الطلاب العرب في كلية الهندسة يرفضون الملاحقة السياسية وقمع الحريات

لم يقم أحد بتحريضنا ولا تهديدنا على فعل شيء، نحن شباب واعون راشدون نتخذ قراراتنا بمحض إرادتنا، لسنا بحاجة لتوجيه من احد. لكل شخص حرية التعبير عن آراءه ومعتقداته، أليس هذا ما ينص عليه قانون هذه الدولة الديمقراطية؟! وهذا ما قام زملاؤنا بفعله فقد عبروا عن رأيهم الشخصي ليس إلا

الطلاب العرب في كلية الهندسة يرفضون الملاحقة السياسية وقمع الحريات

 

في أعقاب إبعاد طالبين عربيين عن مدينة القدس وتحويلهم للحبس المنزلي من قبل الشرطة في مدينة القدس وذلك بتهمة "التحريض على العنصرية"، عبر العديد من الطلاب العرب ل"فصل المقال" عن سخطهم ورفضهم لسياسة الملاحقة السياسة لزملائهم وذلك على خلفية عدم مشاركتهم في مؤتمر في الكلية الأكاديمية للهندسة حيث يدرسون في مدينة القدس يشارك به رئيس الدولة شمعون بيرس.
 
وكانت شرطة القدس "مورياه" في خطوة غير مسبوقة قد أبعدت كل من الطالب خليل غرة والطالب رأفت شعبان عن مدينة القدس وتحويلهم للحبس المنزلي لمدة أسبوع ومنعهم من التحدث مع زملائهم الطلاب، بعدما كتبوا على صفحة الفيسبوك الخاصة بالكلية أن الحضور والمشاركة في المؤتمر المذكور غير إلزامي. كما علمت "فصل المقال" أن الشرطة ما زالت تلاحق طالبين آخرين على نفس القضية، التي أخذت بالتفاعل، إذ أعلنت الكتل الطلابية في الجامعة العبرية الأسبوع الماضي خلال بيان مشترك وقوفهم إلى جانب الطلاب وحقهم في مقاطعة بيرس "قاتل أطفال قانا" حسب البيان.
 
ملاحقة في المساكن..والفيسبوك
الطالب المُبعد خليل غرة شرح ل"فصل المقال" عمّا حصل معه "قام محقق تابع لمركز الشرطة في "موريا" الواقع في منطقة "تلبيوت" في القدس بالاتصال معي أكثر من مرة ودعاني للحضور فورًا إلى مركز الشرطة للتحقيق معي بقضية لست أعلم عنها شيئًا، لكنني رفضت كل الدعوات حيث أنها غير قانونية...بعد يوم تلقيت دعوة مطبوعة موجودة في غرفتي في السكن الطلابي

 للحضور إلى الشرطة حيث مكتوب فيها: "إن لم تأت فورًا سنأتي في ساعات الليل المتأخرة لاعتقالك"، بعد أن رأيت ورقة من الشرطة بشكل قانوني ذهبت إلى مركز الشرطة بنفسي وتم التحقيق معي على خلفية: "تهديدات لممثلة طلاب سنة أولى بموضوع هندسة الأدوية في الكلية الأكاديمية في القدس" و"التحريض على العنصرية"، قمت بإنكار كل التهم الموجهة إليّ من قبل المحققين، وقد قرروا بعد مشاورات فرض الحبس المنزل عليّ حتى 21/1 وإبعادي عن القدس وإلزامي بعدم التحدث مع أي طالب من الكلية حتى 25/1".
 
عن خلفية التحقيق وأهدافه وردّه عليه يقول خليل: "واضح بالنسبة لي من سير التحقيق أن القضية هي ملاحقة سياسية بمحاولة إلصاق تهمة جنائية، لن يكسروا من عزيمتنا، فنحن أبناء الحركة الوطنية ونفتخر بذلك، هذا نهجنا وهذه طريقنا، ولن أقبل بسياسة كم الأفواه التي تنتهجها الشرطة وأجهزة المخابرات مع الطلاب العرب. نشاطنا هو نشاط سياسي مشروع ومن حقنا التنظم والتعبير عن رأينا".
 
كما أكّد الطالب (المُبعد) رأفت شعبان لـ"فصل المقال" أن كل ما قام به هو إبداء رأيه على الفيسبوك، معتبرًا ما حصل له ملاحقة سياسية على خلفية نشاطه الطلابي، فلا أحد يستطيع إجباره على المشاركة لشمعون بيريس في حصة غير الزامية.
 
موقف سياسي ورفض مبدأي
وفي حديث مع الطالب فادي محمد من كوكب أبو الهيجاء قال "نحن كطلاب عرب نرفض سياسة الملاحقة بحق زملائنا، ونؤكد أن الكلية لا تستطيع إجبارنا على المشاركة في هذا الحدث، لدينا موقف سياسي من شمعون بيرس ونرفض المشاركة بشكل مبدأي" وأضاف محمد "في نفس الوقت نشد على أيدي زملائنا المبعدين عن القدس، ونقف إلى جانبهم ونقول إن سياسة كم الأفواه والترهيب لن ترهبنا ولن تثنينا عن مواصلة قول موقفنا الوطني والأخلاقي".
 
لا للإجبار
أما الطالب أسامة أبو عصبة من جت المثلث فقال"الطالبان خليل غرة ورأفت شعبان عبروا عن آرائهم بشكل ديمقراطي بما يتعلق بزيارة بيرس، وعبروا عن رفضهم للأسلوب الإجباري الذي طرحته الكلية من خلال ممثلة صف هندسة تركيب الأدوية, ونحن الطلاب العرب عبرنا جميعًا عن رفضنا من هذه السياسة الإجبارية، وقد امتنعنا عن المشاركة بالمحاضرة بسبب هذا الإجبار واختلافنا السياسي والالتزامات الأخرى. ونقول إن ما لحق بزميلينا هو ظلم وتضخيم بهدف بلورة قضية جنائية أو أمنية ضدهم مما يشكل رادع لهم ولأي طالب عربي يقول رأيه بوضوح وبشكل ديمقراطي".
 
القضية جماعية والرأي شخصي
أما الطالبة ريما يعقوب فقالت "الأمر يخصنا جميعا لان الجميع كان شاهدًا على الأحداث التي حصلت. والادعاء أن الشباب حرضوا أو على الأقل حاولوا تحريض باقي الطلاب تحريضا عنصريًا أو منعنا من الدخول لالتقاء رئيس الدولة هو ادعاء خاطئ ولا أساس له، لكلنا رأي شخصي وموقف سياسي ونتصرف حسبه ولا ننتظر أوامر أو "تحريض" من أي شخص".
 
 
 
ماذا عن حرية التعبير عن الرأي؟
الطالبة سماح ناصر الدين عبرت عن تفاجئها بما حصل بخصوص التهم الملفقة الموجهة للطلاب وقالت "لم يقم أحد بتحريضنا ولا تهديدنا على فعل شيء، نحن شباب واعون راشدون نتخذ قراراتنا بمحض إرادتنا، لسنا بحاجة لتوجيه من احد. لكل شخص حرية التعبير عن آراءه ومعتقداته، أليس هذا ما ينص عليه قانون هذه الدولة الديمقراطية؟! وهذا ما قام زملاؤنا بفعله فقد عبروا عن رأيهم الشخصي ليس إلا".

 


 
أـما الطالبات مجدُلين خليل، مرام حاج وريم خالدي فعبرن عن سخطهن لما حصل قائلات "من المفترض أننا مواطنون في دولة ديمقراطية والتي تنص قوانينها على أنّ كل فرد منّا له حرية التعبير عن الرأي وحرية الاختيار ولا يحق لأي شخصٍ كان أن يرغمنا على فعل أي شيء لا نرغب به، فعدم حضور غالبية الطلاب العرب للّقاء مع رئيس الدولة كان بمحض إرادتنا وليس بتحريضٍ من أي طالب آخر".
 
تضامن تل أبيبي                                                                                                     
 في المقابل نظمت مجموعة "سوليداريوت" (تضامن) الطلابية اليهودية في جامعة تل أبيب تظاهرة دع
م للطلاب كلية الهندسة في القدس، كما قامت مجموعة من الطلاب بإرسال رسالة إلى عميد الطلبة في جامعة تل أبيب يطالبونه فيها بموقف شاجب من قبل الجامعة حول الموضوع، وقاموا يوم أمس بالدخول عنوة لمكتب العميد وطالبوه بإصدار موقف يستنكر إبعاد الطلاب.

التعليقات