توجه إلى القدس والأقصى مستقلا دراجة هوائية: "ربط بين الهواية والانتماء الوطني"

المسجد الأقصى هو اللبة الأساسية في حمايتنا كشعب هنا، وحمايته واجب ديني ووطني، إذ أنه له مكانة خاصة في قلوبنا وقلوب العرب والمسلمين، لذلك من المهم الربط بين الهواية والرسالة الجمعية للشعب والإنسانية

توجه إلى القدس والأقصى مستقلا دراجة هوائية:

كناعنة في باحات المسجد الأقصى

قصد الناشط الاجتماعي وراكب الدراجة الهوائية، باسم كناعنة (56 عاما)، من بلدة كفر قرع المسجد الأقصى ومدينة القدس على متن دراجته، إذ استغرقت الرحلة قرابة 19 ساعة سفر ذهابا وإيابا.

ويربط كناعنة بين هواية ركوب الدراجة الهوائية والانتماء الوطني والإنساني مع البلاد، وذلك من خلال زيارة البلدات المهجرة في منطقة الروحة قضاء حيفا والقرى والمدن الفلسطينية المختلفة، بالإضافة إلى الكتابة والنشر عنها على مواقع التواصل الاجتماعي.


وقال الناشط الاجتماعي، باسم كناعنة، لـ"عرب 48"، إن "الفكرة تبلورت في مخيلتي منذ العام، وذلك حينما قمت مع مجموعة من الزملاء بزيارة مدينة يافا على الدراجة الهوائية من بلدتي كفر قرع، إذ اجتزنا مسافة تقدر بـ150 كم، وبعد نجاحنا في اجتياز هذه المسافة، رأيت أنه لا مستحيل أمام من لديه إرادة بأن يصل القدس على الدراجة الهوائية، لذلك وضعت الهدف أمامي حتى حققته وقد وصلت المسجد الأقصى المبارك".

وأضاف أن "المدة الزمنية من كفر قرع وحتى المسجد الأقصى تشمل عودتي إلى المنزل، استغرقت 19 ساعة، فيما أنني أقدر أن الركوب على الدراجة وصل إلى 17 ساعة ونصف متواصلة، وأنا أعتبر ذلك إنجازا حقيقيا على المستوى الشخصي".

كناعنة أثناء طريقه إلى القدس والمسجد الأقصى من كفر قرع

وأشار إلى أن "العديد من الصعوبات واجهتني في هذه الرحلة، لكن وأنت تحقق الحلم تكون هذه الصعوبات ملذات في نفس الوقت، إذ أنني حققت حلما وضعته في مخيلتي قبل عام، ومن بين الصعوبات خوضي هذه التجربة لوحدي وهذا بحد ذاته يعتبر أمرا خطيرا، ناهيك عن المسافة الطويلة والتعب والإرهاق وحدوث خلل في الدراجة، حيث كانت العديد من التحديات ولكن في نهاية المطاف وصلت وحققت المنال".

ووصف كناعنة شعوره بالقول "حقيقة لا يوصف، إذ أن للقدس مكانة خاصة في قلبي كونها عاصمة الدولة الفلسطينية، كما أنني درست فيها وهناك المسجد الأقصى الذي يحتل جزءا من قلب كل مسلم وعربي، إذ أنني عندما وصلت بقيت الابتسامة على مخيلتي وحدثت بعض التجار والأهالي هناك عن طريقة وصولي إلى القدس، بالإضافة إلى أنه عندما دخلت المسجد الأقصى كان الشعور لا يوصف، إذ أن الحراس في البداية ظنوا أنني أجنبي ولكن عندما حدثتهم عن التجربة صُدموا".

على مشارف مدينة القدس

وأكد أنه "يجب تكريس كل الوقت للمسجد الأقصى والقدس، لأن البوصلة نحوهما، إذ يعتبر المسجد الأقصى هو الرابط لكل الشعب الفلسطيني، ومن دونه أوضاعنا سيئة جدا أكثر مما نعيشه اليوم".

وشدد كناعنة على أن "المسجد الأقصى هو اللبة الأساسية في حمايتنا كشعب هنا، وحمايته واجب ديني ووطني، إذ أنه له مكانة خاصة في قلوبنا وقلوب العرب والمسلمين، لذلك من المهم الربط بين الهواية والرسالة الجمعية للشعب والإنسانية والربط بين الهواية وأصلنا وأماكننا".

وحول جولاته في منطقة الروحة المهجرة، بيّن أنه "في كل الجولات التي نقوم بها في منطقة الروحة المهجرة قضاء حيفا، إذ تعد من أجمل مناطق فلسطين، من حيث الطبيعة والينابيع والجغرافيا والتضاريس الخلابة".

عند وصوله إلى منطقة باب العامود

وتابع أن "القرى المهجرة في الروحة والتي يصل عددها إلى 32 قرية هُجرت منها 26 قرية، وبقيت ستة قرى، نرتبط بها ارتباطا وطيدا، لذلك نزور هذه المناطق ونكتب عنها أيضا، صحيح أننا نمارس الرياضة ولكن نقوم بواجباتنا الإنسانية والوطنية تجاه قرانا، وتعريف الناس على قضيتنا وقرانا المهجرة من خلال الكتابة عن قرانا عبر مواقع التواصل الاجتماعي وزيارتها، ومن هذا الباب جاء التحدي أيضا لزيارة القدس والأقصى، إذ أنه حصل تكاتفا كبيرا معي في هذه المبادرة".

وختم كناعنة بالقول إنه "خلال تحقيق حلمي الشخصي في الوصول إلى المسجد الأقصى المبارك، حققت حلما له رسالة وطنية وإنسانية بالأساس، لذلك كل من يستطيع القيام بعمل، من المهم أن يمزجه مع الرؤيا الجماعية والإنسانية والوطنية، وهذا يعد أمرا مباركا لأبعد الحدود، كل من منصبه ومكانه".

داخل المصلى في المسجد الأقصى

التعليقات