أبعد من الأرقام: لمحات من حياة ضحايا مجزرة نيوزيلندا

قضى خمسون شخصًا برصاصات الغدر التي انطلقت من أسلحة السفاح الأسترالي برينتون تارنت، حين دخل وأطلق النّار على كل من وجده في مسجدين في مدينة كرايست تشيرتش في نيوزيلندا، أثناء أدائم لصلاة الجمعة يوم الجمعة الماضي، دون أن تهزه صرخات

أبعد من الأرقام: لمحات من حياة ضحايا مجزرة نيوزيلندا

قرب مسجد النور في كرايست تشيرش في نيوزيلندا (أ ب)

قضى خمسون شخصًا برصاصات الغدر التي انطلقت من أسلحة السفاح الأسترالي برينتون تارنت، حين دخل وأطلق النّار على كل من وجده في مسجدين في مدينة كرايست تشيرتش في نيوزيلندا، أثناء أدائم لصلاة الجمعة يوم الجمعة الماضي، دون أن تهزه صرخات الأطفال والشيوخ، ولا دماء الضحايا التي سالت حتى استحال سجاد الصلاة أحمر قاتمًا.

ومع كلّ شمعةٍ ذوت من هؤلاء الضحايا، انطفأت حياة عائلةٍ ما، ومع كلّ صفحة حياة طوتها أسلحة المجرم، أغلق كتاب على حياة أشخاص آخرين، وأحلامهم، وذكرياتهم.

ورصد تقرير لوكالة "الأناضول" لمحات من حياة بعض ضحايا المجزرة:

1. جنيد مورتارا وهو شاب يبلغ من العمر 35 عامًا، وهو العائل الوحيد لأسرته، حيث كان يسعى من أجل توفير لقمة العيش لأمه وزوجته وأبنائه الثلاثة الذين تتراوح أعمارهم بين عام وخمسة أعوام، كادحًا في متجر ورثه مورتارا عن والده، إلّا أنّه مغلق حاليًّا منذ وقوع الهجوم؛

2. حُسنى آرا بارفين، البالغة من العمر 42 عامًا، والتي قتلت برصاصة أثناء محاولتها حماية زوجها المقعد على كرسي متحرك، وهما مهاجران من بنغلاديش إلى نيوزيلندا عام 1994، كانت منذ ذاك الوقت تصحب زوجها كل أسبوع لأداء صلاة الجمعة، حتّى كانت هذه جمعتها الأخيرة وصلاتها الأخيرة؛

3. سيد ميلن، وهو طالب بمدرسة ثانوية (14 عامًا) وكان في مسجد النور لصلاة الجمعة عندما بدأ الهجوم، وتروي شقيقته أن آخر مرة شاهدت فيها الأسرة الابن وهو مستلق على أرضية المسجد وتنزف الدماء من جسده؛

سيد ميلن

4. عبد الله ديري، الذي اغتالته رصاصات القاتل فيما لا يزال يبلغ من العمر 4 سنوات، إذ لم يحالفه الحظ للفرار من وابل النيران بعكس أشقائه الأربعة الآخرين الذين نجوا من المجزرة.

5. فارهاج أحسن، وهو مهندس برمجيات (30 عامًا)، انتقل إلى نيوزيلندا قبل 6 أعوام من مدينة حيدر أباد الهندية، التي لا يزال أبواه يعيشان فيها، وهو متزوج  وقد حرمه القاتل من ابنته البالغة من العمر ثلاثة أعوام وابنه الرضيع، وحرم أسرته ومجتمعه منه؛

 

6. علي المدني، وهو مهندس متقاعد وكان يقيم في كرايست تشيرش منذ هاجر إليها من الإمارات مع زوجته عام 1998، تروي عائلته إنّه كان دؤوبًا على نصح أبنائه بالتحلي بالقوة والصبر دائما، وهو ما تحاول الأسرة فعله حاليا بعد أن فقدت عائلها، حسبما تروي ابنته مها؛

7. عطا عليان، وهو حارس مرمى لفرق كرة قدم في نيوزيلندا (33 عامًا)، يقول من عرفوه إنّه بأنه كان رجلًا يتسم بنكران الذات وكان لديه دائمًا وقت للأصدقاء والعائلة وزملائه واللاعبين الصغار، وكان مخلصا لمهنته وصديقًا وقائدًا رائعًا بين زملائه؛

عطا عليان

8. حُسنى أحمد، قتلها سفاح نيوزيلندا في هجومه على مسجد النور، حين تركت زوجها، فريد أحمد، للوضوء من أجل الصلاة، ليفترق الزوجان البنغاليان إلى الآبد، الزوج بعدها شاهد زوجته (45 عاما) وهي صريعة برصاص غادر من خلال البث الحي الذي نشره القاتل عبر الإنترنت، وأكدت الشرطة بالفعل مقتلها؛

9. ليليك عبد الحميد، وهو مهندس في مجال صيانة الطائرات ويعمل منذ فترة طويلة في شركة الطيران النيوزيلندية "إير نيوزيلاند". وقال كريستوفر لوكسون، الرئيس التنفيذي للشركة: "لقد كان ليليك جزءًا مهمًا من فريقنا الهندسي في كرايستشيرش منذ 16 عامًا .. يشعر فريق العمل بالألم لخسارته"، وكان الضحية متزوجا ولديه طفلان؛

10. مكاد إبراهيم وهو أصغر ضحية في تلك المجزرة؛ حيث يبلغ من العمر 3 أعوام، افترق عن شقيقه الأكبر "عبدي" وأبيهما عندما بدأ إطلاق النار في مسجد النور، وبعد البحث عن الطفل من قبل العائلة، أكدت الشرطة مقتله؛

مكاد إبراهيم

11. محمد عمران خان، بلافتة مكتوب عليها "مغلق"، عرف رواد مطعم المشويات الهندية الذي يملكه "محمد" أنه كان بين ضحايا الهجوم، يقول عنه جيرانه إنه كان رجلا طيبا ولا يتورع عن مساعدة كل من يحتاج إليه، وقتل محمد تاركًا طفلًا (11 عامًا)؛

12. الحاج داوود نبي (71 عاما)، الذي انتقل وأسرته إلى نيوزيلندا عام 1979 هربًا من أفغانستان أثناء حربها مع السوفييت، وقال ابنه عمر إن والده كان يدير جمعية أفغانية تساعد في توطين اللاجئين بدول أخرى.

13. حسين العمري، الذي تتذكره شقيقته الصغرى آية دائمًا بذراعيه المفتوحين لها دائما ليغمرها بأحضان الأخوة، إذ قتل حسين (35 عاما)، الذي يعمل بمجال السياحة، أثناء حضوره صلاة الجمعة في مسجد النور، وكانت آية قد أمضت الأمسية السابقة وهي تتناول العشاء معه، وتذكرت كم كان متحمسًا لأن والديه قاما للتو بشراء سيارة جديدة.

14.خالد مصطفى و 15. حمزة خالد مصطفى، وهما رجل سوري وابنه الشاب، هربا من الحرب في بلادهما وقضت أسرتهما بعض الوقت كلاجئين في الأردن قبل أن يتم قبول الأسرة في نيوزيلندا في عام 2018، ليقتل الأب وابنه في مسجد النور ويفارقا الحياة معًا.

حالد مصطفى وابنه حمزة خالد مصطفى (فيسبوك)

والجمعة، شهدت مدينة كرايست تشيرتش في نيوزيلندا، هجومًا إرهابيًّا بالأسلحة النارية والمتفجرات استهدف مسجدي "النور" و"لينوود"؛ ما خلف 50 قتيلًا ومثلهم من الجرحى، في حادثة صدمت العالم وأثارت استياء وردود أفعال مستنكرة واسعة النطاق.

التعليقات