تدخل وتضييق: إلغاء حفل للطلاب العرب في جامعة بئر السبع

قالت الطالبة الجامعية، هتاف الهزيل، من حراك "المطرح" لـ"عرب 48" إن "الجامعة ارتأت أن يتم تأجيل أو إلغاء الحفل الذي كنا نعتزم القيام به بذريعة أنه يشكل خطرا على سلامة الجمهور".

تدخل وتضييق: إلغاء حفل للطلاب العرب في جامعة بئر السبع

(تصوير حراك مطرح)

ألغي نشاط مجموعة "بلدنا - النقب" بالتعاون مع حراك "المطرح" اليوم، الأربعاء، في جامعة "بن غوريون" بمدينة بئر السبع، على أن يتم في وقت لاحق.

وقامت إدارة الجامعة، على مدار الأيام الثلاثة الأخيرة، بتفعيل ضغط لإلغاء النشاط بعد أن تم استصدار موافقة لتنظيمه بإحدى قاعات الجامعة، بحجة المواقف السياسية للفنان كنعان الغول، وهو ما قام أمن الجامعة بتقصيه بشكل تعسفي معتبرا أن النشاط كما ورد في المراسلات بأنه "تشويش على الأمن العام في الجامعة".

وأكدت جمعية الشباب العرب "بلدنا" أنه بالتعاون مع شركائنا من مجموعة "المطرح" الطلابية، "نحن مصممون على تنظيم النشاط وعدم الرضوخ للتضييق المتصاعد من قبل إدارة الجامعة منذ مظاهرة الأعلام الفلسطينية هناك، وسيتم الإعلان عن موعد النشاط قريبا".

وقالت مصادر طلابية في الجامعة إن "الإدارة طلبت الاطلاع على أسماء الفنانين الذين ستتم دعوتهم للمشاركة في المهرجان، وتدخلت في طبيعة العروض وحتى الملصقات التي تتضمن برنامج المهرجان، كما حظرت إقامة بيت شعر وخيمة ضيافة في المهرجان، ولم تسمح سوى بإقامة حفل داخل قاعة تتسع لـ400 شخص وأكشاك لبيع الطعام والحلويات".

وقالت الطالبة الجامعية، هتاف الهزيل، من حراك "المطرح" لـ"عرب 48" إن "الجامعة ارتأت أن يتم تأجيل أو إلغاء الحفل الذي كنا نعتزم القيام به بذريعة أنه يشكل خطرا على سلامة الجمهور".

وأكدت: "نحن حراك سياسي عادة ما نقوم بتنظيم محاضرات وندوات وجولات لها علاقة بالسياسة، وأردنا هذا العام أن نفتتح السنة الدراسية بفعالية تراثية بطابع فلسطيني لخلق جو جديد. وقد تفاجأنا من تدخل أمن الجامعة بهوية الفنانين والأشخاص الذين نرغب باستضافتهم، وهذا الأمر لم يكن موجودا قبل وقفة إحياء ذكرى النكبة، العام الماضي".

وأضافت الطالبة الهزيل أن "أمن الجامعة أبلغنا بأن دعوة الفنان كنعان الغول هو أمر مرفوض لأنه مؤيد لحملة المقاطعة ضد إسرائيل. في البداية عرضوا علينا أن نؤجل موعد الحفل لأنهم يحتاجون لتعزيز نظام الحراسة، لكن اتضح لنا بعد ذلك أنهم لن يوافقوا على إقامته بسبب خوفهم من رد فعل اليمين المتطرف".

وأشارت إلى أن "الجامعة، ومنذ فعالية النكبة، تحاول إرضاء اليمين على حساب الطلبة الفلسطينيين داخل حرم الجامعة، من خلال إسكاتنا ومحاولة تكميم أفواهنا، وحاولوا تعويضنا بمنحنا قاعة المركز الرياضي الذي يقع خارج جدران الحرم الجامعي، بادعاء تأمين سلامتنا".

وختمت الطالبة الهزيل بالقول إن "الحراك أصدر بيانا عمّمه على الطلاب أوضحت فيه بأن الجامعة تحاول طمس هويتنا الفلسطينية، وتحاول التضييق على الحراك ومنع كل فعالية سياسية وتربوية بادعاء أنهم يخشون رد عناصر اليمين".

وقال أحد الطلاب العرب القائمين على البرنامج لـ"عرب 48" إنه "ألغينا الحفل الذي كان مقررا ضمن أعمال المهرجان الثقافي والتراثي والترفيهي للطلاب العرب في الجامعة الذين يزيد عددهم عن الألفي طالب وطالبة، بخلاف الحفل الراقص الذي ينظمه الطلاب اليهود عادة وتشارك فيه قلّة من الطلاب العرب. أردنا للمهرجان أن يكون ثقافيا ترفيهيا وتربويا يلائم الجميع ويتخلله الدبكة والدحية والخيمة البدوية وأكشاك للأكل الشعبي والحلويات وملصقات من الفنون اليدوية المكتوب عليها باللغة العربية، والتي عادة ما يلصقها الطلاب على حواسيبهم الشخصية، وما إلى ذلك.. هذا كان مقررا في ساعات النهار، أما في نهاية اليوم ومن الساعة السادسة مساء حتى العاشرة ليلا، كان من المقرر أن يقام حفل ختامي يتوّج المهرجان".

وأضاف الطالب الجامعي المطلع على مجريات الأمور أنه "بدأنا نواجه المشاكل منذ اللحظة التي بدأنا فيها التخطيط للمهرجان قبل حوالي شهرين، إذ طلبت منا الجامعة اختيار الفنانين الذين سنقوم بدعوتهم للحفل، وعندها بدأت إدارة الجامعة تتحفظ على أسماء الفنانين وتزعم بأن الفنانين الذين تم اختيارهم من شأنهم أن يعرضوا سلامة الطلاب للخطر! وأنه حظر أمني على الفنانة رلى عازر والفنانة آية خلف لأنهما تدعمان بفنهما القضية الفلسطينية".

ومن جهة أخرى كان حراك "مطرح" الشبابي المستقل، يرغب بدعوة الفنان كنعان الغول، من مدينة القدس، إلا أن الإدارة عارضت بادعاء أنه لا ينسجم توجّه الجامعة، على الرغم من أن حفلا مماثلا بمشاركة الفنان الغول أقيم في جامعة تل أبيب مؤخرا، على الرغم من معارضة اليمين المتطرف الذي تظاهر وحاول منع الحفل، لكن إدارة الجامعة هنا طلبت منا ألّا نقارن بين جامعة تل أبيب وجامعة بن غوريون في بئر السبع بادعاء أن الوضع هنا يختلف، واليمين المتطرف هنا أكثر قوّة ونفوذا".

وأكد الطالب الجامعي أن "هذا التوجه المستهجن من إدارة الجامعة بدأ في أعقاب فعالية إحياء ذكرى النكبة في الجامعة العام الماضي، والمواجهات التي وقعت بسبب رفع العلم الفلسطيني داخل الحرم الجامعي".

وشدد على أن "الأمر المستهجن هو معارضة الجامعة لإقامة حتى الخيمة البدوية (بيت الشعر) التي لا علاقة لها بالسياسة، وسمحوا فقط بأكشاك المأكولات والحلويات.. وكأننا نحن العرب لا نجيد سوى الأكل والشرب".

وتجدر الإشارة إلى أن اجتماعا عُقد، يوم الخميس الماضي، بين القائمين على المهرجان من الطلاب وبعض المحاضرين العرب، بمشاركة رئيس الجامعة دانيال حايموفيتش، وعميدها وعدد من المسؤولين فيها، جرت مناقشة الموضوع إلا أن "الإدارة بقيت على موقفها المتصلب غير المتسم بالمرونة، ضد كل مطالبنا ولم تبد أي ليونة في الموقف، خوفا من أن يتسبب قطعان اليمين المتطرف بمتاعب للجامعة وإدارتها"، حسب الطالب.

وذكر حراك "مطرح" الشبابي أنه "هناك مساع حثيثة وجهود مكثفة من قبل جهات معينة بالجامعة وبدعم وتحريض من أصوات يمينية متطرفة تسعى لإفساد وإلغاء أمسيتنا الفنية التراثية، مع فنان التراث كنعان الغول، بحجة أن حضور الفنان قد يمس بأمن وسلامة الجمهور".

وأضاف: "إننا نرى ما جرى تعديا سافرا وخطيرا جدا وانعكاسا لمدى العنصرية والتآمر تجاه الطلبة العرب وانسياقا واضحا من قبل إدارة الجامعة خلف الأصوات المتطرفة والعنصرية وطمسا لهويتنا وتراثنا العربي الفلسطيني. نحن في حراك المطرح لم ولن نتراخى مع هكذا قرار واعتداء وكردة فعل أولية قمنا بالاعتراض وتقديم الاستئناف أمام إدارة الجامعة المتمثلة برئيسها والاستعانة بأصحاب الشأن من مركزي الطلاب العرب والمحاضرين والحقوقيين للعمل على استرداد الموافقة وإنجاح إحياء الأمسية الفنية التراثية".

وتابع أنه "نعدكم ألا نكون لقمة سائغة بحلق العنصرية والعنجهية تجاه الطلبة العرب الفلسطينيين، والمدافعة عن حقوقنا وعدم التسليم لسياسة الأمر الواقع".

ورد على سؤال "عرب 48" حول ما إذا كانت الفعالية ستقام لو لم تكن عناصر اليمين قوة متنفذة ومسيطرة على الجامعة؟ قالت الطالبة الهزيل إنه "طبعا، البرنامج نفسه أقيم في جامعة تل أبيب، وهناك وافقت الجامعة على إقامة حفل الفنان الغول، لأن اليمين لا يملك النفوذ والقوة كما هنا، وواضح أن خوف إدارة الجامعة من أعضاء اليمين الذين هم من خارج الجامعة وليس من الطلاب اليمينيين، وهي تقصد جماعة بن غفير".

وختمت الهزيل بالقول إن "الطلاب العرب أكدوا بأنهم لن يستسلموا لمحاولات القمع، لا من قبل الجامعة ولا من قبل اليمين المتطرف، ولذلك هم قرروا إلغاء الحفل بالشكل الذي تريده الجامعة، وسيواصلون المطالبة بإقامة الحفل كما ينبغي له أن يكون".

التعليقات