من عين الحلوة إلى بلجيكا.. أن تكون لاجئًا مرتين 1/2

هل ما زال المخيم مدرسة في الصمود والمقاومة كما السابق في ظل تساقط دور منظمة التحرير الفلسطينية بعد أوسلو وسقوط حق العودة في حياة المفاوضات؟ لا مكان لكي تحاصر حصارك في المخيم، فالفدائي أصبح "شقفة عسكري" اليوم، ولا مفر من الدولة اللبنانية والطائفية السياسية في هذا البلد، ولا أُفق يلوح في الأفق في ظل انقسام الإخوة.. عندها تقرر أن تصبح لاجئا مرة أخرى بعد فعل النكبة عام 1948 : قصة محمد خطيب لاجئ من عين الحلوة إلى بلجيكا.

من عين الحلوة إلى بلجيكا.. أن تكون لاجئًا مرتين 1/2

هل ما زال المخيم مدرسة في الصمود والمقاومة كما السابق في ظل تساقط دور منظمة التحرير الفلسطينية بعد أوسلو وسقوط  حق العودة في حياة المفاوضات؟ لا مكان لكي تحاصر حصارك في المخيم، فالفدائي أصبح "شقفة عسكري" اليوم، ولا مفر من الدولة اللبنانية والطائفية السياسية في هذا البلد، ولا أُفق يلوح في الأفق في ظل انقسام الإخوة.. عندها تقرر  أن تصبح لاجئا مرة أخرى بعد فعل النكبة عام 1948 : قصة محمد خطيب لاجئ من عين الحلوة إلى بلجيكا.

 

اللجوء الأول 

أصبحت ظاهرة الهجرة عند الشباب الفلسطيني في المخيمات ظاهرة عادية ومنتشرة وإحدى الأفكار الشاغلة الرئيسية بعد التخرّج من المدرسة الثانوية، في ظل الظروف التي يعيشها اللاجئون الفلسطينيون في مخيمات لبنان، فغالبية الوظائف تمنعها الدولة اللبنانية على الفلسطيني بحجة "عدم التوطين" بالرغم من قانون جنبلاط الأخير، ومنظمة التحرير الفلسطينية لم تعد تعكس تطلعات الفلسطينيين بعد تهاوي دورها الريادي إثر اتفاقية اوسلو عام 1993 وبعد اتساع الانقسام الفلسطيني، فأصبح اللجوء والهجرة الأفق الوحيد أمام الشاب الفلسطيني.

من وإلى المخيم

محمد خطيب، شاب في أوائل العشرينات أصله من قرية الملاحة، بالقرب من الحولة قضاء صفد، استشهد والده عندما كان عمره عشرة أشهر، بعدما عاد من تونس حيث كان مرافقًا لأبو العباس في جبهة التحرير. يرى محمد ان حياته لم تبدأ في مخيم عين الحلوة، بل بعد خروجه من المخيم إذ لم يعد هذا العالم يتسع له.

بدأ محمد دراسته في مدرسة "عائشة الزهراء" في مدينة صيدا خارج مخيم عين الحلوة حيث يصف خروجه من المخيم يوميًا والعودة إليه بخروجك من عالم ودخولك عالمًا آخر، ففي المخيم "أنت في جيتو محاصر" يقول محمد، أما خارج المخيم "لا أشعر بالانتماء بسبب التعامل الذي يتلقاه الفلسطيني..ففي مدرستي في صيدا لم نكن نعطل على ذكرى النكبة، وذكرى الاستقلال اللبناني لا يعنيني".

ترك محمد مدرسته الأولى بعد أن سأل نفسه "لماذا اترك المخيم؟"، وعاد إلى المدرسة الابتدائية التابعة للأنوروا في المخيم ليكمل تعليمه بالرغم من الفارق بين المدرستين، إذ أنّ "المعلمة في مدرسة المخيم التابعة للأونروا كانت تكتب لنا الامتحان مع الأجوبة قبل يوم الامتحان بيوم، لم نتعلم.. كننا نمضي الوقت في المدرسة.. لا تجد ذاتك في التعليم، لا يعلموننا عن فلسطين كما كان في السابق كما أنّ الفلسطيني لا يتدخل في مناهج التعليم الخاصة به..لا أجد ذاتي ولا تاريخي ولا هويتي في المدرسة فأصبحت أهرب وأتسرب إلى الشارع حيث بدأت اكتساب خبرات الحياة من هناك حتى لو أضرني الامر في إحدى المرات حيث كسرت يدي من أجل ذلك".

لم ينجح محمد في اجتياز امتحانات الدولة مما أضرّه ليلتحق بكلية لبنانية خاصة التي تؤهله للتعليم الجامعي، لكن مع بدأ الاعتصامات لفريق 8 آذار اللبناني أمام مجلس النواب والمشاكل التي جرت في المخيم فيما يتعلق بقضية "جند الشام"، وبسبب التمييز الذي يتعرض له الفلسطيني ترك الكلية وعاد إلى المخيم ليكمل في كلية تابعة للاونروا .

 لا أُفق

يقول محمد إن ظاهرة التسرب "منتشرة جدًا وهنالك أيضًا التسرب المبكر، مع أنّ المدرسة الثانوية في المخيم تفوز بالمرتبة الأولى في الجنوب، إلا أنّ المشكلة الحقيقية هي ما بعد التخرج إذ أن التعليم الجامعي مكلف جدًا لابن المخيم وقلائل هم الذين يلتحقون بالتعليم الجامعي.. وحتى بعد الجامعة تواجه المشكلة الأكبر، لا يوجد لك عمل بسبب القانون اللبناني، لذلك معظم الشباب يسافر للإمارات للعمل لأنها أسهل شيء، لكن حتى السفر إلى الإمارات أصبح صعبًا في الآونة الأخيرة،.. يبقى لك أن تعمل سائق سيارة أجرة مع شهادة مهندس".

يضيف محمد "ترى الشباب في المخيم جالسون على الطرقات، يدخنون طوال اليوم، يجلسون بدون سبب.. لا يوجد لهم أُفق.. حالة من الفراغ والضياع والحصار".

 "شقفة عسكري"

"مؤسسات المجتمع المدني أصبحت دكاكين، ترفع شاعرات مثل "لا عنف، السلام والمحبة"، وأصبحت مرتبطة بمصالح شخصية كما الأحزاب، فمثلا الاتحاد العام لطلبة فلسطين تسيطر عليه حركة فتح اذ تعطي كل شخص منتسب إليه 20 دولار شهريًا، ناهيك عن حالة الانقسام المخيفة" يقول محمد.

"غياب المقاومة داخل المخيم يؤثر على نفسية الناس، هناك أشخاص أُصيبوا بالجنون مع خروج الثورة من لبنان عام 1982، فصورة الشاب الذي يحمل بندقية اليوم لم تعد مثل السابق، الناس لم تعد تحترمه، فمن يحمل البندقية اليوم يحملها لأجندات داخلية بنظر الناس وليس من أجل أن يقاوم، حتى اسم الفدائي تغير ل "شقفة عسكري"، ويضيف "حتى عندما يأتي مسؤول لزيارة المخيم ينظر الناس له على أنه صاحب مصلحة.. فذاك المسؤول لديه مشروع سوري في المخيم وذاك مشروع أردني أو لبناني وغيره مشروع إسلامي، تجار لديهم مصالحهم على حساب القضية".

الشباب يريد الرحيل

حالة عامة تسويد بين الشباب ألا وهي الرحيل عن المخيم نحو عالم جديد مجهول المعالم، لكن يبقى بالنسبة لهم أفضل من هذا الواقع في المخيم؛ بطالة، حصار، تفتيش على الحاجز، مشاكل بين الفصائل وغياب مقومات أسباب الحياة تجعلك على الرحيل.. فيقرر محمد الرحيل في رحلة لجوء شاقة توازي لجوء النكبة عام 1948.

 

 

تشات الشتات

محمد says:

لما تفهم الواقع الموجود  بتحس حالك مخلوق فضائي او الدنيا فارضي عليك تكون غير.. غير كل شي .. قادر على كل شي

تعمل كل شي.. عشان تعيش او تستمر.

بتعرف شو احقر شي؟

 

rabeea eid says

شو؟

 

محمد says

لما تشوف طفل و تتخيل مستقبلو و تسلسل حياتو كيف راح يكون

انو يا حرامي او بياع خضرة وامي و بحشش، ما بيعرف الموسيقى مثلا او ما بيعرف شو بدو او هو شو ووين بدو يكون.

او ممكن يتعلم و يشتغل اي صنعة و يتجوز بالمخيم و يجيب ولاد و الحالة تتكرر،او يكون عسكري بمكاتب شي دكانة يحمل سلاح مش عارف ليش و يعد و هاي الحياة.

و المخيم هو الكوكب و لما يطلع برا بحس حالو غريب و برا مش مكانوا واذا بعجبو الجو برا بصير يفكر كيف بدو يطلع كل فترة برا زي الي مسافر.

 

محمد says

تخيل بلدك اقل من كيلو متر.. هاد عالمك

او اذا حدا بدو يتمرد تخيل يكون المطلب "حقوق اجتماعية" هههههههههههههههه

شوف هالسقف ما احقرو.. واطي كتير، او تشوف حدا همو كيف يأمن سعر الدواء.. هاد همو اليومي.

 

rabeea eid says

مش عارف شو احكيلك

 

محمد says

لا ما تحكي انا هيك بس بس بفرغ

كنت بفكر انو وضعنا صعب و هيك بس لما شفت كان اشي غير

بتصدق انو شفت ناس ما عندا اكل ربيع!! اكل..!!

او بلفو شراب بندورة مع الخبز لانو بتوزعو الانروا..!!

بتعرف انو في ناس بتنطر العيد مش عشان يعيدو او يفرحو

انو بس عشان هاي المناسبة الوحيدة الي ممكن يشترو فيها اواعي جديدة،انو الاواعي صارت حلم  و اشي مفرح كتيير.

و تشوف ولد صغير عمرو 10 سنين نايم تحت سيارة بشتغل.

ما بعرف ليش كلو بدور براسي كتير .. بتعب.. بتعب كتير

بحس في شي مش طبيعي ..ما الو اي تفسيير .. ابدا

هيك خارق اكثر من الاهي.

 

محمد says

كتير بتمنى اكون انسان عادي او تافه او الي بدك هو، هاد التفكير كتير بتعبني، بحس في شي كبير على راسي، ما قادر اخفف ما بعرف بحس حالي مجروح.

 

محمد says

عارف وين كنت اكثر مكان ارتاح في بالمخيم ..؟؟

واوقات اغفى..

 

rabeea eid says

وين؟

 

محمد says

بالمقبرة.. كنت اروح ازور ناس ما بعرفها، ناس من زمان و ناس جديدة، هي المساحة الوحيدة الي فيها خضار بالمخيم، فيها ورد كمان

 

حلوة كتير، و فيها هيك قسم للشهداء.. و هيك زي عمود منصوب

لما اكون رايح لحالي و يكون ما في حدا.. اروح اضرب تحية

بخاف يشوفني حدا يقول مجنون، كانو يفتحو المقبرة بس اثنين و خميس، عملت مشكلة و صرت افوت بالقوة.. كان عندي هم انو ما تتسكر.. وفي مقبرة جديدة بس ما فيها شهدا.

 

محمد says

ابوي ميت مدفون في صيدا .. ما كنت اورح عندو الا قليل، بس كنت اورح اوقات هيك بالسنة مرة .. احكي معو .. مش لانو ابوي انا ما بعرفو .. بس هيك لانو المفروض كان يكون هو الحدا الموجود.

حلو وجود الاب.. بحاجة الو الانسان.

 

محمد says

بحزن اكثر على امي.. لانو كانو يحبو بعض.. بحس هي بحاجة الو اكثر.. بعدا بتحبو مع اننو اجها عرسان.. كنت احكيلها وافقي كانت تزعل مني.

 جاي عبالي اصرخ ..................................

 

محمد says

عم بحكيلك شي ما حكيتو بحياتي الا بيني و بين نفسي

في عندي عم مفقود هاد لكبير، كان عمرو 16 سنه اخذتو فتح على حرب الجبل ع القوات ... تجنيد اجباري بس ما رجع.

ستي بعدا بتنطرو.. ما بتصدق انو مات، بتحكيلي بس اجو ياخدو اتخبا بالحمام كان صغير و حلو و شاطر بالدراسة.

كنت اتخيلو كتير انو فايت فجاة على البيت... كنت بحس اني بحاجة الو..... انو ممكن يكون عايش ... بس ابوي ميت... هاد في امل ممكن يحل محلو.

 

محمد says

كنت اروح على البحر  كتير،اروح انا و صاحبي نقعد .. ما حدا يحكي

اطلع هيك اشوف مساحة .. هيك جوا ما في شي لا حدود ولا زفت.

لما كنت اسبح اشلح كل اوعيي وازتن لرفيقي و افوت لجوا كتير

مع انو ما بسبح منيح .. بس كنت أغمق كتير .. كنت انبسط كتير

احس ما في حدا محاصرني بي شي حتى الاواعي اكبها.. ما في شي الا حياة او موت.

اكتر شي حسيتو طبيعي..

 

محمد says

وينك..؟؟

...

 

rabeea eid says

 

معك. بس شارد.

...

التعليقات