"عسكرة الحيز الطلابي": إخلاء مساكن لطلاب عرب بالجامعة العبرية

اضطر طلاب عرب في الجامعة العبرية بمدينة القدس، إلى إخلاء مساكنهم في السكن الطلابي "رزنيك"، وذلك بقرار من إدارة الجامعة بحجة القيام بأعمال صيانة وتحسينات للمساكن.

عرب 48

اضطر طلاب عرب في الجامعة العبرية بمدينة القدس، إلى إخلاء مساكنهم في السكن الطلابي "رزنيك"، وذلك بقرار من إدارة الجامعة بحجة القيام بأعمال صيانة وتحسينات للمساكن.

وأثارت هذه الخطوة جدلا ورفضا بين أواسط الطلاب العرب في الجامعة العبرية، باعتبار أنها جاءت ضمن سلسلة من التضييقات على الطلاب العرب في الجامعة العبرية، سيما وأن هذه ليست المرة الأولى التي يتم خلالها إجلاء طلاب عرب من مساكنهم وذلك بهدف تخصيصها للجنود الذي يدرسون في الجامعة.

الطالبة ماري عزام

وفي هذا الصدد، قالت طالبة الماجستير في علم الاجتماع والإنسان بالجامعة العبرية، ماري عزام، في حديث لـ"عرب 48"، إن "قضية إخلاء الطلاب العرب بدأت الصيف الماضي حينما جرى إخلاء بنايتي 13 و14 لطلاب الدراسات العليا، وذلك بهدف تخصيصهما لبرنامج "حفتسيلت" المعد للجنود الذين يدرسون في الجامعة".

وأضافت أن "قضية الإخلاء لم تتوقف عند هذا الحد، فقد تفاجأنا خلال السنة الدراسية الحالية بأوامر إخلاء لبنايتي 15 و17، لكن سرعان ما تراجعوا عن البناية رقم 15 وأبقوا على أوامر الإخلاء للبناية رقم 17 التي غالبية قاطنيها من الطلاب العرب بينما الأولى غالبية قاطنيها من الطلاب اليهود".

وأشارت إلى أن "الطلاب استلموا أوامر الإخلاء على أساس قيام الجامعة بأعمال تحسينات وتوفير خدمات أفضل للبناية، لكن سرعان ما تبين بأن هنالك نوايا خفية من وراء ذلك وهي تندرج ضمن سياسة تخصيص هذه المساكن للجنود على حساب الطلاب العرب، ومن هذا المنطلق أخذنا على عاتقنا كحركة طلابية فلسطينية في الجامعة العبرية فضح هذه العقوبات والممارسات بحق الطلاب العرب دون مراعاة لظروفهم سيما وأن هذه الخطوة جاءت في فترة الامتحانات، من خلال إثارة القضية للرأي العام وتوكيل محام لمتابعة القضية".

وأوضحت أنه "في الوقت الذي طالبنا فيه الجامعة بالعدول عن قرارها، وبعد مطالبتنا لأبسط الحقوق فوجئنا بمعاقبتنا من خلال إغلاق الحمامات ليضطر الطلاب على أثر ذلك للمشي بضعة دقائق حتى الوصول لحمامات البناية الأقرب لهم، دون مراعاة واكتراث لمشاعر ونفسيات الطلاب ودون الأخذ بالحسبان التوقيت في الصباح وظروف الطقس في فصل الشتاء، وهذا ما أجبر طالبين على إخلاء سكنهما في فترة الامتحانات بسبب هذا الإجراء العقابي وأبعاده النفسية".

ورأت أن "هذه الخطوة جاءت استكمالا لعسكرة الحيز الطلابي وسلب أبسط حقوق الطلاب، ومثل هذه الإجراءات وفرض العقوبات عليهم هي تعسفية ومن أجلها أن تبعث القلق والشعور بعدم الراحة لدى الطلاب العرب نتيجة التعامل معهم عن غيرهم من الطلاب".

المحامي مهران أمارة

ومن جهته، عقب المحامي مهران أمارة، الذي جرى توكيله لمتابعة القضية، في حديث لـ"عرب 48"، بالقول إنه "بحسب العقد المبرم بين الجامعة والطلاب، فإن الأولى حفظت لنفسها الحق في إخلاء أو تغيير مساكن الطلاب وفق حالتين، أولهما لأعمال صيانة غير مستعجلة وهنا يستوجب على الجامعة إبلاغ الطلاب بوقت مبكر قدر المستطاع، أما الحالة الأخرى فهي لأسباب صيانة مستعجلة من الممكن أن تلحق ضررا بالطلاب وممتلكاتهم، وهنا تكون الجامعة قادرة على إخلاء المساكن بشكل فوري حتى لا تتعرض لدعوات قضائية ضدها".

وتابع أن "الجامعة عمدت على أن يكون الإخلاء سريعا وفوريا رغم أن السبب من وراء ذلك لا يبدو عليه الاستعجال، وبالتالي فإن الجامعة لم تحقق شرط الإخلاء الفوري، ومن ناحيتنا كان لنا توجه بهذا الصدد واعتمدنا ادعاءات الطلاب بأن هناك نوايا خفية من وراء الإخلاء تهدف إلى إسكان الجنود بدلا من الطلاب العرب، الأمر الذي نفته الجامعة".

وختم أمارة بالقول "بعد التداول في القضية من قبلي والمحاميين أحمد نزيه أمارة وإيهاب نوفل، وبعد أن وضعنا في المقام الأول مصلحة الطلاب وفي ظل التوقيت الحرج لهذه القضية جرى التوصل إلى موازنة بحسبها تتعهد الجامعة بتوفير مساكن أفضل للطلاب".

التعليقات