السودان: سوق لصناعة السيوف وبيعها حفاظًا على التقاليد

تشهد تجارة السيوف، سواء كانت أثرية أو محلية الصنع، إقبالًا في سوق الآثار والمنتجات الجلدية بولاية "كسلا"، شرقي السودان؛ لما للسيف من مكانة بين سكان الشرق السوداني.

السودان: سوق لصناعة السيوف وبيعها حفاظًا على التقاليد

سوق كسلا (الأناضول)

تشهد تجارة السيوف، سواء كانت أثرية أو محلية الصنع، إقبالًا في سوق الآثار والمنتجات الجلدية بولاية "كسلا"، شرقي السودان؛ لما للسيف من مكانة بين سكان الشرق السوداني.

وفضلًا عن السيوف، يشتري السكان والسائحون منتجات جلدية وزخارف وغيرها من السوق، الذي شيدته الدولة العثمانية (1299: 1923) وسط كسلا، ولا يزل محافظًا على نمطه العمراني.

واختارت الدولة العثمانية، عام 1840، مدينة كسلا، وهي مركز ولاية تحمل الاسم نفسه، لتكون عاصمة لإقليم اطلقوا عليه اسم "التاكا"، وتم تشييد مبانٍ حكومية وبنيات أخرى، وفق مصادر تاريخية.

صناعة صعبة

تعتبر قبائل شرقي السودان حمل الرجل للسيف من التقاليد المهمة في المناسبات الاجتماعية، ومن كماليات اللبس الشرقي.

وشرح حسين اب نمباب، أحد صانعي السيوف في سوق كسلا، طريقة صنع السيوف لوكالة "الأناضول" الإخبارية بقوله: "نصنعه من الحديد الصلب بعد أن نصهره بالنار ليسهل تشكيله إلى شرائح، وبعدها نطرق عليه بقوة لتشكيله".

ولا يستطيع نمباب، وهو صاحب خبرة 20 عامًا في هذه الحرفة، صناعة أكثر من خمسة سيوف في اليوم الواحد؛ نظرًا لصعوبة صناعة السيوف ومرورها بمراحل متعددة.

سيوف متنوعة

في كسلا توجد سيوف أثرية وأخرى مصنوعة محليًا، ولكل منها ثمنه، بحسب حسين عبد الوهاب موسى، تاجر في السوق.

وقال موسى للوكالة ذاتها إن "لدينا سيوف عديدة، هذا سيف تركي قديم، وهذه سيوف حبشية وإنجليزية.. ولدينا السيف العربي وسيف الرشايدة والدمشقي والسليماني.. توجد هنا سيوف أثرية منذ 800 عام".

وأضاف أن "ثمن السيف الأثري يبلغ 100 ألف جنيه سوداني (ألفا دولار)، بينما السيف المصنوع محليًا يتراوح ثمنه بين ثلاثة آلاف وخمسة آلاف جنيه".

وأوضح موسى أن "السيف سلاح قديم قبل السلاح الناري، ويحمله أهل شرقي السودان كجزء من الكماليات للبس التراثي المميز لهم عن بقية قبائل السودان".

 وتجدر الإشارة إلى أن ارتفاع ثمن السيوف الأثرية يرجع إلى ندرتها وارتفاع سعر صرف الدولار إلى 78 جنيهًا سودانيًا في السوق الموازي و45 جنيهًا، حسب السعر الرسمي للبنك المركزي.

التعليقات