الأقارثة الشباب يعلنون: «إحنا رجعنا»

تؤمن المجموعة الشبابية التي تجمع بينها الصداقة، بضرورة الدعم المعنوي والمؤازرة المشتركة بينهم، لذا قرروا العودة الجسدية إلى المكان، وباتوا يسهرون 24 ساعة على راحة وأمنِ الأرض. ويقيمون الكثير من النشاطات للكبار والصغار ويحكون عن البلدات المُهجرة، للجيل الجديد، وهدفهم في البدء وفي النهاية "حماية اقرث واستعادتها".

 الأقارثة الشباب يعلنون: «إحنا رجعنا»

إقرث - لم نبقى لاجئين، عُدْنا

قرّرت مجموعة كبيرة من الشباب المهجّر من قرية إقرث، منذ الخامس من آب الماضي، الاستقرار على أرض القرية المهجّرة والعودة الفعليّة إليها والبقاء فيها لحراسة أرضها ومقبرتها وكنيستها وذاكرتها وحقوق أهلها، بُعيْد الاعتداء الأخير على القرية واقتلاع أشجارها، ولسانُ حالهم يقول: "نكبة والا مش نكبة، قرار تقسيم أو مش تقسيم، بموافقة اسرائيل أو بدونها إحنا رجعنا!".

وكتبت المجموعة الشبابية على صفحتها على "فيسبوك" حول مبادرتها الجريئة، التي تجاوزت العالم الافتراضي وانغرست في قلب الأرض التي تحنّ لأهلها: "ها نحن الجيل الثالث، نسير في طريق البقاء والصمود، نكمل ما بدأه أجدادنا وآبائنا وأمهاتنا وبدعمهم ووجودهم معنا، جيل يتبع جيل، نواصل النضال، نواصل تحدي كل ما تحاول السلطات فرضه علينا لمنعنا من التواجد في ارضنا، سنحييها صيفا وشتاءً، ربيعا وخريفا ونحن صامدون في وجه الظلم والاحتلال".

واختصر أسباب عودتهم بما يلي: "نؤمن، شبابا وصبايا، كبار وصغار، بحقنا الذي لا تراجع عنه وهو أن نعيش على أرض أجدادنا كحق طبيعي شرعي، أقرته المحكمة العليا، في قرارين ولم يُنفذا على أرض الواقع، بنفسها اقرّت الحق هذا بقرارين من محكمتها للعدل العليا، ونعرف أنّ الظروف السياسية-الاقليميه-الواقعية تجعل تطبيق العودة صعب المنال، لكن نعلم أنّ حظنا وخصوصية وضعنا كأهالي إقرث وكمهجري الداخل، تضعنا بموقف متقدم نوعًا ما، وتحت مسؤولية أكبر بمكيال آخر، يوجب علينا استغلاله وضربه وترَا يحقق حق العودة بكافه معانيه، وبأطيافه وأبنائه".

ودعت المجموعة الشبابية الجميع إلى مؤازرتهم ودعمهم في حقهم بالبقاء على أرضهم، فكتبوا: "بدعمكم نواصل مسيرتنا وبدعمكم سنقوى ونثبت وجودنا، وبدعمكم سنضيء قرية تلو الاخرى من إقرث لبرعم للبصة، لأم الزينات، للطيرة، لحيفا، للمنشية، لعافر، لصميل، لسمسم، للرأس الأحمر، كفر سبت، خبيزة، الغبيات، العراقيب ولـ.. لـ.. لكل قرية هُجّر أهلها ولم يعودوا لها حتى الآن، لذا توقع من كافة أبناء شعبنا في الداخل والشتات، الوقوف إلى جانب أهالي اقرث، وقفة صمود وصرخة التزام. نرحّب بأي دعم سواء كان عربيا أم أجنبيًا، دينيًا أم اجتماعيًا، شعبيًا أم دوليًا، دعم صادق مؤمن بحق قضية اقرث وبحتمية عودة كافة اللاجئين".


- يزرعون إقرث -

تؤمن المجموعة الشبابية التي تجمع بينها الصداقة، بضرورة الدعم المعنوي والمؤازرة المشتركة بينهم، لذا قرروا العودة الجسدية إلى المكان، وباتوا يسهرون 24 ساعة على راحة وأمنِ الأرض. ويقيمون الكثير من النشاطات للكبار والصغار ويحكون عن البلدات المُهجرة، للجيل الجديد، وهدفهم في البدء وفي النهاية "حماية اقرث واستعادتها".

صرخة قوية ولحظات ممتعة
ويصف الناشط جريس خيّاط مشاركته في هذه المبادرة: "هي لحظاتٌ ممتعة، دافئة أو باردة أو حارقة، لكنها غالية، لأن شراكةً ومؤازرة تجمعنا، على هدفٍ وحلمٍ واحد هو "البقاء فوق هذه الأرض المقدّسة". وفي غمرة انشغالنا بحياتنا ومسؤولياتنا الكبيرة، نحاول أن نستفيد من كل لحظةٍ لإيصال رسالةٍ قوية إلى العالم أجمعه، ومِن أجلِ تحقيق حلم العودة علينا التعاون والمزيد من الموارد البشرية التي تدعم قصتنا، قصة بلدةٍ هُجِّر أهلها وصارَت هذه الأرض الغالية مرتعًا للمواشي والمستوطنين".

يقول خيّاط: "إنها مبادرة جديدة، صرخة قوية تنطلق من فوقِ اقرث الجبلية الشاهقة، باتجاهِ الشعب الفلسطيني الذي يقبع تحت الاحتلال، ففي الداخل الضفة الغربية احتلالٌ وفي الغربةِ تشريدٌ ولجوءٌ والفلسطينيُ حاله لم يتغير بعد 64 عامًا. وتأتي هذه الخطوة لتأكيد حق العودة، وسيفعلها شبابنا وصغارنا، لكنّ الكبار سيُشاركونهم في الدعمِ والسيرِ معهم إلى الأملِ الموعود".

لرابط الصفحة على الفيسبوك اضغط هنا

التعليقات