التجمع الطلابي في تل أبيب: أمسية لتخليد "يوم الأرض" وشهدائه بالشعر والتحليل السياسي

* عوض عبد الفتاح: كل ما انتزعناه من حقوق وتحسين ظروف حياة، نتاج نضالات مستمرة وعلى رأسها "يوم الأرض" * يارا شليوط: الإنسان قيمة عليا، ولا إنسان بلا مكان يرتبط به عضويًّا. * الطالب محمود عواد: التّجمّع يعبّر عن الهويّة القوميّة الدّيموقراطيّة لأبناء الدّاخل الفلسطينيّ، و"يوم الأرض" كان أحد أهم محطات تشكلها * عصام بشيتي وباقة من الشعر الوطني المبدع

التجمع الطلابي في تل أبيب: أمسية لتخليد

* عوض عبد الفتاح: كل ما انتزعناه من حقوق وتحسين ظروف حياة، نتاج نضالات مستمرة وعلى رأسها "يوم الأرض".

* يارا شليوط: الإنسان قيمة عليا، ولا إنسان بلا مكان يرتبط به عضويًّا.

* الطالب محمود عواد: التّجمّع يعبّر عن الهويّة القوميّة الدّيموقراطيّة لأبناء الدّاخل الفلسطينيّ، و"يوم الأرض" كان أحد أهم محطات تشكلها.

عصام بشيتي وباقة من الشعر الوطني المبدع.


نظمت "جفرا"، التجمع الطلابي الديموقراطي في جامعة تل – أبيب، أمس الثلاثاء، أمسية ثقافية سياسية لمناسبة الذكرى الـ 36 ليوم الأرض الخالد، حضرها عشرات الطلاب الجامعيين العرب.

واستضافت الأمسية كلا من أمين عام التجمع الوطني الديموقراطي، السيد عوض عبد الفتاح، في محاضرة عنونت بـ "يوم الأرض بين الحاضر والماضي"، وكذلك الطفل، عصام بشيتي، الذي قدم باقة من الأشعار الوطنية.

افتتحت عريفة الأمسية، الطالبة يارا شليوط، بالترحيب بالحضور من طلاب، وبعضو المكتب السياسي في التجمع مراد حداد، وعضو لجنته المركزية ممدوح إغبارية،  ثم وقف الحضور على ألحان وكلمات النشيد القومي العربي "موطني".

يارا شليوط: الإنسان قيمة عليا، ولا إنسان بلا مكان يرتبط به عضويًّا

وجاء في كلمة عريفة الأمسية، يارا شليوط، تأكيد على قيمة الإنسان العليا وعلاقته بالمكان كثنائية لا تنفصل: "نؤمن بالإنسان قضية أولى وقيمة عليا، بحقه في حياة عزيزة كريمة، بأمان واستقرار، بحريات وحق في تقرير المصير وبناء المجتمعات والحضارات.. وكل فعل يقوم به الإنسان لتحقيق ذلك، ولصناعة زمانه، لا بد له منْ حيز مكاني، لذا فلا إنسان بلا مكان يرتبط به عضويا."

وأضافت: "المكان هو أرضنا، سهلنا، جبلنا، بحرنا، بيوتنا، قرانا، مدننا، شوارعنا، مياديننا، جامعاتنا، مسارحنا، ملاعبنا، مختبراتنا، مكتباتنا، مدارسنا.. الخ.. وقد عملت الصهيونية على سلب المكان منا وإفراغه من الإنسان الفلسطيني، وهدم كل ذلك.."

يتوقع من الطلاب والأكاديميين والمثقفين أن يكونوا وكلاء تغيير في مجتمعاتهم وبيئاتهم لمواجهة المخاطر

وحول دور الأكاديميين والمثقفين والسياسيين جاء في ظل ما يعيشه الشعب الفلسطيني من واقع أرض ومسكن: "هدم القرى، قانون الحاضر غائب أو قانون أملاك الغائبين، شارع عابر إسرائيل، جدار الفصل العنصري، المستوطنات، تهويد القدس والجليلْ، خطة "برافر"، سلوان، بلعين ونعلين، هدم البيوت بحجة عدم الترخيص.. أمور قليلة مقتضبة تكفي للدلالة على حجم ما نحن فيه من قضايا حارقة، قد لا نستشعرها ملحة لتشتتها واختلاف أماكن حدوثها، ولكنها بالمجمل تشكل خطرا كبيرا وحقيقيا على وجودنا ومستقبلنا في بلادنا.. وهي قضايا تحتاج منا وعيا ويقظة كبيرين، خاصة من طلابنا وأكاديميينا ومثقفينا وسياسيينا، الذين نتوقع منهم أنْ يكونوا وكلاء التغيير في مجتمعاتهم وبيئاتهم."

الطالب محمود عواد: التّجمّع يعبّر عن الهويّة القوميّة الدّيموقراطيّة لأبناء الدّاخل الفلسطينيّ، و"يوم الأرض" كان أحد أهم محطات تشكلها

أما الطالب في قسم الإعلام، محمود عواد، فقد تحدث باسم "جفرا"، التجمع الطلابي في جامعة تل أبيب، مقدما نبذة موجزة حول يوم الأرض وتحركات الجماهير العربية في الداخل يوم الثلاثين من آذار عام 1976، وإعلان الاضراب، واستشهاد ستة فلسطينيين وجرح العشرات.

وحول قيمة ومكانة يوم الأرض قال: "يشكل يوم الأرض معلمًا بارزًا في التاريخ النضالي للشعب الفلسطيني، باعتباره اليوم الذي أعلن فيه فلسطينيو الداخل تمسكهم بأرض آبائهم وأجدادهم، وتشبثهم بهويتهم الوطنية والقومية، وحقهم في الدفاع عن وجودهم، رغم كل القمع والتنكيل والقتل."

مخطط برافر "نكبة جديدة"، والقدس تشهد تهويدا خطيرا

كما تحدث عواد عن واقع ما يواجهه أبناء فلسطين عموما، والداخل الفلسطيني خصوصا من مخطار وقضايا حارقة فيما يتعلق بالأرض والمسكن، فتناول الاستيطان، وهدم البيوت، وسياسات الدولة التهجيرية في المدن المختلطة وعلى رأسها يافا، وتهويد القدس، وسلوان، والشيخ جراح، ومخطط "برافر" في النقب، وسيل القوانين العنصرية، وغيرها: "العيون في هذه الذكرى تتجه نحو النقب تحديدًا، لما يشهده من سياسات ممنهجةٍ ومدبرةٍ بعنايةٍ لمصادرة مئات آلاف الدونومات، وتهجير أبناء النقب العرب، السكان الأصليين له وأصحابه الشرعيين، عبر مخطط "برافر".

وأضاف: "يقضي مخطط "برافر"  بمصادرة 800 ألف دونم تعود ملكيتها لسكان النقب العرب الأصلانيين، وهدم 35 قرية من أصل 45 قرية لا تعترف بها إسرائيل، مع تشريد عشرات الآلاف منهم"، وهو ما يعتبر جون أيّ مبالغةٍ أو تهويل "نكبةً جديدة"، إذ يهدف هذا المخطط إلى السيطرة على أكبر مخزون واحتياط أراضي بقي بملكية الفلسطينيين في البلاد، وتشريد وتهجير البدو البالغ تعدادهم مائتي ألف نسمة، لتركيزهم وتجميعهم على أقل بقعة ممكنة من أرض.

طرح التجمع حول "دولة المواطنين"، أمر استعصى على ديموقراطية إسرائيل أن تستوعبه

وحول التجمع وتمثيله للوعي القومي، وعلاقته بقضايا الأرض والمسكين، قال عواد: " التجمع، التيار القومي الديموقراطي في البلاد، امتداد تشكّل وعي قوميّ نما رويدا رويدا بعد النكبة، والذي حاول أن يعبر عن نفسه تنظيميّا عبر حركاتٍ مثل الأرض وأبناء البلد والحركة التّقدّميّة وغيرها، والّتي حوربت وقمعت وسجن مؤسّسوها والمنتمون إليها أو لم تكن ذات قوّةٍ تنظيميّةٍ كبيرةٍ لتستمرّ وتبقى، حتّى جاء التّجمّع عام 1995 ليعبّر عن الهويّة القوميّة الدّيموقراطيّة لأبناء الدّاخل الفلسطينيّ."

وأضاف: "هذا الوعي القوميّ لدى أبناء الدّاخل، دفعهم للخروج جماعةً حول قضيّةٍ شعبيّةٍ وطنيّةٍ في يوم الأرض عام 1976، بتأثّرٍ من حوادث تاريخيّة كثيرة، كانت تراكماتٍ لإنتاج يوم الأرض، كفشل العدوان الثّلاثيّ، وانطلاق الثّورة الفلسطينيّة، وانتصار معركة الكرامة، وتمكّن الجيش المصريّ من العبور.. فكان يوم الأرض.

وحول طرح التجمع قال عواد: "يتحدّى التّجمّع اليوم بديمقراطيّته - المتمثلة بطرح دولة المواطنين، وتعرية ’ديمقراطية‘ إسرائيل الزائفة، سياسات المؤسسة الاسرائيلية، ويؤكد على أن المطالبة بالمواطنة المتساوية ضمن دولة للجميع، يجب أن تتمثل بالمحافظة على الهوية الجماعية والمطالبة بالحقوق الجماعية كجماعة قومية. مرسخا بهذا معادلة استعصت ’الديمقراطية‘ الاسرائيلية أن تحويها، ومساهما بذلك بتنشئة جيل يعتز بانتمائه الفلسطيني والقومي، محافظا عليه ومعززه."

من وحي فكر التجمع الوطني تشكل التجمع الطلابي، طارحا نفسه كتلة قومية ديمقراطية

وأضاف: "ونظرا للتحديات التي تعصف بحياة الجماهير العربية ككل، والحياة الطلابية على وجه الخصوص، ومن منطلق المسؤولية المجتمعية الملقاة على كاهلنا، ومن وحي فكر التجمع الوطني تشكل التجمع الطلابي، ليطرح نفسه كتلة قومية ديمقراطية حاضنة للطلاب على اختلاف انتماءاتهم الدينية والمناطقية في الجامعات والكليات."

وأضاف: "في التجمع الطلابي نقوم بدمج الشعار الوطني والممارسة معًا، باعتبار قضايا الطلاب وهمهم اليومي مسؤولية تضعها الكتلة في أعلى سلم أولوياتها، إلى جانب العمل على تعزيز الهوية الوطنية لديهم."

دقيقة حداد على الشهداء، وتحيتان لهناء الشلبي وعزمي بشارة

بعد ذلك، وقف الحاضرون دقيق حداد على أروح شهداء "يوم الأرض"، الذين عرضت صورهم وأسماؤهم ومواقع سقوطهم على شاشة في القاعة، وهم: خير ياسين (عرابة)، رجا أبو ياسين (سخنين)، خضر خلايلة (سخنين)، رأفت الزهيري (عين شمس)، حسن طه (كفر كنا)، خديجة شواهنة (سخنين).

كما وجهت تحية باسم الحضور إلى الأسيرة هناء الشلبي ورفاقها الأسرى السياسيين: تحية للأسيرة هناء الشلبي، ومن قبلها خضر عدنان، ورفاقهم الأسرى السياسيين في معتقلات الاحتلال، الذين يخوضون معركة حريتهم، هناء الشلبي دخلت يومها الأربعين مضربة عن الطعام، تقاوم ظلام السجان بخواء الامعاء احتجاجا على اعقالها الإداري الظالم بلا محاكمة.. فألف تحية لها."

ووجهت تحية أخرى للمفكر عزمي بشارة: "تحية لمفكر وقائد من بناة التجمع الوطني الديموقراطي، ومؤسسي الحركة الوطنية في الداخل، لمرور خمسة أعوام على خروجه القسري من وطنه، لاتهامه بدعم المقاومة، ومحاولة تلفيق تهم باطلة له، بهدف ضرب مشروع الحركة الوطنية، ورغم ذلك.. كان لأثره أن تجاوز حدود فلسطين، ليشمل العالم العربي، وذلك بشهادة رموز ثوراته ومناضليه.. تحية لعزمي بشارة."

عوض عبد الفتاح: كل ما انتزعناه من حقوق وتحسين ظروف حياة، نتاج نضالات مستمرة وعلى رأسها "يوم الأرض"

بعد ذلك، كانت مداخلة لأمين عام التجمع الوطني الديموقراطي، عوض عبد الفتاح، الذي تحدث عن قيمة يوم الأرض، ومكانته في تاريخ الشعب الفلسطيني، ودوره في بناء وعيهم وثقافتهم وترسيخ علاقته بانتمائهم إلى فلسطينيتهم وعروبتهم، وقال مخاطبا الحضور: "لو جاء مراقب أجنبي ونظر إلى هذه القاعة، التي غصت بالحضور الطلابي الشبابي لمناسبة إحياء ذكرى يوم الأرض، المناسبة الوطنية الخالدة، لظن ربما أن فلسطينيي الداخل في أحسن حال، فها هم يدرسون في الجامعات، ويعيشون حياة اعتيادية لا ينقصهم فيها شيء، فالمظاهر الخارجية تخدع كل مراقب غريب لا يعرف ما مررنا ومر علينا."

وأضاف: "وجودكم وحضوركم هنا، ومشاركتكم في مثل هذا النوع من الأنشطة السياسية والثقافية، وانخراطكم في التعليم، ليس محض صدفة، ولم يأت هكذا جزافا، وهو ليس وليس منة من الدولة العبرية عليكم أو على آبائكم، إنما هو من إنجازات النضالات التي خاضها أهلكم وعائلاتكم، وهو من ثمار يوم الأرض الخالد."

وتابع: "كل إنجاز حققناه ونحققه في وطننا، وفوق أرضنا، انتزعناه انتزاعا رغم سياسات النهب والقمع والتخويف والترهيب والحرمان وتكميم الأفواه، التي خضع لها على أبناء الداخل الفلسطيني على مدار عقود، وبالرغم من كل شيء حققناه على المستوى الظاهر والواقع، يجعلنا نظهر بوضع طبيعي جميل، هو واقع ومظاهر تخفي وراءها عنصرية وتمييزا وحرمانا ونهبا في كثير من المجالات لو نظرنا إلى المسألة بصورة شمولية، وبدأنا نحصي مآسينا وقضايانا الحارقة والأمور الخطيرة التي تحدق بنا."

وحول سياسات إسرائيل فيما يتعلق بالأرض والمسكن، قال عبد الفتاح: "لقد نجحت إسرائيل حتى اليوم في السيطرة على الغالبية العظمى من أراضي عرب الداخل، ولكنها لم تنجح في تدمير الوعي الوطني، لأن هذا الوعي أخذ خلال السنين يبلور أشكالا جديدة ويتجلى في أوضح صوره عبر تطور المؤسسات الوطنية، وظهور أحزاب وحركات وطنية وقومية مستقلة، لم يكن يسمح بها من قبل."

"يوم الأرض" قضى على تجزئة الوعي الفلسطيني ووحد الجميع

وحول الوعي والثقافة التي أنتجها يوم الأرض على المستوى الفلسطيني والعربي والعالمي قال عبد الفتاح: "ونقول إنه لمن المفارقة أن هذا الجزء من شعبنا الذي راهنت إسرائيل على دمجه وصهره في الدولة العبرية، حتى دون مساواة، وتفتيت وعيه وطمس هويته، والذي كان يشكك به من العالم العربي، وكأنهم ليسوا جزءا من الشعب الفلسطيني، صنعوا يوما تاريخيا ضد سياسة القهر العنصري وضد العنصرية، وحولوه إلى يوم وطني بامتياز ويوم عالمي يحتفل به كل الشعب الفلسطيني والعرب والجاليات الفلسطينية."

وأضاف: "يوم الأرض ساهم في القضاء على تجزئة الوعي الفلسطيني الذي كرسته إسرائيل ووحد الجميع، واليوم نحن أمام وعي فلسطيني واحد، وينفتح الأفق على مصير واحد، وربما قد نشهد قريبا فتح باب لاستراتيجيات نضالية جديد بعد  أن غدا ما كان مجزءا على مستوى الوعي والتشكل، وعيا فلسطينيا شاملا واحدا."

التجمع الوطني امتداد الوعي القومي لأبناء الداخل الفلسطيني، وزبدة تجربتهم السياسية

وحول الوعي القومي والوطني لدى أبناء الداخل الفلسطيني وقيم إسرائيل بالمقابل، قال عبد الفتاح: "لم يعد بإمكان إسرائسل إعادة عجلة الوعي الوطني والجماعي إلى الوراء، فهذا الوعي تحول إلى مصدر تحدٍّ حقيقي لمجمل الطروحات الصهيونية الرافضة للمساواة والقيم الكونية، وشعبنا في الداخل قطع العلاقة السابقة كليا مع مرحلة الخوف والقبول بالفتات، وشيد سقفا سياسيا جديدا، يستظل به الآن في نضاله المستمر.. وهذا السقف هو نتاج يوم الأرض والمحطات الهامة التي تلته، وهي محطات أيضا أنتجت مشاريع سياسية متقدمة كمشروع التجمع الوطني، الذي هو امتداد الوعي القومي لأبناء الشعب الفلسطيني، ويشكل زبدة التجربة السياسية لفلسطينيي الداخل."

لا بد من تطوير أدوات نضالنا وطرق كل الأبواب لمواصلة تحدية وتعرية إسرائيل

وحول واقع ما يواجهه أبناء الداخل الفلسطيني، قال عبد الفتاح: "بواجه عرب الداخل اليوم تحديات ومخاطر كبيرة، تتجلى في مخططات جديدة كمخطط ’برافر‘، وسيل القوانين العنصرية،  وسياسات الإفقار، وما يترتب عليها من آثار اجتماعية وخيمة على مجتمعنا، وسياسة الإفقار مردها نهب مصادر الرزق العربية، فالأرض معظمها تنهب ويجرد الإنسان الفلسطيني من الأرض، باعتبارها وطنا ومصدر معيشة. "

وختم عبد الفتاح كلامه قائلا: "نظرا لهذا الواقع، من نهب للأرض، وتجدد الوعي وتجذره، وإعادة تشخصينا كخطر أمني، وخطر ديموغرافي، لا بد من تطوير أدوات نضالنا وطرق كل الأبواب لمواصلة تحدي وتعرية إسرائيل أمام العالم."

عصام بشيتي وباقة من الشعر الوطني المبدع

وما بين كلمات المتحدثين، ألقى الطفل الموهبة، عصام بشيتي، مجموعة من القصائد الوطنية الملتزمة، وقد قدمته عريفة الحفل قائلة: "شعر أمسيتنا، من الأرض وللأرض.. قوافي وموسيقى تراب.. لغة تكتسب معانيها من الأشياء في فضاءات المكان.. من أسمائها الفينيقية جاءنا، من أسوارها العربية، من أسرارها وأخبارها وأحبارها، من تلال ووديان صمودها، من القدس..من القدس جاءنا، يلملم زهر القصائد من مآذنها وأبراج كنائسها لينثرها على بنت من بنات يافا، الشيخ مونس."

ألقى بشيتي قصائد لعدد من الشعراء، مثل توفيق زياد، ومحمود درويش، وسميح القاسم، وقصائد من تأليفه.

ومن بين القصائد التي ألقاها "أحلام الطفولة"، و"حاجز على الطريق"، و"أنا إسمي فلسطيني"، وغيرها.

قصيدة "حاجز على الطريق":

بين القدس والقدس

بين كل حاجز وحاجز

يوجد ثلاثة حواجز...

في آخر حاجز

يوجد أطنان من اللحم

مكدسة بلا عدد

فلا هم مروا ولا عادوا

على الحاجز

على الحاجز.. شيخ عجوز سئم الانتظار

يلعن بأعلى صوته سلسفيل الزمن

وهناك امرأة تحدث الثانية وتقول لها

إنها جهزت الكفن

امرأة ثالثة.. جاءها المخاض.. طفل قادم

من الظلام إلى الظلام

من لا مكان إلى لا مكان

جده لاجئ

عمه مشرد

ووالده سجين

وشقيقه شهيد

تستبق أمه الأحداث وتصرخ: بربكم

طفل يولد على الحاجز

ماذا أسميه

من هناك صوت طفل خافت

يقول كلاما عابرا:

اسمه صابر

اسمه صابر..



التعليقات