شفاعمرو: مؤتمر الأسرة يناقش العنف الأسري

عُقد مؤتمرٌ حول الأسرة وتأثير العنف على العائلة، بتنظيم من المدربة البشرية آمال خازم، والتي انطلقت قبل أعوام قليلة بالدراسة والتدريب للتنمية البشرية.

شفاعمرو: مؤتمر الأسرة يناقش العنف الأسري

صور من المؤتمر

عُقد مؤتمرٌ حول الأسرة وتأثير العنف على العائلة، بتنظيم من المدربة البشرية آمال خازم، والتي انطلقت قبل أعوام قليلة بالدراسة والتدريب للتنمية البشرية.

عُقد المؤتمر يوم الأحد الماضي في قاعة العوادية في شفاعمرو، بمشاركة عدد من الناشطين والمهتمين في موضوع الإرشاد الأسري والتنمية البشرية، وشارك في المؤتمر أيضًا كلٌ من الخوري أندراوس بحوث من شفاعمرو، د. رائد فتحي من أم الفحم والاختصاصي النفسي والتربوي بروفيسور مروان دويري، وتخلل المؤتمر عرض مسرحي play Back - الناصرة، بمشاركة كل من هشام سليمان، رحيق سليمان، فاتن خوري ومحمود مرُّة.

وجاء في كلمة المدربة البشرية آمال خازم: 'نحنُ كأمهات وآباء علينا الخروج من هنا بفائدة أو ثمرة مهمّة، وعليه يجب أن نضع النقاط على الحروف وكيف يمكننا التعامل مع أبنائنا، وأن نتقرب منهم قبل فوات الأوان من خلال باب الحوار والحديث الخلوق، فنحنُ نحب أبناءنا وهم كذلك، لكن هناك ما يمنعنا من التقرب من بعضنا البعض'.

وأضافت أنّ 'تأثير المرء على التفكير: مثل الاستفزاز الشخصي، يذوّت الشعور الداخلي ويصبح من الصعب الخروج من أزمة العلاقات الإنسانّية، وسنحاول قدر الإمكان الحفاظ على تفكيرنا، بعيدًا عن العصبية، فالإنسان العصبي الذي يغضب من السهل أن يُستفز وتصبح علاقاته بمن حوله مقيدة، ما يجعل الناس المقربين أو البعيدين منه يخشون غضبه ويتحاشونه، فالكلمات تؤثر علينا إيجابًا أو سلبًا، مثل الكلمات التي يُطلق عليها تسميات للبشر السلبية التي يُطلقها الأهل على الأبناء، قد تؤثر على البعض بصورة سلبية. أما بما يتعلق بالتوتر والضغط فهذا القرار بأيدينا، وأستطيع أن أخرج بقرار أنّ هذا الأمر لن يؤثر علي إذا أردت وصممت، كما نستطيع منذ اليوم أن نقرر عدم التأثُر بالمشاكل، رغم أنّ الأمر ليس سهلا، فالعمل على الشخصية وتعزيز المهارات من أجل التخفيف من درجة الغضب. ويجب أن تعرف أنّ العصبية لا تساعد على أي نوع من الحل، لذلك عليك التفكير باتخاذ القرار السليم في حياتك، وصادق الآخرين الذين ترى فيهم أصدقاء، واستعن بهم، وابحث عن حاملي الطاقة الإيجابية، وأيضًا ليس هناك مانع مِن الابتعاد عن القريب الذي يمنحك الطاقة السلبية'.

كيف نتعامل مع الغضب بطريقة إيجابية؟!

قالت خازم: 'يمكن أن نُثار ونغضب، فنعود إلى بيوتنا مع سوداوية، ويمكنني التنفيس عن غضبي للمرآة، أشكو لها وجعي وأخطابها وكأنني أخاطب من أغضبني، وللخروج من موجة الغضب، يمكنني اختيار المشي كعلاج، أو القيام بتمارين استرخاء للحد من الغضب، وللذين يقولون إنهم سيتجاهلون الشخص الذي أغضبهم، أقول يجب البحث عن متنفس للغضب، ومخاطبة الشخص الذي أثار غضبنا، فربما قرّر هو أيضًا التوقف عن الغضب. وعليك أن تبحث عن الأساليب للتخلص من الغضب بطريقة إيجابية، فإذا سيطرت على نفسك في لحظة غضب فسوف تتجنّب مئة يوم من الندم، فالكلمات السيئة التي تخرج منّا سيكون من الصعب أن إعادتها للأحسن، وعلينا أن نراقب أفكارنا لأنها ستصبح كلمات، ونراقب كلماتنا لأنها ستصبح أفعالا، ونراقب أفعالنا لأنها ستصبح شخصيتنا، ونراقب شخصيتنا لأنها ستُصبح مصيرنا'.

وفي كلمة الأب أندراوس بحوث من شفاعمرو تطرق لموضوع الأسرة، وكيف نرى الأسرة اليوم؟ وماذا يقول الكتاب المقدّس عن الموضوع، وهل الأسرة العربية اليوم تتواءم مع الدين، وكيف تكون حماية الأسرة؟ وفي محاضرته التي قدمها قال: 'أود الحديث عن إحصائية برزت معطياتها في العام 2014، إذ أنّ 35% من نساء العالم تعرضن لعنف من جيل 15-45 عاما، ونحنُ نتحدث عن ظاهرة مؤلمة وهي مشكلة كونية وليست محلية، وأمام هذه المعضلة يجب أن يكون هناك رد فعل متواصل. وعندما نتحدث عن هذه الظاهرة من الوجهة الدينية، تأكدوا أننا ما جئنا لنظهر أي دينٍ هو الأكثر رحمة أو تسامحًا مع النساء، وإنما الهدف هنا أنّ من يستطيع أن يُطلق صرخة أقوى وفرض حلول أنجع لهذه المشكلة، والكل واثق في جميع الأديان السماوية أننا مع بعضنا البعض سوف نستطيع مواجهة هذه المشكلة المتفاقمة. يكفي أن نسلط الضوء على المشكلة للخروج برسالة صغيرة، يوميًا أو أسبوعيًا في هذا المضمار، فكلنا معًا يمكننا أن نؤثِر. مع التشديد على أنّ الديانات السماوية الثلاث تعلم اليوم أننا أمام مشكلة تفكك الأسرة، وكيف يمكن الانطلاق بهذه الحلول إلى أرض الواقع، لذا اخترت عنوانا من الكتاب المقدس أقول فيه: أنّ 'العائلة مؤسسة إلهية'، لأنّ خالقها وصانعها هو الله، وليس البشر، ومن يملك الحق على العائلة هو الله، وليس من حقنا تغيير القوانين ولا شرائعها، لذا فإنّ العائلة أمانة ولي حق واحد فقط هو الحفاظ عليها وأن أظهر أمام الله أنني قد حفظتُ العائلة. كما لم يخلقنا الله متكبرين ونستطيع أن نعيش لوحدنا، بل خلقنا عائلة، امرأة ورجل وأبناء، فمن اللحظة الأولى يقول للرجل أنّ المرأة 'ليست خادمة لك'، فكن لها عونًا وشريكًا. وتبدأ المشكلة عندما نعصي شريعة الله، ويبدأ العتاب بين الرجل والمرأة، مثل أي مشهد عادي في البيت، ولا ينتهِ الحوار بل ينتقل المشهد إلى جريمة قتل بين الأخوة (قابيل يقتل أخيه هابيل)، والفحوى من الآيات بسيط جدًا، فطالما أننا نسير على شريعة الخالق فإننا نعيش بسلام، أما الخروج عن النظام فالنتيجة واضحة، علّنا نعود إلى الروابط الأسريّة الطيّبة التي فرضها الله، آملين أن تنتهي الآفات وتختفي'. 

التعليقات