عندما يصبح ورق العنب لوحات فنيّة

بعناية شديدة، تقتطف الفنانة الفلسطينية لين الحاج، الأوراق، من شجرة العنب الوحيدة، التي تزين حديقة منزلها. 

عندما يصبح ورق العنب لوحات فنيّة

(الأناضول)

بعناية شديدة، تقتطف الفنانة الفلسطينية لين الحاج، الأوراق، من شجرة العنب الوحيدة، التي تزين حديقة منزلها. 

لكن هذه الأوراق، لا تجد طريقها إلى "المطبخ" لإعداد وجبة "الدوالي" الشهيرة، بل إلى مرسمها الخاص، حيث تحوّلها إلى لوحات فنية جميلة. 

وتبدأ "لين" عملية الرسم، بقطف الأوراق القوية والكبيرة، ومن ثم تقوم بتنظيفها، ووضعها لعدة أيام داخل كتاب، بحيث تستقيم وتجف بعض الشيء، لتستطيع أن ترسم عليها بكل سلاسة، مستخدمة الألوان المائية. 

وتستغرق عملية الرسم، على كل ورقة، مدة لا تقل عن ثلاث ساعات، حيث تتحول إلى لوحة، ومن ثمّ تضعها داخل برواز زجاجي كي لا تتلف. 

وتقطن الفنانة لين الحاج (21 عامًا)، في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، في منزل محاط بحديقة، بها العديد من الأشجار، من بينها شجرة "عنب" قديمة، وكبيرة، وهو ما ألهمها فكرة الرسم على ورق العنب. 

ويتكون المرسم الخاص بالفتاة، من منضدة خشبية، تعلوها لوحاتٍ فنيةٍ أنجزتها، وأوراق عنب أخرى قيد التجهيز. 

ولا تقتصر موهبة الحاج في الرسم على أوراق العنب، حيث تتناثر على المنضدة، لوحات مرسومة على الحجارة وعلى أوراق مُقوية. 

تقول الحاج "منذ طفولتي، وأنا شغوفة بالرسم والألوان، ومن حينها برزت موهبتي، وكلما كبرت عامًا كبرت موهبتي، وطورت من نفسي، وكل ما أرسمه ينال إعجاب كل من يراه". 

وتضيف: "قبل حوالي عام، جال بخاطري الرسم على ورق العنب، عندما رأيت عبر منصات مواقع التواصل طرق رسم غريبة، منها الرسم على أشياء من الطبيعة من حول الإنسان قد لا يدرك قيمتها أو يفكر في استخدامها". 

وتكمل: "من هنا لفت انتباهي ورق الأشجار من العنب تحديدًا، لشكله الجميل، كما أنه متوفر في منزلي وغير مُكلف". 

وبعد أن رسمت الحاج أول لوحة لها على ورقة عنب، وجدت تشجيعا من جميع من شاهدها، وهو ما جعلها تواصل العمل في هذا المجال. 

بيد أن الرسم على ورق العنب، لم يكُنّ سهلاً، حيث واجهت الفنانة الفلسطينية، صعوبات، أبرزها ضعف سماكة الورق الذي قد يتعرض للتلف في أي لحظة، وهو ما يتطلب أعلى درجات المحافظة والاهتمام. 

وتُركز الحاج، في رسوماتها على المناظر الطبيعية، وتبرر ذلك بقولها " لأن تلك الأرواق قُطفت من الطبيعة، فبالتالي أرسم شيئا من البيئة التي كانت تحتضن تلك الأوراق". 

ورغم موهبتها، وولعها بالرسم، لم تختار الحاج، دراسة الفنون، بل "علم النفس". 

وترى الفنانة الفلسطينية أن هناك ارتباطا كبيرا بين تخصصها العلمي وموهبتها، وعن ذلك تقول "من خلال الرسم ممكن أن تساعد الآخرين في التفريغ عن أنفسهم، خاصة فئة الأطفال، والرسم في أساسه تفريغ ما بداخل الإنسان على ورق". 

 

التعليقات