البرازيل: المُجتمعات الأصلانيّة تحتجّ أمام هجمة اليمين

احتجّت جماعات من السكان الأصليين في البرازيل، يوم الأربعاء ضدّ الحكومة اليمينية المتطرفة في البرازيل. للأسباب التالية أولاً تعيين مبشر إنجيلي سابق لرئاسةِ إدارة مسؤولة عن حماية القبائل، ثم اقتراح تشريع يسمح بالتعدين في أرض الجماعات الأصلانيّة.

البرازيل: المُجتمعات الأصلانيّة تحتجّ أمام هجمة اليمين

(أ ب)

احتجّت جماعات من السكان الأصليين في البرازيل، يوم أمس الأربعاء ضدّ سياسات الحكومة اليمينية المتطرفة في البرازيل نحو الجماعات الأصلانيّة، بعد تعيينها مبشّرًا إنجيليًّا لوحدة حكومية تحمي القبائل.

وكانت وزارة العدل قد أعلنت في الصباح تعيين المبشر السابق ريكاردو لوبيز دياس منسّقًا عامًّا جديدًا للوحدة الحكومية، وهو جزء من وكالة شؤون السكان الأصليين (فوناي). وأثار ذلك مخاوف بين الناشطين بشأن تهديد محتمل لصحة وثقافة ومُجتمع القبائل من خلالِ سياساتٍ حكوميّة تُهدد أراضيها، وهويّتها العرقيّة، ومُحاولات فرضِ المسيحيّة على الجماعات الأصلانيّة.

فقد أعاد الرئيس البرازيلي بولسونارو الصراع مع القبائل كما كانت منذ سياسات استعمار الأميركيتيّن في القرن الخامس عشر والسادس عشر، بما أن أصوله تعود إلى المُستعمرين الأوروبيين.

ومساء أمس الأربعاء، أرسل الرئيس بولسونارو إلى الكونغرس مشروع قانون يهدف إلى تنظيم التعدين وتوليد الطاقة على أراضي السكان الأصليين؛ وهو ما سيفتح الطريق أمام الزراعة والسياحة أيضًا إذا تمت الموافقة، بحسب ادّعائه. ولم تكشف الإدارة البرازيلية في البداية عن تفاصيل مشروع القانون، وقد أثار ضجّة في أوساط الجماعات الأصلانيّة حين نشرت عنه "فوناي".

وفي المقابلات الأخيرة مع وسائل الإعلام البرازيلية، قال دياس إنه لن يسعى إلى تبشير جماعات السكان الأصليين؛ فقال لصحيفة "أو غلوبو" قبل أن يتم ترشيحه رسميًا أن تصرفاته ستكون تقنية بحتة، ودافع عن معرفته بالجماعات الأصلية وأصرّ على وجود تحيز ضده بسبب إيمانه.

ويقول النشطاء إن هذا لم يخفف من مخاوفهم، بالنظر إلى عمل دياس في الأمازون في 1997-2007 كعضو في مجموعة القبائل الجديدة غير الربحية. المجموعة التي تتخذ من فلوريدا مقرا لها باسم "إثنوس 360"، إذ ترسل المبشرين من الكنائس المحلية في جميع أنحاء العالم، والعديد منهم إلى أراضي السكان الأصليين.

وتتضمّن البرازيل رسميا 28 مجموعة من القبائل الأصلانيّة في منطقة الأمازون؛ فيما يرى بولسونارو أنه ينبغي دمج الجماعات الأصلية في المجتمع البرازيلي وأن أراضيها المحمية يمكن أن تشكل تهديدًا للتنمية والسيادة الوطنية. وصرح الرئيس السابق لوكالة شؤون السكان الأصليين، مارسيو سانتيلي، لوكالة أنباء "أسوشييتد برس" بأن تعيين دياس كان مثار قلق عالمي.

وقال سانتيلي إنّ "مخاطر الاحتكاك (مع القبائل) هي التلوث بسبب المرض، كما حدث في الماضي. وفي حالة التبشير، هناك خطر مهاجمة هويتهم العرقية". وتأتي هذهِ المُهاجمة في السياق التاريخيّ للاستعمار الأوروبيّ في الأمريكيتيّن، والإبادة التي لحقت بالعديد من القبائل في أميركا الشماليّة (الولايات المُتحدة اليوم).

وقال الأستاذ في جامعة ساو باولو وعالم الأنثروبولوجيا يعمل مع جماعات من السكان الأصليين المعزولين في ولاية مارانهاو، أويرا غارسيا، إن العديد من المبشرين يزورون بالفعل أراضي السكان الأصليين كمدرسين وأطباء، وقال إن التحول على نطاق واسع إلى المسيحية قد يشكل خطرًا على بيئة البرازيل.

وأضاف غارسيا في حديث لوكالة أنباء "أسوشييتد برس" أنّ "كل مجموعة من السكان الأصليين ترى وجود صلة بين الغابة وعالمهم الروحي. لهذا السبب يتم الحفاظ على الأمازون إلى حد ما"، مضيفًا أن "التغيير في الدين قد يعني أشياء كثيرة، بما في ذلك إدانة الحفاظ على البيئة لأنه يتعارض مع لاهوت الرخاء، على سبيل المثال".

وقبل هذا الإعلان، قال مكتب المحامي العام في البرازيل إنه طلب من "فوناي" أن يفصل سياسات الحماية للمجموعات الأصلية. وقال إنه يأمل ألا يؤدي أي تغيير في السياسة إلى "زيادة نقاط الضعف التي تواجهها بالفعل" القبائل المنعزلة.

أما بالنسبة للتشريع الخاص بالتنمية الاقتصادية في أراضي السكان الأصليين، فمن غير الواضح ما إذا كان يمكن أن يحصل على أغلبية في الكونغرس؛ وقال رئيس مجلس النواب رودريغو مايا ورئيس مجلس الشيوخ ديفي ألكولومبر بالفعل إنهما لن يطرحا للتصويت على مشروع قانون قد يؤثر على الغابة وشعوبها، مما يعني أن الرئيس البرازيلي بولسونارو أبعد ما يكون عن تمرير القانون.

التعليقات