"محكمة الذئاب" فيلم تدور أحداثه في مدينة عكا وتحديدا في البلدة القديمة، يتحدث عن واقع أليم نعيشه يوميا بكل تفاصيله، عن مجتمع فتكت به الأوبئة والخلافات، ويحاول طرح حلول لهذه الآفات.
"عرب 48" التقى بمخرج الفيلم الشاب ميسم كنعان وأجرى معه حوارا مطولا.
من أين جاءت فكرة الفيلم ؟
المنبع الأساسي للفكرة هو الشارع الذي بات حلبة للصراع الجاهلي، فيلم محكمة الذئاب قصة كُتبت من ٤ سنوات تقريبًا وتم تصويرها لفيلم بعنوان "زمن الأموات" للكاتب أحمد سويدان، إلا أن القصة لم يتم تجسيدها بالطريقة المطلوبة وحُذف الكثير من ميزاتها بسبب ضيق الإمكانيات، الأمر الذي أشعل الفكرة من جديد هي ٣ قصص حقيقية حدثت في الآونة الاخيرة تتمحور حول العنف وتجارة الممنوعات، وقام أحمد سويدان بدمجها مع قصته القديمة لتتبلور قصة فيلم "محكمة الذئاب".
ما هي أهداف الفيلم؟
للفيلم هدفان رئيسيلان، الأول هو ما يدور من أحداث بالفيلم يغرس ويرسخ بعقل أي مشاهد نتائج العالم السفلي، وكيف بطون الموت الداخلي أصعب من الخارجي، وإلى أي مدى يمكن للإنسان تجاهل إنسانيته، والعيش خال من الأحاسيس البشرية. فالعالم السفلي بطبيعته يجر الإنسان إلى الأسفل معه، ويقوم ببعض التعديلات التقليدية عليه، وأخذ دور حاذف المشاعر وأي صفة أخرى تعود للبشر. بمعنى آخر هدف الفيلم معالجة سرطان منتشر اليوم، سرطان بعيد عن الكتب الطبيه ومغروس بتفاصيل الحياة اليومية، سرطان العنف. العلاج بطريقة مباشره إيصال الفكرة لأعمق مكان في العقل البشري.
والهدف الثاني إيصال رسالة أساسية ولا تقل أهمية عن ما سبقها، وهي إمكانية المواهب تفجير المدفونة، وأن تصنع دون أي مساعدة. وواجب على كل شخص يملك موهبة أن لا يسلم موهبته للظروف. هذا الفيلم أكبر مثال لهذه الرسالة، ونحن (طاقم الفيلم) نؤمن بمقولة: نحن لا ننتظر الفرص، نحن من نخلق الفرص.
كيف كانت التجربة ؟ هل حصلتم على الدعم والتشجيع و حاضنة ملائمة؟
كان تجربة شيقة ومفيدة بكل معنى الكلمة، زادتنا خبرة وثقة وقوة واستطعنا خلالها صياغة أفكارنا بطرق مختلفة، خلقنا من إمكانياتنا البسيطة طرقًا جديدة ووسائل مختلفة لإتقان التصوير والمؤثرات البصرية.
في الحقيقة الدعم و التشجيع الذي حصلنا عليه هو الدعم الذي كنا ننتظر، احتجنا جمهورًا و ليس شركات ولا مؤسسات ربحية، مع العلم أن هناك بضع مؤسسات تقدمت لنا بهدف المساعدة لكن من البداية بنينا الفيلم على أساس "دون شركة إنتاج".
عمل ضخم كهذا ، كيف تدبرتم تمويله ؟
كانت المسألة معقده في البداية، حيث أن هناك تقنيات لا بد من وجودها لإكمال فيلم مدته تتجاوز الساعه و ٢٠ دقيقة، لا بد من وجود تقنيات لتوصيل الصورة بأفضل طريقة و تعويض النقص لإظهار العمل بجودة احترافية.
مع الإصرار و التفكير و العمل ابتكرنا حلولًا ملائمة لاحتياجتنا، ووفرناها من جيوبنا الخاصة مع المحاولة الدائمة لصنع كل شيء بأقل تكلفة ممكنة.
هل برأيك يمكن للسينما معالجة قضايا مجتمعات و شعوب ؟
بالطبع ، السينما هي مكتبة تحوي كُتبًا مُصورة، و نحن نعي جيدًا أن الشعوب تنهض بالثقافة والتفَكر، وهذا الأمر يأتي من القراءة و الإلمام بجميع المجالات و السينما توفر هذه الإمكانية بطريقة ممتعه للعين و ملائمة لجميع الأجيال، وتنمي بيئة خاصة بها تجمع بين صناع الفن والشارع على اختلاف أعماره وثقافته ومستوياته.
كيف تساهم السينما في بناء ثقافة وحضارة مجتمع ؟
كثيرون منا ينظرون حولهم ليروا أناسًا يحاولون تقليد شخصيات شاهدناهم على التلفاز، خاصة أبطال المسلسلات الكرتونية الرياضيين ومحبي الخير، والبعض يتعلمون يحاولون المشي على خطى أبطال فلسطين في الأفلام الوثائقية والأعمال التلفزيونية. فالسينما هي المعبر لنهضة الأمم. حيث أن الأفلام تترسخ في عقول المشاهدين كأفكار، وأهداف الأفلام و شخصيات الأبطال التي تقارب المثالية تدفع المشاهدين لمحاولة الوصول لهذه الدرجة. وأيضًا تثري الشعوب وتزيدها ثقافة بنقل ثقافة وحضارة شعوب أخرى ليستطعوا الاطلاع عليها والاستفادة من نحاحاتها وإخفاقاتها.
تواريخ العروض وأماكنها؟
العرض التجريبي الأول (عرض النقاد) سيكون بتاريخ ٢٨/٩/٢٠١٤ في مدينة عكا في قاعة "البستان" الساعة السابعة مساءً. والعرض الافتتاحي الخاص بالجماهير سيتم عرضه بتاريخ ٣٠/٨/٢٠١٤ الساعة ٦:٠٠ وآخرالساعة ٨:٠٠ مساء في قاعة الأودوتوريوم في مدينة عكا. وسيتم عرض الفيلم خلال عيد الأضحى في مدينة عكا أيضًا في البستان. والعرض الكبير في تاريخ ١٥/١٠/٢٠١٤ و ١٦/١٠/٢٠١٤ في قرية مجد الكروم الساعة السابعة ٧:٠٠ مساء. أما عن باقي العروض سيتم الإعلان عنها في أوقات لاحقة.
هل لديكم مشاريع قادمة؟
بالتأكيد، فالفريق الآن متعطش للمزيد من الأعمال وقررنا استغلال أرباح الفيلم لبناء فريق أقوى وشراء معدات أفضل لتعويض النقص. ومن الممكن أن تشاهدو إعلان "محكمة الذئاب ٢" في السنوات القريبة، بالإضافة للمزيد من الأعمال القصيرة أيضًا.
التعليقات