التجمع الطلابي يختتم معسكره الطلابي السابع عشر

اختتم التجمّع الطلابي معسكره التثقيفيّ السابع عشر في مدينة رام الله، بحضور عشرات الطلاب من مختلف الجامعات والكليّات، يوم الأربعاء الماضي.

التجمع الطلابي يختتم معسكره الطلابي السابع عشر

معسكر الطلاب السابع عشر

اختتم التجمّع الطلابي معسكره التثقيفيّ السابع عشر في مدينة رام الله، بحضور عشرات الطلاب من مختلف الجامعات والكليّات، يوم الأربعاء الماضي.

وتضمن المعسكر محاضرات ونقاشات لتداول الأفكار والطروحات في سبيل تناقلها وتطويرها.

وافتتح المعسكر عضو المكتب السياسيّ للتجمّع الوطني الديمقراطي، طارق خطيب، وأكّد على "أهميّة هذا اللقاء الطلابي الذي يُداوم عليه التجمع منذ سنوات طويلة، إيمانًا منه بحاجته الماسّة وضرورته البالغة في مراكمة التثقيف والتنظيم الطلابي، تحديدًا أمام التحديّات السياسيّة التي تواجه المجتمع الفلسطيني في الداخل والقضيّة الفلسطينيّة عمومًا".

وتطرق إلى "دور الحركة الطلابيّة الفلسطينيّة في مواجهة هذا التحديّات في الواقع السياسي الفلسطيني المأزوم والمترهّل".

وافتتح الجلسة الأولى للمعسكر ممثل الطلاب العرب في جامعة حيفا، علي زبيدات، وأثنى بدوره على العمل الدؤوب للطاقم التنظيمي للمعسكر، وأدار المحور الأول الذي قدّمه أمين عام التجمع الوطني الديمقراطي، د. إمطانس شحادة، تحت عنوان: "تحديّات الوضع الراهن"، أجمل فيه "الحال السياسي العالمي والوضع الذي تمرّ به المنطقة العربية عامّة من انهيار المشروع العربي وفشل التحوّل الديمقراطي، والقضية الفلسطينيّة خاصّةً، بدايةً من صفقة القرن وصولَا للاقتتال الفلسطيني الداخلي".

وأكّد على "ضرورة أخذ دور فعال في النضال في وجه الاستعمار وعدم الاستسلام والرضوخ لمأساويّة الظروف".

وحمل المحور الثاني عنوان: "خطاب التجمع بين التطوير والتأسيس"، أداره الطالب الجامعيّ وعضو حركة "جفرا" الطلابية، جمال مُصطفى، وقدّمه عضو مركزيّة التجمع، وئام بلعوم، وعضو مركزيّة التجمّع ونائب الأمين العام السابق، مصطفى طه.

وأثار بلعوم في مداخلته التساؤلات حول ضرورات التطوير وعدم الركون للجمود بعد أنْ فصّل مكامن نبوع الخطاب السياسي وأعمدته المسُتندة أساسًا على الدمج بين البُعدين القومي والديمقراطي.

وقام طه بدوره في قصّ تسلسل الأحداث التاريخية بعد توضيح معالم الفترة التي وُلد فيها التجمع بعد الانهيارات العالميّة وحرب الخليج واتفاقية أوسلو، وقال إن "الحركات الوطنية مُجتمعة (التقدميّة، أبناء البلد، ميثاق المساواة وحركات أخرى) رأت ضرورة مأسسة الحركة الوطنيّة في إطار التجمع الوطني الديمقراطي".

وكان المحور الثالث لليوم الأول تحت عنوان: "إسرائيل وقانون القوميّة ونحن"، أدارته عضو سكرتاريا التجمع الطلابي في جامعة حيفا، لنا حسين، وقدّمه كل من النائبة حنين زعبي، ومديرة مركز مدار للأبحاث، د. هنيدة غانم. وقدّمت غانم قراءتها السياسيّة والأكاديميّة لـ"قانون القوميّة"، وسياقات تشريعه ومعناه القانوني والسياسي، في حين تناولت زعبي "سُبل التصدي للقانون ومواجهته، الأداء السياسي ودور التجمع على وجه الخصوص".

وافتتح اليوم الثاني للمعسّكر بمحور "النضال الشعبي"، أداره عضو سكرتاريا التجمع الطلابي في جامعة حيفا، بشير صبّاح، وقدّمه كل من المحاضر د. علاء العزّة وأمين عام التجمع الوطني سابقًا، عوض عبد الفتّاح. وارتكزت مداخلة العزّة حول أهميّة النضال الشعبي لا سيما في حالة انسداد الأفق الراهنة فيما تناول عبد الفتّاح "تجارب نضاليّة مُلهمة- جنوب أفريقيا على وجه الخصوص"، وأكد كلاهما على "ضرورة اعتماد النضال الشعبي الثوري والخلّاق في آن واحد، والذي يقف الشباب في مركزه".

أمّا المحور الثاني لليوم الثاني فكان تحت عنوان: "انتخابات الكنيست كيف نشارك ومتى نُقاطع؟" أدارته عضو سكرتاريا حركة "جفرا" الطلابية، علا طه، وقدّمه رئيس كتلة القائمة المشتركة ورئيس حزب التجمّع الوطني الديمقراطي، د. جمال زحالقة. وعرض عددًا من التجارب العالميّة موضّحًا أشكال المقاطعة المختلفة، بعد أن أتى على عددٍ من الأسئلة التي تتمحور حول الشرعية، الجدوى، النزاهة والديمقراطية التي يجب تداولها عند الخوض في هذا النقاش.

وتميّز هذا المحور بتخصيص الوقت الأكبر فيه للنقاش والمُساءلة، وقد خَلَصَ المُشاركون لضرورة وأهميّة توسيع دائرته والحفاظ على استمراريته، وهو ما أكّد عليه زحالقة، مُحذّرًا من "الجمود وإيقاف النقاشات حول كل المواضيع ومن ضمنها المُشاركة في الكنيست واستيفائها جميعًا قبل اتخاذ القرارات في الهيئات"، وفي سياقٍ مُتصل، أكد على "أهمية الحفاظ على المتابعة وتطوير أدائها والعمل على مأسستها جنبا إلى جنب مع مؤسسات المجتمع المدني".

وكان المحور الثالث حول سؤال "العلاقة بين العروبة والإسلام"، أداره عضو سكرتاريا "جفرا"، طارق طه، وقدّمه الباحث علي حبيب الله.

وتطرق حبيب الله إلى "عمق العلاقة بين العروبة والإسلام والخيط الناظم بينهما بعد مدخل تاريخي وعراكٍ فكري" تلته تساؤلات شارك بها الطلاب حول "جدلية القومية والديمقراطية، الثقافة، الليبراليّة والعلمانية وكيف تسبح كل هذه الاصطلاحات في بحر جغرافيا وحضارة العرب وأفكارهم وطرائق تشكُلها".

أمّا المحور الرابع فتمركز حول الخطاب الاجتماعي وكان تحت عنوان: "كيف تكون النسوية تفكيرًا في فلسطين التي نُريد"، أداره الطالب، عزّ عودة، وقدّمته عضو اللجنة المركزيّة للتجمع، المحاميّة سُهير أسعد، التي أكّدت أن "التفكير في الخطاب الاجتماعي يصب بالضرورة في لب التفكير في الخطاب الوطني".

وفي المحور الأخير الذي أدارته الطالبة، نوران عباسي، استقبل التجمّع الطلابي ضيفته المُناضلة عبلة سعدات، زوجة الأسير أحمد سعدات أمين عام الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، في لقاءٍ تحدّثت فيه سعدات عن "معاناة الأسرى في سجون الاحتلال ومعاناتهم، وصمودهم البطوليّ الذي لم يركع لظلم السّجّان"، مُتناولةً عددًا من إنجازات الحركة الأسيرة داخل السجون.

وكانت جامعة بير زيت وجهة الطلاب في اليوم الثالث، إذ التقى التجمع الطلابي مع طلاب "حراك نبض" الطلابي في الجامعة. وتضمن اللقاء بحث "ضرورات تشبيك العمل الطلابي الفلسطيني في كل أماكن تواجده، وأهمية تشكيل جسم طلابي جامع، تستظل به الحركات الطلابية على اختلاف مشاربها وتطلعاتها".

وتلا اللقاء مداخلة تحت عنوان: "الرواية التاريخيّة" وأخرى بعنوان "السؤال الراهن". وقدمت المداخلة الأولى المحاضرة في الجامعة، د. رنا بركات، تطرقت من خلالها لكتابة الحكاية التاريخيّة الفلسطينيّة، ورؤيتها في ضرورة الخروج من القوالب البنيوية في كتابة الرواية انطلاقًا من مفهوم الأصلانيّة. وقدّم د. مضر قسيس المداخلة الثانية، طرح فيها قراءته للحالة الاستعماريّة ومعنى الاستعمار بمستوييه العنفي والاقتصادي، وأزمة طرح الحلول على شاكلة الدولة والدولتين على اعتبار أن معنى هذه الطروحات هو سلطة أو سلطتين في فلسطين التاريخيّة، بديلًا لطرح تحرير الإنسان في مقابل هذا المشروع. وأشار إلى "ضرورة اعتماد البعد الطبقي المهمل في قراءة الفلسطينيّين للصراع".

واختتم المعسكر بالورشة التنظيميّة لفروع التجمّع الطلابي في الجامعات، حيث ناقش المشاركون "سبل توسيع صفوف التجمّع الطلابي، وسبل مواجهة التضييقات التي تقوم بها الجامعات الإسرائيلية على العمل السياسي في الحرم الجامعي". كما ناقش المشاركون "دور الحركة الطلابيّة في الداخل في مواجهة التحديّات السياسيّة الراهنة، وأهميّة التحام مركّبات الحركة الطلابيّة في كل فلسطين بعمل طلابي يؤكّد، أولا، على الوحدة السياسية للشعب الفلسطيني ويثمر، ثانيا، في تقديم نموذج وحدوي للعمل السياسي كنقيض للشرذمة والانقسام واللاسياسة المسيطرين على المشهد الفلسطيني".

التعليقات