنا بالكتابة لتتمكّن النساء من التواصل معنا بأقل خطورة وكي لا ينكشف أمرهنّ ولا يتعرّضن للخطر".

وأشارت عنبتاوي إلى أنّه بشكل عام فإنّ هناك تنوعًا بين المتوجّهات، ولا يمكن حصرهنّ ضمن فئة محدّدة من النساء أو شريحة اجتماعية معيّنة هي التي تتعرّض لهذه الاعتداءات والتهديدات، إلّا أنّ التوجّهات الأكثر صعوبة تكون في الغالب لدى الأسر التي تعيش بحالة اجتماعية اقتصادية متردّية.

تمييز عنصري

وحول الدعم من المؤسسات الرسمية الإسرائيلية شددت عنبتاوي على أن هناك تمييزًا صارخًا ضد العرب بالذّات، برز خلال الأزمة، وأضافت: "أود هنا أن ألفت النّظر إلى تعامل الشرطة أيضا مع هذا الملف، فعلى سبيل المثال حدث لنا أن قامت صبية وبلغت عن حالة عنف الا أن الشرطي الذي علم بالأمر قام بتبليغ أهل هذه الفتاة المعنّفة، نظرًا لمعرفته بأهل المشتكية".

وأردفت عنبتاوي أنّ "مختلف المؤسسات الرسمية تعاملت باستهتار وتمييز، فبالإضافة لما سبق، فإنّ وزارة الرّفاه الاجتماعي لم تعطِ هذا الملف أولوية، ولم ترصد الميزانيات اللازمة كما لم يتمّ فتح ملاجئ كافية بما يتناسب مع ازدياد حجم وكمية المعنفات في ظل الأزمة المتواصلة".

وأكّدت عنبتاوي أنّ هذا الجانب كان واضحًا في تعامل المؤسّسات، فيما لم يكن هناك تراجع بحجم وكمّ العنف، بل على العكس فمن المتوقّع أن يتزايد، معتبرةً أنّ عدم العمل كما يجب للتخفيف من الحالة سيساهم في زيادة الوتيرة، إذ أنّ هناك من لم يكن ضمن دائرة العنف إنما دخل وسيدخل بسبب الوضع القائم.

وختمت عنبتاوي حديثها مع "عرب 48" بالقول إنّه لا يمكن أن يحلّ هذا الملف دون مسؤولية جماعية تتحمّلها المؤسسات والأفراد في هذا المجتمع، لكسر حاجز الخوف وكل من هو شاهد على أعمال عنف عليه أن يبلغ ويساعد النساء بكسر حاجز الخوف والتوجه لطلب المساعدة.

التعليقات