كورونا: أطباء العراق منهكون.. بلا رواتب ولا معدات

يواجه الأطباء في العراق تحديات كثيرة في معركة التصدي لوباء كورونا المستجد في بلادهم، ويُعتبر النقص الحاد في الإمدادات الطبية، والتأخر في دفع المستحقات، والتعامل مع عنف أقرباء بعض المرضى أبرز تلك التحديات

كورونا: أطباء العراق منهكون.. بلا رواتب ولا معدات

من إحدى مستشفيات بغداد، العراق (أ ب)

يواجه الأطباء في العراق تحديات كثيرة في معركة التصدي لوباء كورونا المستجد في بلادهم، ويُعتبر النقص الحاد في الإمدادات الطبية، والتأخر في دفع المستحقات، والتعامل مع عنف أقرباء بعض المرضى أبرز تلك التحديات.

وأعلنت نقابة الأطباء العراقيين هذا الأسبوع، إضرابا في محافظة ذي قار الجنوبية، بعد اعتداء أقرباء أحد المرضى على طبيبة، كما أعلن آلاف العاملين في مجال الرعاية الصحية في المستشفيات الحكومية، مطلع الشهر الحالي، أنهم سيتوقفون عن معالجة الحالات غير المصابة بالوباء.

وانتقدت السلطات الصحية في كل أنحاء العراق حالة المستشفيات المتداعية، والنظام الصحي الذي أنهكته سنوات الحرب، ونقص الاستثمار، والفساد الإداري الذي استنزف الأموال المخصصة لتأمين معدات طبية جديدة.

وأكد رئيس الحكومة العراقية، مصطفى الكاظمي، الأسبوع الماضي، أنه "ليس لدينا نظام صحي، نظامنا منهار، وأبسط شروطه غير متوفرة، وذلك لأن من تبوأ المناصب في بعض مؤسسات الدولة غير كفوء، وهذه تراكمات سنوات".

وأشار الطبيب العامل في المستشفى الكندي في شمال العاصمة بغداد، عمار فلاح، إلى أن "الأطباء لم يحصلوا على مكافآت مادية مقابل عملهم لساعات إضافية خلال التظاهرات الشعبية في تشرين الأول/ أكتوبر، ولا حتى خلال الاستنفار في الحرب ضد تنظيم داعش".

وأضاف فلاح أن "المستشفى الكندي التمريضي لا يزود الأطباء سوى بخمس كمامات من نوع ‘أن 95‘ شهريًا، بالرغم من أننا بحاجة إلى تبديل الكمامة بشكل دوري في ظل تفاعلنا عن قرب مع المصابين"، موضحًا أن بدأ في استخدام راتبه الشهري البالغ 750 دولارًا لشراء معدات الوقاية.

وعبّر الطبيب وائل الذي يعمل في أحد مستشفيات بغداد، والذي تحفظ عن ذكر اسمه الكامل ليتحدث بحرية، عن أن حالته الذهنية تتدهور، متطرقًا إلى أنه "كنت أنفّس عن نفسي من ضغط العمل بالخروج ورؤية الأصدقاء والأهل في أيام العطلة، لكنني أرجع الآن من مستشفى الحجر لأحجر نفسي في غرفتي".

وأشار وائل إلى أن أكثر ما يخيفه هو وزملاؤه، هو احتمالية نقلهم للعدوى من مرضاهم إلى عائلاتهم، ومع معدل الإصابة السريع، قد يصبح أسوء كوابيسهم واقعًا، كما تطرق إلى أن "عوارض الإصابة بالوباء ظهرت علي لمدة شهر، ولكن طلب مني الاستمرار في العمل، الإصابة هي مسألة وقت للجميع".

وتجدر الإشارة إلى أن السلطات العراقية سجّلت رسميًا أكثر من 45 ألف إصابة مؤكدة بالوباء، كما بلغت حصيلة الوفيات أكثر من ألفين وفاة من بينهم 200 طبيب وممرض، في ظل تردي ظروف العمل في المستشفيات.

التعليقات