غزة تحوّل جفت الزيتون إلى طاقة بديلة

استطاع خريجون من تخصص الهندسة المدنية، في إحدى الجامعات الفلسطينية  في قطاع غزة، تحويل مخلفات عصر ثمار الزيتون المعروفة باسم الجفت، إلى وسيلة لتوليد الطاقة البديلة والتدفئة، كبديل عن الحطب.

غزة تحوّل جفت الزيتون إلى طاقة بديلة

(الأناضول)

استطاع خريجون من تخصص الهندسة المدنية، في إحدى الجامعات الفلسطينية  في قطاع غزة، تحويل مخلفات عصر ثمار الزيتون المعروفة باسم الجفت، إلى وسيلة لتوليد الطاقة البديلة والتدفئة، كبديل عن الحطب.

ويهدف المشروع الذي يموله مركز العمل التنموي "معا"، مؤسسة غير حكومية، بقيمة مالية تقدر بحوالي 5 آلاف دولار، إلى التخلص من مشكلة بيئية، تتمثل في تكدس مخلفات الزيتون في المعاصر المنتشرة في القطاع، والاستفادة منها.

تامر أبو مطلق (26 عامًا)، خالد أبو مطلق (24 عامًا)، وأسامة قديح (24 عامًا)، تخرجوا من تخصص الهندسة المدنية، قبل عدة أعوام، دون أن يجدوا فرصة عمل دائمة، بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة بالقطاع، الأمر الذي دفعهم للتفكير في مشروع خاص، فكان التوجّه لمشروع الاستفادة من جفت الزيتون.

لم يكُن توفير آلة خاصة للعمل سهلاً، والتعلم عليها كذلك، لكنهم خاضوا تدريبًا لستة أشهر على يد مهندسين في المؤسسة الممولة للمشروع، بجانب تصميمهم للشكل الهندسي للآلة من خلال التواصل مع مهندس من الضفة الغربية، وتسليم الشكل لمخرطة "حدادة" في غزة لصناعته.

بعد نجاح صناعة الآلة، توجّه الشبان الثلاثة للعمل عليها برفقة عدد من العاملين، حتى تمكنوا في غضون أيام من إنتاج حوالي "طن"، من مكعبات الجفت، جاهزة للاستخدام في مجال توليد الطاقة والتدفئة.

وتم إنتاج المكعبات في معصرة بلدة عبسان الكبيرة (جنوبي القطاع)، والتي أقيمت بتمويل الوكالة التركية للتعاون والتنسيق "تيكا".

ويستعد الشبان الثلاثة لتسويق مكعبات الجفت بطرق مختلفة، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، والتواصل مع أصحاب الحاجة من الناس والمصانع التي تولد الطاقة عبره.

ويقول تامر أبو مطلق، أحد أعضاء الفريق، قمنا باستئجار مكان من البلدية داخل المعصرة للعمل، ووفرنا طاقة كهربية بقدرة "64 أمبير" لتعمل الآلة عليها، ونستخدم الجفت، الذي يخرج للتو من داخل معصرة الزيتون، لأن به نسبة رطوبة وزيت عالية، قبل أن يجف في الشمس، ويصبح غير صالح للاستخدام.

ويضيف أبو مطلق، إن عملهم يحتاج إلى جهدٍ كبير، وعمل دقيق، خاصة عند عملية تقطيع القوالب، حتى لا يتهشم ويصبح غير صالح للاستخدام، حتى أنه يُترك لأسبوعين تقريبًا تحت أشعة الشمس ليجف، لتفادي التلف، ويصبح صالح للاستخدام.

ويلفت إلى أنهم وصلوا إلى منتج صديق للبيئة، كون نسبة الدخان به منخفضة، و سيكون مصدرًا بديلاً للطاقة وتوليد تيار كهربائي عبر عمل "Steam Turbine "، جهاز ميكانيكي يستخرج الطاقة الحرارية من ضغط البخار.

ويوضح أبو مطلق أن بيع الإنتاج، بالدرجة الأولى، سيستهدف المصانع التي تعمل على الطاقة البديلة، ومزارع الدواجن التي تستخدم الجفت لإيقاد النيران للتدفئة في براميل حديدية مخصصة بفصل الشتاء، بجانب مواقد النار المنزلية التي تستخدمه كذلك.

ويبيّن أنهم يشترون الطن من الجفت بحوالي 100 شيقل، ويعتزمون بيعه بعد التصنيع بنحو 500 شيقل للطن (الدولار = 3.53 شيقل)؛ مشيرًا إلى أن طموحهم أن تصبح لهم شركة لتوفير الطاقة البديلة، والتخلص من كميات مخلفات الزيتون الكبيرة.

 

التعليقات