شفاعمريات من أجل التواصل: عبق الماضي وألقُ الحاضر

التقت مجموعة نسائيّة في سوق شفاعمرو، قبل أيام، إذ جمعهن تاريخ وتراث المكان، فحملن كل ما استطعن حمله وتقديمه إلى العائلات المستورة.

شفاعمريات من أجل التواصل: عبق الماضي وألقُ الحاضر

مجموعة صور خاصة التقطت بعدسة "عرب 48"

التقت مجموعة نسائيّة في سوق شفاعمرو، قبل أيام، إذ جمعهن تاريخ وتراث المكان، فحملن كل ما استطعن حمله وتقديمه إلى العائلات المستورة.

للمرأة الشفاعمرية دورٌ هامٌ في العطاء الذي لا يتوقف، فقد جمعهن الحُبُ والاحترام، وأخذت كل امرأة دورها في صناعة المأكولات الشهيّة، فتحوّل السوق إلى مطبخٍ بنكهةٍ لذيذة تجعل كُل مارٍ من المكان يشتهي طعم الخبز الصاج المدهون بالزيت والزيتون الأصلييْن.

قالت الناشطة الاجتماعية والنسويّة، ليلى العموري، وهي تدعم الكثير من النشاطات وتعمل بشكلٍ متطوِّع، هدفها الأساسي تعزيز العلاقات الإنسانية والمحبة والإلفة، لـ'عرب 48': 'هذه هي شفاعمرو التي نحبها، لا تفرّق بين الديانات، تستقبل القريب والغريب، تُكرّمُ الصديق والجارَ والسائح'،

وأضافت: 'نحنُ جمعية 'كساء' لدينا ملابس جديدة وأخرى قديمة، القديم بحالة جيدة جدًا للعائلات المستورة، ونحنُ نستفيد للجمعية وليس بشكلٍ شخصي، نحن 30 امرأة متطوعة، والمقابل هو عمل الخير'.

أما سِر تواجدها في سوق شفاعمرو، فقالت إنه يربطها بالذكريات القديمة، 'عندما كنا صغارًا كنا نلتقي بالسنجري، ونشتري من هنا الخضار، ومن ثم لقاء المرحوم فؤاد قسيس- صاحب دكان ملابس، والكندرجي داهود الجمال، هذه نحنُ وما يربطنا كشفاعمريات، هذه بلدنا وهذا سوقنا ونحنُ نفتخر بهذا البلد'.

أما المربية هالة عاموري فترى أنّ مسألة فتح السوق في يوم مهرجان الزيتون هو تأكيد على وحدة الشفاعمريات.

وقالت، لـ'عرب 48': 'أرى حركة نسائية غريبة، ألتقي مع أناس لم أرهم من قبل، كشقيقات وكنساء وخيريات. الهدف ليس تسويقي، صحيح أنّ المهرجان هدفه تجاري محض، لكنه أهم لنا نحنُ كنساء، نلتقي بالصديقات ونساء شفاعمرو، وهو رمز لوحدتنا ولبنات البلد كلهن'.

وأضافت أن '30 امرأة ينشطن في شفاعمرو اليوم بسبب التواصل قبل سنة، لقد أصررنا عرض مشروعنا ليخرج على الملأ حتى نثبت أهمية دور النساء، والبارز الكتل النسائية، نساء شفاعمريات للتواصل نصهن في 'كساء' وهذا يحدث الوحدة، يوم المحبة ويوم إعادة الذكريات في بيت جدي وعمي، ونحنُ نترك أثرًا لأبنائنا وتراثنا وكل قيمة من شأنها تقوية العلاقات بين الناس، والجميع يسأل عن السوق، وهذا يضيف فرحًا فوق فرحي الكبير'.

وأكدت أنه 'لا نريد لأبنائنا أن يتضرروا بسبب الفُرقة والمظاهر السلبية، وأنا سعيدة أنّ النساء معنا، ويطلبن وحدة الضمائر والقلوب والانتماء للبلد وتوطيد العلاقات الاجتماعية الجميلة'.

يُشار أنّ المربية هالة عاموري ناشطة اجتماعية ونسوية، ساهمت في عددٍ من المشاريع في بلدة شفاعمرو، خاصةً في السوق، وتربطها بالسوق علاقة ودٍ وحبٍ كبيرة، ففي أحد حواريها أقامت لأربع سنوات في بيت أهلها، واليوم يحتاجُ بيت العائلة إلى ترميمٍ وتحسين، ليتألق أكثر فأكثر في عيون الزوار والأحبة.

وتحدثت سميرة قرمان ذياب، لـ'عرب 48'، عن مشاعرها نحو المتطوعات وتجاه سوق شفاعمرو العتيق، 'أنا حيفاوية المولد، شفاعمرية الهوية، عربية فلسطينية، امرأة نشيطة في المجتمع العربي والشفاعمري، لأكون قدوة للأجيال التي مرّت، طول الوقت في مجال العمل الاجتماعي التطوعي'. 

وأضافت أنه 'مؤسف أنّ الكثير من الصغار لا يعرفون السوق عندما كان بعزه، وأهمية الزيت والزيتون والشجرة المقدسة في مجتمعنا العربي الفلسطيني، خاصةً عندما تكون المشرفات عليه هن من النساء، وهي العنصر الأقوى بالمجتمع، فما بالك وقد تركن بيوتهن وهن على مدار السنة معطاءات، كيف لا أفتخر بهن، حتى لو كنت أتكئ على عكاز'. 

التعليقات