كيان تختتم حملتها كوني Anti

اختتمت جمعية "كيان"- تنظيم نسوي، هذا الأسبوع، حملتها "16 يومًا لمناهضة العنف ضد المرأة"، والتي أطلقتها بالتزامن مع اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد النساء (25.11.16) وانتهت في أسبوع حقوق الإنسان (10.12.16)، تحت عنوان "كوني Anti".

كيان تختتم حملتها كوني Anti

عنبتاوي: الفعاليات والأنشطة التي نُفذت ضمن الحملة هي استمرار لعمل متواصل على مدار السنة، وتميّزت بتنوعها آخذة بعين الاعتبار ضرورة رفع الوعي المجتمعي عامة، حيث عملت مع 570 طالبًا وطالبة.

صليبي: لم نعد نسمع فقط عن قتل النساء تحت مسمى 'شرف العائلة'، إنما بتنا نضع كل جرائم قتل النساء والتي تكون ضمن تصفية حسابات في هذه الخانة، وكأن لها الشرعيّة!

الطالبة صبا مسلم: للشباب دور فعال في بلورة وصقل الوعي العام وتغيير المفاهيم الخاطئة التي تربينا عليها، للأسف.


في محاضرة أمام العشرات من النساء في عرابة، بالتعاون مع مجموعة 'أطياف'، اختتمت جمعية 'كيان'- تنظيم نسوي، هذا الأسبوع، حملتها '16 يومًا لمناهضة العنف ضد المرأة'، والتي أطلقتها بالتزامن مع اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد النساء (25.11.16) وانتهت في أسبوع حقوق الإنسان (10.12.16)، جاءت تحت عنوان 'كوني Anti'.

شملت الحملة العشرات من الفعاليات والأنشطة منها المحاضرات التوعوية للنساء وطلاب المدارس، عروض مسرحية وأخرى فنية هادفة، وقفات احتجاجية استقطبت عشرات النساء والشباب، ورسم جداريات احتجاجية عملت على تشخيص الوضع وحث الجمهور على اتخاذ موقف قيميّ من العنف المستشري في مجتمعنا عامةً، وضد النساء خاصةً، أملا في اخذِ دور فعلي للحد من هذه الظاهرة.

وتميّزت الفعاليات والأنشطة المختلفة بتوزعها الجغرافي والجندري ومن حيث الجيل، فلم تقتصر على منطقة واحدة، إنما امتدت لتشمل مجد الكروم، عرابة، عسفيا، حيفا، شفاعمرو، يافة الناصرة ومناطق أخرى، كما وأنّه وفي معظم الفعاليات شارك رجال وشباب، خاصة من القيادة، مسجلين موقفًا ضد العنف بشكل عام وضد النساء بشكل خاص.

وسجلت الحملة مشاركة فعالة لقرابة الـ570 طالبًا وطالبة في معظم الفعاليات والأنشطة، مما يقع ضمن أهداف وعمل جمعية 'كيان'، التي تؤمن بضرورة رفع الوعي خاصةً لشريحة الشباب، الأمر الذي يساهم في الحد من ظاهرة العنف ضد النساء مستقبلا، وذلك إيمانًا بأن ظاهرة العنف هي قضية مجتمعيّة ومواجهتها وعلاجها هو مسؤولية تقع على عاتق الجميع وليس على النساء فقط.

وكشفت المشاركة في الفعاليات والأنشطة، والتي كان عددها 18 فعالية، رفض المجتمع لظاهرة العنف، كما وكشفت حالات عنف مخفيّة تشجعت الضحايا وعرضتها على الملأ، ففي ندوة في عسفيا شاركت إحدى ضحايا العنف تجربتها المريرة مع العنف للنساء المشاركات مما دفع إلى التعاطف معها ومساندتها، الأمر الذي يؤكد أنّ العنف موجود في كل مكان رغم محاولات إخفائه وتجميل الواقع غالبًا.

أضف إلى ذلك، عززت الأنشطة والفعاليات معرفة المشاركات والمشاركين بأنواع وأنماط العنف، فلا يقتصر العنف على الجسدي أو الكلامي إنما هناك أنماط أخرى منها الاقتصادي والسياسي والطائفي وغيرها من الأنماط والتي تؤثر بشكل مباشر على مكانةِ المرأة في المجتمع والتعامل معها بشكل دوني مقارنة مع الرجل. 

وشكرت مديرة جمعية 'كيان' رفاه عنبتاوي، كافة الطواقم التي عملت على إنجاح والنهوض بالفعاليات ضمن الحملة، سواءً من طاقم كيان أو من منتدى جسور النسائي القطري الذي تأسس عام 2012، مشددة على الدور الهام والفعّال الذي قامت به النساء القياديات والمجموعات النسائية الناشطة في الحقل في سبيل ترجمة رسالة 'كيان' إلى فعاليات على أرض الواقع، موضحة أنّ 'كيان' تنشط منذ العام 1998 من أجل إحقاق العدالة الاجتماعيّة والمساواة الجندرية والحدّ من جميع أشكال التمييز ضدّ النساء، مؤكدة أنّ 'علاج ظاهرة العنف تجاه المرأة لا يمكن فصله عن حقيقة كون المرأة ما زالت تعاني من تمييز مجتمعي بكافة مجالات الحياة، فلا يمكن الحد من العنف ضدها ما دام مجتمعنا ينظر إليها ويعاملها كـ'ضلع قاصر' ويحد من السقف الذي يمكن أن تصله مقارنة بالرجل'.

وأوضحت أنّ 'الفعاليات والأنشطة التي نُفذت ضمن الحملة تميّزت بتنوعها وأخذ بعين الاعتبار ضرورة رفع الوعي المجتمعي عامة، وليس حصره في شريحة النساء، بل طالت الرجال والشبيبة، ومن كافة المناطق'.

وأكدت عنبتاوي أنّ 'الفعاليات وإن خُصصت لنبذ ظاهرة العنف ضد النساء إلا أنها ليست بمعزل عن تحديات ومأزق مجتمعنا، فهي رافضة للعنف بشكل عام، وتأخذ بعين الاعتبار أنّ مجتمعنا أقلية تعاني من التمييز والتهميش مما يعني أنه معنّف بطبيعة الحال'.

وقال رئيس مجلس مجد الكروم المحلي، سليم صليبي، الذي شارك في الفعاليات التي نظمت في مجد الكروم، إنه 'من الواضح أنّ العنف المستشري في مجتمعنا عامةً تحول إلى ظاهرة مخيفة ومقلقة قد تدفعنا إلى التفكير بجدية بأمن وآمان أطفالنا وأولادنا، فالعنف بكافة أشكاله بصورة عامة، وضد النساء بصورة خاصة مرفوض، فهو يعيق تقدم مجتمعنا حضاريًا وثقافيًا واقتصاديًا وفي كل المناحي'.

وأضاف أنه 'وسط غياب وتقصير من الشرطة في فرض الآمان علينا أن نتكاتف مجتمعيًا لمحاربة ظاهرة العنف. الآليات المتاحة لدينا هي التوعية المجتمعية، لذا هناك ضرورة وحاجة لأن تتكاتف كل المؤسسات، من مجتمع مدني وسلطات محلية، لكي تعمل سويةً على وقفها'.

وقال إن 'المعطيات للأسف في الآونة الأخيرة مقلقة بشكل عام، إلا أنّ المقلق أكثر هو شرعنة المفاهيم الخاطئة في مجتمعنا، فلم نعد نسمع فقط عن قتل النساء تحت مسمى 'شرف العائلة'، إنما نضع كل جرائم قتل النساء والتي تكون ضمن تصفية حسابات في هذه الخانة، وكأن لها الشرعيّة، وكأنه مسموح سلب امرأة، أو أي شخص حقه بالحياة لأسباب ومفاهيم مغالطة وخاطئة'.

وأكدت الطالبة صبا مسلم، من حركة 'يافتنا' للقيادة الشابة، والتي شاركت في عددٍ من الفعاليات في يافة الناصرة أن الفعاليات ساهمت في صقل وبلورة شخصيتها، مؤكدة رفضها كافة أنواع العنف الممارس على النساء.

وأوضحت أنّ 'للشباب دور فعال في بلورة وصقل الوعي العام وتغيير المفاهيم الخاطئة التي تربينا عليها للأسف، وأنّ الفتيات قادرات على إحداث التغيير، أي تغيير يرغبن به، فالقوة لم تعد حصرًا على الرجل فقط'.

يُشار إلى أنّ هذه الحملة تأتي امتدادًا للحملة العالميّة تحت ذات الاسم، التي تعود تاريخيّا إلى العام 1991، عندما قررت 23 ناشطة من شتّى أنحاء العالم، بعد تخرّجهن من مركز القيادة العالمية للنساء في جامعة روجترز في ولاية نيوجيرسي وعودتهن إلى بلادهن، تنظيم هذه الحملة التي تستمرّ لـ16 يومًا لمناهضة أنواع العنف ضدّ المرأة كافة، خاصّة العنف الجنسي، وذلك من أجل رفع الوعي وحشد الجهود، والدعوة لمناهضة عدم المساواة والتمييز بين الجنسين. وتتبنى اليوم الكثير من الأطر الاجتماعيّة والجمعيّات، عالميا، هذه الحملة، وتحييها سنويًا في ذات الميعاد، حيث انضمت 'كيان' إلى هذه الأصوات.

وهذا العام اختارت جمعيّة 'كيان'- تنظيم نسوي شعارًا يستبطن تلاعبا لغويا بين العربية والإنجليزية بعنوان 'كوني  'Antiلتُطلق حملتها أسبوعيْ مناهضة العنف ضدّ المرأة، بعد أن أطلقت الشعار 'كفى، صمتنا يقتلنا' في الحملة السابقة.

وتأتي هذه الحملة في ظلّ تزايد العنف وجرائم قتل النساء داخل أراضي الـ48 إذ قتل منذ بداية هذا العام 11 امرأة ونحو 120 امرأة في العقد الأخير.

 

التعليقات