شابّة غزّية تحول السيراميك إلى لوحات

يُعتبر تصنيع قطع السيراميك، من الحرف والأشغال اليدوية، ويضم قائمة منوعة فيها العديد من التفاصيل الجمالية والفنية، إذ يتم تشكيل تلك القطع بأحجام وأشكال مختلفة، تدع صانعها أمام عدة خيارات لاستخدامها وفق قوالب فنية متنوعة.

شابّة غزّية تحول السيراميك إلى لوحات

(العربي الجديد)

يُعتبر تصنيع قطع السيراميك، من الحرف والأشغال اليدوية، ويضم قائمة منوعة فيها العديد من التفاصيل الجمالية والفنية، إذ يتم تشكيل تلك القطع بأحجام وأشكال مختلفة، تدع صانعها أمام عدة خيارات لاستخدامها وفق قوالب فنية متنوعة.

وتُبدع الفنانة الفلسطينية، هند أبو لبن "23 عاما"، في صنع السيراميك، حيث تُقطع السيراميك وسط فناء بيتها في منطقة الزيتون شرقي مدينة غزة، لمدة يومين كي تجف، بعد عملية تصنيع قامت بها يدويا، باستخدام أدوات بسيطة لتجهيز عجينتها اللزجة.

ويتميز فن صناعة قطع السيراميك ببساطة أدواته، وتفاصيله الإبداعية، إذ يتم صناعة "شيء من لا شيء"، بعد تحويل تلك القطع إلى لوحات فنية، أو إدخالها في تصنيع الإكسسوارات بعد الرسم والكتابة عليها، ما يضفي عليها قيمة وجوا إضافيا من التميز.

وتجد العشرينية، أبو لبن، متعة كبيرة في تصنيع تلك القطع وتحويلها إلى حكايات تروي قصصا فنية، وأخرى "حسب الطلب"، وتعتبر العجينة المستخدمة نوعا من العجائن الحرفية، ذات الملمس الناعم والسلس، ويتم تلوينها بعد الانتهاء من تصنيعها بألوان معينة، حسب موضوع القطعة.

وتقول هند أبو لبن، وهي خريجة علاج طبيعي من جامعة الأزهر بغزة، لـ"العربي الجديد" إن تصنيع عجينة السيراميك شَدّ انتباهها بعد أن شاهدت صديقة شقيقتها وهي تصنعها في منزلها، لكنها لم تفصح لها عن سر مكونات تلك العجينة الحرارية، ما أشعل لديها الفضول، ودفعها للتفتيش عن مكونات تلك العجينة عبر الإنترنت وموقع اليوتيوب، إلى أن وجدتها، وتوضح أن عجينة السيراميك بسيطة للغاية، وتحتوي بشكل أساسي على الغراء ومسحوق النشا، مضيفة: "قمت بتجهيزها، ومن ثم تشكيل أول قطعة، وهي عبارة عن ميدالية على هيئة رأس قلب (..) حصلت حينها على تشجيع كبير من أهلي وصديقاتي، ما دفعني إلى زيادة كمية القطع".

وتبين أبو لبن، والتي بدا واضحا على ملامحها عشق تلك الهواية، أنها فكرت في تطويرها، والإضافة عليها، إذ قامت بتوفير قوالب مختلفة، يمكنها من خلالها صنع الكثير من القطع ذات الأشكال والأحجام المتنوعة، واستخدام تلك القطع في صنع القلادات والأشكال الفنية والأساور والميداليات، وغيرها من الأشكال الفنية. وتضيف: "قمت بنشر عدد من تلك الأعمال على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، وبعد ملاحظة مدى التفاعل، والطلبات التي وصلتني، قمت بإنشاء حساب على تطبيق إنستغرام، بهدف استقطاب نسبة أكبر"، موضحة أن ردود الفعل، شجعتها كثيراً، ودفعها إلى التفكير جدياً بالاستمرار في تطوير وصقل موهبتها. أما فيما يتعلق بمراحل صنع قطع السيراميك الفنية، فتقول: "بداية أقوم بصنع عجينة السيراميك جيداً، ومن ثم فردها، وتقطيعها باستخدام قوالب معينة، حسب الشكل المطلوب، وتركها لمدة يومين في الهواء كي تجف، مع ضمان وصول الهواء إلى كل زوايا القطعة".

بعد جفاف القطع، يتم خرمها من ناحية معينة للتعليق، وحفها باستخدام ورق الحف "البرداخ" لإزالة الزوايا والمناطق الخشنة، ومن ثم رشها بالبويا البيضاء أو بألوان أخرى، إلى أن تصبح جاهزة للرسم أو الكتابة والتزيين، وبعد الانتهاء من الكتابة يتم رشها مجدداً بمادة "الورنيش" لتثبيت الكتابة والرسم، موضحة أنها تواصل العمل في بعض الأحيان لساعات طويلة. وتوضح أبو لبن والتي تعمل كذلك في عيادة للعلاج الطبيعي أنها تحاول صنع أشكال فنية مختلفة، وتصميم أشكال غير تقليدية، إلى جانب أنها تلتزم بصنع بعض الأشكال المطلوبة عن طريق الصفحة، مبينة أنها ترى في صناعة قطع السيراميك، موهبة تفرغ فيها عن نفسها، إلى جانب أنها مصدر دخل.

 

التعليقات