أرض مفروشة بالكتب: تحدٍ يمجد الثورة السودانية

بينما كانت الهتافات السودانية في ارتفاع دائم مطالبة بإسقاط نظام عمر البشير ومحاسبة جميع مسؤولي النظام في شوارع الخرطوم، كان البعض ممن هم في ساحة الاعتصام يتحلقون حول معرض للكتب المفروشة أرضا داخل الساحة.

أرض مفروشة بالكتب: تحدٍ يمجد الثورة السودانية

(الأناضول)

بينما كانت الهتافات السودانية في ارتفاع دائم مطالبة بإسقاط نظام عمر البشير ومحاسبة جميع مسؤولي النظام في شوارع الخرطوم، كان البعض ممن هم في ساحة الاعتصام يتحلقون حول معرض للكتب المفروشة أرضا داخل الساحة.

ومنذ السادس من أبريل، اعتصم عشرات الآلاف من السودانيين في الساحات والشوارع المحيطة بالقيادة العامة للجيش، بعد مظاهرات سلمية طالبت بإسقاط حكومة البشير امتدت لأربعة أشهر.

وفي الحادي عشر من أبريل أعلن وزير الدفاع عوض بن عوف تنحي البشير وتشكيل مجلس عسكري برئاسته، لكن مجلسه قوبل بالرفض ليأتي من بعده رئيس المجلس الحالي عبد الفتاح البرهان.

وتأتي خطوة عرض الكتب في ساحة الاعتصام مواصلة لنشاط قديم يطلق عليه في السودان معرض "مفروش"، أي لكتب مفروشة على الأرض، ويقام مرة في الأسبوع في ساحة "أتنيه" بوسط العاصمة الخرطوم.

وتشارك فيه عدة دور عرض، وتقوم به "جماعة عمل الثقافية" وهي منظمة ثقافية مستقلة تأسست عام 2012، إلا أن الأجهزة الأمنية التابعة للنظام السابق أوقفت المعرض قبل أربع سنوات.

وقال عضو جماعة عمل، مامون التلب، لـ "الأناضول" إن جهاز الأمن طلب منهم قبل قرار الإيقاف قائمة بجميع الكتب التي ينوون عرضها في كل مرة، ما اعتبره مطلب تعجيزي.

ويقول الوراق، عبد العزيز عيساوي الذي شارك بعرض 500 عنوان إن وجود عرض للكتاب يدل على تصميمنا مواصلة الاعتصام حتى تحقيق جميع المطالب السياسية والحقوقية المطروحة. ويؤكد أن المشاركة بالكتاب تعد جزءا من المقاومة الثورية والسعي لبناء السودان من خلال المعرفة.

وكان العشرات من الكتاب تعرضوا من قبل هيئة المصنفات الأدبية والفنية الحكومية لمنع طباعة وعرض كتبهم.

أما الروائي والقاص عمر الصايم فيقول لـ "الأناضول" إن "وجود الكتاب في ساحة الاعتصام يؤشر إلى اتجاهات الثورة، ويشير إلى أن الثورة السودانية ليست مجرد مطلب سياسي فقط، بل ثقافي ومعرفي. ويضيف: "قبل كل شيء يدرك الكتاب السودانيون أن بناء الدولة يحتاج إلى أسس اجتماعية وثقافية وحقوقية، والكتاب وحده هو ما يرسي هذه الأسس".

ويقول الصايم الذي صدرت له من القاهرة رواية "أزمنة الصرماتي" بعد يوم واحد من إسقاط البشير، إن النظام السابق قمع الكتاب ودمر آليات صناعته مثلما دمر وسائل المعرفة الأخرى. ويشير إلى أن "أزمنة الصرماتي" تتحدث عن الماضي القريب للنخبة السياسية في السودان بالتركيز على نقد خطاب الإسلام السياسي.

ويقول التلب إن جماعة عمل تسعى عبر معرض مفروش لتجعل قراءة الكتاب جزءا من الحياة اليومية.

التعليقات