طرق للحفاظ على الصحة النفسية خلال فترة الحجر

وقد تترافق فترات العزل بشعور الأشخاص الذين لا يستطيعون مغادرة منازلهم خلال مرحلة مكافحة انتشار فيروس كورونا المستجد، بالقلق والذعر والعجز، ما يستدعي منهم إضافة لإجراءات الحفاظ على الصحة البدنية، حماية صحتهم النفسية.

طرق للحفاظ على الصحة النفسية خلال فترة الحجر

توضيحية (pixabay)

تتزايد يوميًّا التحذيرات الدولية من تبعات الحجر المنزلي وتأثيراته على الصحة النّفسيّة للمحجورين، فيما يتزايد عدد الخاضعين للحجر الصحي حول العالم بعد تجاوزه ثلاثة مليارات شخص حتّى الآن، في محاولة من السلطات الحدّ من انتشار وباء فيروس كورونا المستجدّ.

وقد تترافق فترات العزل بشعور الأشخاص الذين لا يستطيعون مغادرة منازلهم خلال مرحلة مكافحة انتشار فيروس كورونا المستجد، بالقلق والذعر والعجز، ما يستدعي منهم إضافة لإجراءات الحفاظ على الصحة البدنية، حماية صحتهم النفسية.

ولتحقيق ذلك يوصي الخبراء هؤلاء الأشخاص بالانشغال بمواهبهم وتجنب المشاهدة الدائمة لأخبار الوباء والاطلاع على الأخبار والمعلومات من مصادرها الصحيحة، طوال خلال فترة البقاء في المنزل.

وأكّد مدير برنامج الصحة النفسية بمكتب منظمة الصحة العالمية في تركيا، آقفر قره أوغلان كاهل أوغوللاري، على أهمية حماية الصحة النفسية أثناء مواجهة فيروس كورونا، موضحًا أنّ "الخوف والقلق هي أكثر المشاعر التي تنتشر خلال تلك الفترة، بسبب التحول المفاجئ في الحياة اليومية".

وأضاف أن "الشعور بالخوف والقلق بدرجة معينة رد فعل طبيعي للغاية وله تأثير في الحفاظ على الصحة إلا أن زيادة هذه المشاعر عن الحد المطلوب يجعلها تتسبب في تصرفات غير منطقية"، متابعًا في حديثه لوكالة "الأناضول" أنه "لتجنب حدوث ذلك يجب الحصول على المعلومات من المصادر الموثوقة مثل وزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية".

(pixabay)

وحذر كاهل أوغوللاري، من أن المبالغة في متابعة الأخبار السلبية عن الموضوع بالقنوات الإخبارية ومواقع التواصل الاجتماعي الأمر الذي يمكن أن يؤثر سلبيا على الصحة النفسية للشخص، وأنه يجب التحكم في فترة متابعة هذه الإخبار والاكتفاء بمشاهدتها مرتين فقط في اليوم.

وأوضح أن تقليل المدة المخصصة لمشاهدة مثل هذه الأخبار يمكن أن يساعد في تقليل الشعور بالقلق، مشيرًا إلى أنه يمكن استغلال فترة البقاء بالمنزل في قضائها مع العائلة أو التحدث مع الأصدقاء أو ممارسة الهوايات.

وشدد على أهمية ممارسة الأعمال اليومية المعتادة خلال مدة البقاء في المنزل والاهتمام بالتغذية السليمة والنوم المنتظم والمواظبة على التمارين الرياضية، مشيرًا إلى ضرورة مساعدة الأطفال والمسنين وذوي الاحتياجات الخاصة على اتباع هذه الإرشادات وتذكيرهم بها من وقت لآخر.

وتابع كاهل أوغوللاري أنّ "البقاء في المنزل سبب تغيرات جذرية في الحياة اليومية، ومن الطبيعي أن يشعر الإنسان أنه تحت ضغط، ولكن لو تمكنا من استغلال هذه الفترة لتمضية الوقت مع أنفسنا أو عائلاتنا سنتمكن حينها من تحفيف الآثار النفسية لهذه الفترة".

وفيما يتعلق بالحجر الصحي، قال مدير برنامج الصحة النفسية إن "الأشخاص في الحجر الصحي يمكن أن يشعروا بمشاعر مثل القلق والغضب والشعور بالعجز والإنهاك"، مشيرًا إلى أن "هذه الآثار السلبية يمكن أن تؤثر خلال الأشهر أو السنوات القادمة على الصحة النفسية لهؤلاء الأشخاص، ومن أجل من ذلك يجب إخبارهم بأسباب وضعهم في الحجر وبالمراحل التي سيمرون بها خلال تلك الفترة".

(pixabay)

وأضاف أنه "يجب الإبقاء على فترة الحجر الصحي قصيرة قدر الإمكان وعدم مدها لفترة أطول من المتفق عليه مسبقًا ما لم تقتض الضرورة ذلك"، كما شدد على ضرورة تلبية كافة احتياجات الأشخاص في الحجر الصحي والتأكيد لهم على أنهم يقومون بتضحية من أجل حماية الآخرين.

وأشار كاهل أوغوللاري إلى أن عدم التعامل جيدًا مع مشاعر الخوف والقلق والسيطرة عليهما يمكن أن يتسبب في حالة من الهلع. وأكد أن "قبول المشاعر السلبية أول خطوة في الحد من آثارها السلبية".

التعليقات