من يحمي الطلاب العاملين من استغلال المشغلين..؟

خرج نحو نصف مليون طالب للعطلة الصيفية ويتهافت الطلاب مرغمين الى سوق العمل في العطل، وغالبا ما يكون في الأعمال الشاقة، وبدلا من أن يستثمروا أوقات العطلة السعيدة بممارسة هواياتهم وتطوير مهاراتهم الذهنية والإبداعية والترفيهية يكونون عرضة للاستغلال وحوادث العمل، وجشع المشغلين، ومع تفاقم الوضع الإقتصادي تزداد نسبة الطلاب الذين يسعون لإيجاد فرصة عمل لإعانة أسرهم وبشكل تناسبي تزداد حالات الاستغلال باختلاف درجات بشاعتها.

من يحمي الطلاب العاملين من استغلال المشغلين..؟

خرج نحو نصف مليون طالب للعطلة الصيفية ويتهافت الطلاب مرغمين الى سوق العمل في العطل، وغالبا ما يكون في الأعمال الشاقة، وبدلا من أن يستثمروا أوقات العطلة السعيدة بممارسة هواياتهم وتطوير مهاراتهم الذهنية والإبداعية والترفيهية يكونون عرضة للاستغلال وحوادث العمل، وجشع المشغلين، ومع تفاقم الوضع الإقتصادي تزداد نسبة الطلاب الذين يسعون لإيجاد فرصة عمل لإعانة أسرهم وبشكل تناسبي تزداد حالات الاستغلال باختلاف درجات بشاعتها.

ومع التغاضي و تراجع الرقابة وتردي الأوضاع المعيشية، وتفشي الفقر المدقع  يضطر بعض الأهالي  إلى قبول شروط مجحفة على مضض لتوفير الإحتياجات الأساسية من مأكل وملبس ومشرب، لا سيما في هذه الفترة بالذات الزاخرة بالمناسبات التي تزيد من الأعباء الإقتصادية .
فيدخل الطلاب إلى عالم جديد  ويضطرون فيه للعمل  في ظروف قاسية تنعدم فيها أبسط حقوق العمل المنظم من حيث التأمينات وتوفير الشروط الإنسانية الذي تتلاءم مع بنية الطفل العامل، في أعمال مثل الزراعة أو البناء وغيره، وتقاضي أقل من أجور الحد الأدنى،  ويزداد الأمر سوءا وخطورة عندما يصاب طفل أو طفلة عاملة بإصابة أو إعاقة جسدية أثناء العمل.

أرواح  وأيد صغيرة عرضة للاستغلال..
حمزة طالب صف عاشر لعائلة كثيرة الأولاد، تلتوي قامته القصيرة نحافة وتبدو عليه ملامح الشقاوة وهو يتحدث بتقمص الرجولة ويحتقر  المشغلين المستغلين لكنه لا يهاب العمل ولا يخشى الاستغلال تحت وطأة العوز، ويقول: أنا تعودت تحت ضغط الحاجة أن أعمل في كل عطلة صيفية بموسم قطف الفاكهة وتحت أشعة شمس الصيف الحارة، وأعلم أن العطلة الصيفية هي فرصة هؤلاء المشغلين المستغلين للربح على أكتافنا، كون غالبية الطلاب يقبلون العمل بأي شروط وحتى بانعدامها، خصوصا أن هناك فائضا كبيرًا بالأيدي العاملة بالمئات والآلاف من الطلاب، لكن بالنسبة لي أفضل أي عمل تحت أي شروط وظروف لأني محتاج وأحب أن أعتمد على نفسي، رغم أنني أعرف كم يستغلنا المشغل ولا يأبه بظروفنا وأمننا وتعبنا لأنه لا يهمه إلا الربح فقط.

وحول شعوره بعد كل ذلك قال ليس لدينا خيارات كثيرة فإما العوز والتسكع بالشوارع والمشاكل وإما القبول بالعمل، ولا أريد أن أحتاج أحدًا لأني لا أعتبر هذا دوام حال بل سأعمل على إنهاء تعليمي وبناء مستقبلي لأعتمد على نفسي وأكون معينا لأخوتي وأهلي.

دعاء محبطة بسبب تجربة  متعثرة ولا تقوى على العمل..
دعاء 16 عاما إبنة لعائلة مستورة و طالبة ذكية وذات حس مرهف وتعي الاحتياجات المتزايدة لها ولأسرتها ذات المعيل الواحد وفي ظل مستوى معيشي قاهر تتعاطف مع الأهل وتفكر مليا بكيفية مساعدة اسرتها.

عملت دعاء في العطلة الصيفية في العام الماضي  وتعرض جسدها الغض للشمس الحارقة والإنهاك في عمل شاق، ومتواصل  في حقول الزراعة المكشوفة للشمس، لكن أكثر ما تخشاه هو تكرار الإصابة–بضربة شمس كما حصل لها العام الماضي- علاوة على الإستغلال الفاحش، وتقول: أنا أؤمن بالعمل والإعتماد على النفس، لكني مرتبكة وفي حيرة من أمري إذ بدأ ينتابني أسى لأنه لم يتبق كثيرا من الوقت لألتحق بعد أقل من سنتين بالتعليم الجامعي، وأنا أعلم أن والدي المعيل الأوحد لنا لن يتمكن من تغطية تكاليف تعليمي.

وأضافت من جهة لا أريد العمل مع هؤلاء ممن ينتظرون العطلة للانقضاض علينا كأيد عاملة رخيصة، ومن جهة أخرى أريد أن أعمل بمكان عمل يضمن لي كرامتي والحق الأدنى بالأجر والاحترام، علما أنني يائسة من إمكانية وجود ذلك، إذ عملت في الصيف الماضي من 8-7ساعات مقابل 80 شيكل دون أدنى حقوق، وبالنسبة لي أخشى أن تتحول أحلامي الجميلة في بناء نفسي إلى كوابيس.

وأشارت دعاء بألم إلى أن مشغلها السابق يملك واحدة من سياراته ثمنها أكثر من نصف مليون شيكل وتعتبره من دماء العمال الأطفال.
وتقول:"إنني أتعاطف مع والدي كونه معيلا واحدا رغم أنه يعاني مشاكل صحية، وهو يعمل المستحيل من أجل حاضرنا ومستقبلنا، وأنا أدرك ما يقع على كاهله من أعباء وقهرالمعيشة ومصاريف تعليمنا وتعليم الدورات التي نتلقاها خارج التعليم الرسمي". وتضيف أنها توجهت الصيف الماضي إلى العمل الصعب الذي لا يتلاءم مع بنيتها الجسدية للتخفيف من أعباء وهموم الوالد وضمان تعليمها الثانوي لكنها اليوم مترددة ومرتبكة.

تحقيقات نقابية..
نقابة العمال العرب من جانبها، كانت قد استعرضت عينات صارخة مؤشرة على حجم الاستغلال الفاحش الذي يتعرض له الشباب والفتية العاملة.
وبناء على فحص شكاوى قدمت لنقابة العمال  تبين خرق فاضح وبشع بحق الغالبية العظمى من العاملين والعاملات من الفتية والشباب الذين يعملون في المقاهي والمطاعم،   بحيث اكتشف بأن مجموعات كبيرة من العاملين لا يحصلون على راتب ولا حقوق اطلاقا بل يعتمدون على "البخشيش فقط"!! كما تبين أن هناك ثلاث محلات فقط تدفع الحد الأدنى من الأجر.
وجاء  "حسب الملفات التي قدمتها للمحاكم في السابق فإن الغالبية العظمى من الفتية العاملة تعمل في ظروف من العبودية دون رقابة أو رقيب، وخاصة من يعمل في قاعات الأفراح والكراجات والمطاعم  والزراعة وغيرها، فهؤلاء يتقاضون أجرا يتراوح ما بين 7- 10شيكل لقاء كل ساعة عمل، وذلك في استغلال واضح لحالتهم وحالة الأهل وحاجتهم لتشغيل أبنائهم بأي ثمن.  

وأشارت في هذا السياق إلى توجه عدد من الفتية الذي يعملون في عدد من المرافق بشكوى نقابية حيث قدموا شكوى حول ظروف عمل تصل حد العبودية. وتنوي النقابة مقاضاة المشغلين، علما أن الكثيرين لا يتوجهون خوفا من خسارة عملهم.

وفي استعراض لأحد الملفات عن خطورة الظروف التي يعمل فيها عدد كبير من الطلاب والفتية خلال العطلة الصيفية، أشار  إلى تعرض أحد الفتيان العمال لإصابة عمل بالغة  نتيجة سقوط صندوق زجاجات مشروب عليه بعد أن تم تشغيله بشكل غير منظم في الناصرة. واضطر صاحب العمل الذي أصيب بالهلع إلى نقله إلى المستشفى. وعلم أنه عرض على أهل الفتى المصاب مبلغا من المال لإقناعهم بعدم تقديم شكوى وعدم الإبلاغ بأنه كان يعمل أصلا.
 

التعليقات