مئات الطلاب والمحاضرين في جامعة تل أبيب: كفى للاعتقالات الإدارية، والحرية للأسرى السياسيين

شارك المئات من الطلاب والمحاضرين العرب واليهود في جامعة تل – أبيب، اليوم الاثنين، بوقفة احتجاجية صامتة في قلب الحرم الجامعي، مقابل المبنى المركزي لكلية العلوم الانسانية "جيلمان"، تحت عنوان "نتضامن مع المعتقلين الإداريين والأسرى في معركة الحرية"، وذلك احتجاجا على الاعتقالات الادارية والتعسفية التي تقوم بها السلطات الاسرائيلية، والمحاكمات العسكرية، وظروف الاعتقال غير الانسانية والمهينة، كما طالبوا بالإفراج عن الأسرى الفلسطينيين السياسيين.

مئات الطلاب والمحاضرين في جامعة تل أبيب: كفى للاعتقالات الإدارية، والحرية للأسرى السياسيين

شارك المئات من الطلاب والمحاضرين العرب واليهود في جامعة تل – أبيب، الاثنين، بوقفة احتجاجية صامتة في قلب الحرم الجامعي، مقابل المبنى المركزي لكلية العلوم الانسانية "جيلمان"، تحت عنوان "نتضامن مع المعتقلين الإداريين والأسرى في معركة الحريةوذلك احتجاجا على الاعتقالات الادارية والتعسفية التي تقوم بها السلطات الاسرائيلية، والمحاكمات العسكرية، وظروف الاعتقال غير الانسانية والمهينة، كما طالبوا بالإفراج عن الأسرى الفلسطينيين السياسيين.

"أمعاؤكم تصنع المستحيل"

وكان من المقرر أن تكون هذه الوقفة دعما ومؤازرة للأسيرة هناء الشلبي ورافقها الأسرى الذين يخوضون معركة أمعاء خاوية احتجاجا على اعتقالاتهم الإدارية وظروفها التعسفية، وعندما تمكنت الشلبي من تحقيق هدف الإفراج عنها، وموافقتها على إبعادها لمدة ثلاث سنوات إلى غزة، مقابل أن توقف إضرابها عن الطعام، قرر المنظمون أن يبقوا على الوقفة تضامنا ومؤازرة مع كل الأسرى السياسيين في سجون الاحتلال.

هذا وقام بعض الطلاب بعصب أعينهم وربط أيديهم إلى الخلف، في تجسيد رمزي لما يعانيه الأسرى الفلسطينيون من ظروف اعتقال سيئة ومذلة.

ورفع المحتجون صورا لمعتقلين فلسطينيين في ظروف غير إنسانية، وتصميمات كتب عليها "أمعاؤكم تصنع المستحيل"، و"حرية"، وكذللك لافتات بالعربية والعبرية والانجليزية، كتب عليها: "فليحرر بلال دياب!"، و"المعتقلون الإداريون = معتقلون سياسيون"، "الحرية لثائر حلاحلة"، "كفى للاعتقالات الإدارية"، وغيرها.

"إم ترتسو" للمحتجين: أنتم لا ساميون ونعم للاعتقالات الإدراية

بالمقابل، نظمة حركة "إم ترتسو" الصهيونية العنصرية، تظاهرة أمام المحتجين العرب واليهود، غنوا خلال "هتكفا"، وصرخوا وأطلقوا الشتائم، ووصفوا المتظاهرين ضد الاعقتالات الادارية بأنهم "يدعمون الإرهاب"، و"غير ساميين"، و"يدعمون الجهاد الإسلامي"، وطالبوا بطردهم من الجامعة، وصرخوا موجهين كلامهم للطلاب العرب "اذهبوا للدراسة في جامعة بير زيت"، كما رفعوا الأعلام الاسرائيلية، وارتدوا قمصانا عليها صورة هرتسل، ومقولة "إذا أردتم.." (إم ترتسو).

كما رفع متظاهرو "إم ترتسو" لافتات كتبت عليها شعارات تعتبر الاعتقالات الإدارية "قانونية" من مثل "الاعتقالات الادارية = وسيلة قانونية"، بل إن أحد الناشطين في الحركة، تحدث إلى الجماهير مطالبا بأن تنفذ الاعتقالات الادارية أيضا بحق اليهود الذين يدعمون "الارهاب" على حد تعبيره، وقال إن الاسلام دين عنصري.

 

هذا وحاول متظاهرو "إم ترتسو" أكثر من مرة الاقتراب من المحتجين العرب واليهود لاستفزازهم، إلا أن عناصر من الأمن الجامعي والشرطة الاسرائيلية الذين تواجدوا في المكان، ومنعوا حصول الاحتكاك.

المطالبة بإقالة المحاضرة عنات مطر، وزملاؤها وطلابها يتضامنون معها

وتعتبر هذه الوقفة الثانية خلال أسبوعين ضد الاعتقالات الادارية ودعما للأسرى السياسيين الفلسطينيين، فالأولى نظمها الطلاب العرب بتاريخ 21.03.2012، وشارك فيها العشرات، من بينهم يهود داعمون للشعب الفلسطيني وحقوق الأسرى، وقد شاركت فيها المحاضرة في جامعة تل أبيب عنات مطر، وقد قدمت "إم ترتسو" احتجاجا للجامعة ضدها، وطالبت بإقالتها على خلفية مشاركتها.

وقد جاءت الوقفة اليوم تأكيدا على مطالب الأولى، ورفضا لسياسات تكميم الأفواه، والإصرار على حرية التعبير عن الرأي السياسي، وذلك بمشاركة عدد من المحاضرين في الجامعة الداعمين لمطالب المحتجين ولزميلتهم عنات مطر.

وقد قام أنصار "إم ترتسو" برفع لافتة كتب عليها: "هل تعلم؟ عنات مطر شاركت في حفل تحرير مخرب حاول أن يقتل جنودا.. عنا مطر إلى البيت".

ومن بين المحاضرين الذين شاركوا في التظاهرة: بروفسور عادي أوفير، وبروفسور موشيه تسوكرمان، وبروفسور آفنر بن عاموس، وبروفسور عنات هلتسكو، وبروفسور جدعون برويزنطال، وبروفسور جوزيه برونر، وبروفسور شاي لافي، وبروفسور أفيش إكلايخ، ودكتور عافرا جولدشطاين – جدعوني، ودكتور أورلي ليرفين، ودكتور خراردو ليفنر، ودكتور أيال جروس، ودكتور روعي كرايطنر، وغيرهم.

عنات مطر: نجاح يجب أن يستثمر، جاء إثر سنوات من غياب المحاضرين عن الفعل السياسي بالجامعة

وحول الوقفة الاحتجاجية ومشاركة المحاضرين للطلاب بها، قالت عنات مطر: "قبل سنوات طويلة، كان هناك نشاط سياسي فعال ومؤثر داخل حرم الجامعة، شاركوا فيه المحاضرون بشكل كبير، وخاصة مع انطلاق الانتفاضة الثانية، والمحاضرون لم يخشوا أبدا من التعبير عن رأيهم بكل حرية.. ولكن في السنوات الأخيرة فإن هذا النشاط السياسي قد انحسر وتقلص إلى درجة كبيرة جدا، وهو اليوم يكاد يكون معدوما، وقد تشكلت حركات سياسية يمينية عنصرية وسط هذا الفراغ الذي خلقع غياب الصوت اليساري والتقدمي في الجامعة."

وأضافت: "لقد نجح منظمو الوقفة الاحتجاجية اليوم في أن  يجندوا مئات الطلاب والمحاضرين، وهذا يعتبر نجاحا يجب أن يستثمر في المستقبل القريب."

وقالت أيضا: "الاحتجاج اليوم أوصل رسائل عدة، منها رفضنا للاعتقالات الادراية والمطالبة بتحرير الأسرى السياسيين الفلسطينيين، ومنها أيضا أننا لا نخشى العنصريين ونصر على مواقفنا، والأعداد الكبيرة اليوم كانت ردّا على مهاجمتي شخصيا ومهاجمة الحركات الطلابية العربية الناشطة في الجامعة من ’إم ترتسو‘ وأنصارها."

علي مواسي: العنصريون لا يحتملون وجود السكان الأصلانيين في الجامعة، ويجب وضع حد لعدوانيتهم وفاشيتهم

من جانبه، قال الطالب علي مواسي: "وقفنا اليوم بثبات ورقي، عربا ويهودا، لنحتج على الاعتقالات الادارية غير الانسانية، وللمطالبة بتحرير الأسرى السياسيين الفلسطينيين، وهو أمر واجب، تمليه علينا مبادؤنا وأخلاقنا وقيمنا الانسانية".

وأضاف: "يبدو أن ’إم ترتسو‘ وأنصارها لا يحتملون حتى مجرد أن يكون هناك من يؤمن بقيم الحرية والعدالة وحق الشعوب في تقرير مصيرها داخل الحرم الجامعي، لا بل إنهم لا يطيقون تواجد سكان البلاد الأصلانيين في الجامعة ويطالبونهم بالانتقال للدراسة في بير زيت".

وتابع: "لقد كان واضحا أن رقي سلوكنا الاحتجاجي المنطلق من رقي مواقفنا، وعدم انجرارنا لنرد على استفزازاتهم، أدت بهم إلى أن يتصرفوا بعدوانية وهجومية.. هم ظاهرة خطيرة أنتجها انزياح المجتمع الاسرائيلي كاملا نحو اليمين، وشرعنة العنصرية في الدولة الاسرائيلية وكأنه أمر طبيعي، وبالتالي فإن مقولاتهم التي تنطبق عليها كل توصيفات الفاشية أمر متوقع.. وأظن أنه لا بد على الطلاب والمحاضرين في جامعة تل أبيب، مطالبة الإدارة بالتحقيق مع أعضاء هذه الحركة، ومنظميها، وعدم السماح لها بالتواجد في إطار حرم جامعي ينبغي أن يحمي التعددية وحريات التعبير والتفكير، وهذه الحركة تقوم بنشر الثقافة الفاشية والترانسفيرية بين الطلاب، مع توظيف الخطاب التحريضي ضد أساتذة ومحاضرين معينين، مثل عنات مطر ويهودا شنهاف، بالإضافة إلى إصرارهم الدائم على قمع حريات تعبير من يخالفهم الرأي من فئات طلابية، وبأساليب عدوانية وهجومية."

التعليقات