22/04/2015 - 20:04

في ذكرى النكبة: الأبناء يواصلون درب الآباء والأجداد

وعلى الرغم من محاولات تهويد المكان، وتشويه الهوية الثقافية العربية التي تسعى السلطة لتمريرها على الفلسطينيين في الداخل، إلّا أن للشباب رأي واضح، وهو أن العودة حتمية، وكما نقل أجدادهم رواية النكبة وحلم العودة إليهم، فإنهم سينقلونها بدورهم إلى أبنائهم

في ذكرى النكبة: الأبناء يواصلون درب الآباء والأجداد

بينما تحتفل دولة الاحتلال باستقلالها، يعيش الفلسطينيون في مثل هذه الأيام مرارة ولوعة النكبة والتهجير والدمار الذي حل بهم وببلادهم، حيث هجّر بعضهم إلى الدول العربية المجاورة، وبعضهم إلى قرى ومدن مجاورة في البلاد.

وعلى الرغم من محاولات تهويد المكان، وتشويه الهوية الثقافية العربية التي تسعى السلطة لتمريرها على الفلسطينيين في الداخل، إلّا أن للشباب رأي واضح، وهو أن العودة حتمية، وكما نقل أجدادهم رواية النكبة وحلم العودة إليهم، فإنهم سينقلونها بدورهم إلى أبنائهم.

التقى “عرب ٤٨” بعض الشباب، ليقولوا كلمتهم في ذكرى نكبتهم وتهجيرهم.

دراوشة يوجّه كلامه إلى مدينة حيفا في ذكرى سقوطها

واختار الناشط السياسي، أحمد دراوشة، أن يوجه كلامه إلى مدينة حيفا في ذكرى نكبتها، إذ يصادف اليوم ذكرى احتلالها على أيدي العصابات الصهيونية. وقال: 'في ذكرى احتلالك، لا عار عليك يا حيفا اذ تُحتلّينَ، فلا عار على المُدُن اذ تُحتَل، إنما العار أن تستسلم. لا عار يا حيفا عليكِ، إذ أنّك لم تعطِ بيديكِ، قاومتِ، رغم الجوع، رغم النقص في السلاح، رغم دناءة العرب، رغم أنهم تركوا ما يربطهم بك، وتخلّوا عنكِ، رغم التفاوت في القدرات العسكريّة”.

وأضاف: “لا عار عليكِ يا حيفا، إنّما العارُ على من ترك مقاوميك دون عدّةٍ وعتاد، لا عارَ عليكِ يا حيفا، فلا حيّ من أحيائك استسلم، إنما قاوم حتّى الرمق الأخير، أو غُدر غدرًا، ويشهد لكِ قصر آل الخوري، الرابض على قلوب الحاقدين والمارقين، إذ أحرقوه بمن فيه، ثم عاثوا به خرابا، وظلّت قلوبهم تحقد عليه إلى أن دمّروه دمارًا كاملًا، وشيدّوا مكانه مبنىً بطرازٍ غريبٍ مستورد، كتاريخهم الغريب المستورَد”.

واختتم حديثه عن عروس البحر، وقال: “سنعود يا حيفا، وسنزرع الأمل في الأزّقة، وسأعمل طبيبًا في مشفى الأمين، الذي دمّرته أيدي الحقد والضلال”.

طه: كانت تسمى فلسطين .. صارت تسمى فلسطين 

أمّا الناشطة حنان طه، فقالت في ذكرى النكبة إن “نكبة الشعب الفلسطيني، بوصلة القضايا. ٦٧ عاما على انتهاكات وصرخات لأجيال شاهدة على لامنطقيّة الأمس وهمجيّة اليوم وخوف الغد. تهجير، تنكيل واغتصاب للحق قبل الأرض”.

وأضافت أن “٦٧ عاما تلاشت فيها الجغرافيا لتُرسَم حدودا أخرى، حدود تخترق القلوب والعقول، حدود ترفض الانصهار فتتشبّث بالتاريخ وبالمستقبل فتصنع حاضرًا مقاومًا بشعبٍ من إرادة لوطن موجود وحي وباق”.

وتؤكد طه أن “لا عودة عن حق العودة، حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة الى ديارهم وأملاكهم التي شرّدوا عنها واقتلعوا منها هو حق مقدس يرتبط بحقّهم في الهوية التي فقدوها وانتمائهم للوطن الذي حرموا منه'.

واختتمت حديثها وقالت إن “دافيد بن غوريون قال عن ذاكرتنا الجماعيّة إن ’الكبار يموتون والصغار ينسون’ لكنه أخطأ، إذ أن الحقيقة التي يستحيل إنكارها هي أن ’الكبار يموتون والصغار يرِثون عشق الوطن’. كانت تسمى فلسطين .. صارت تسمى فلسطين ..”.

خوري: النكبة مستمرة

أمّا الناشط السياسي والرسّام، هاني خوري، فتسائل عن أي نكبة نتحدث ؟ تلك التي حصلت في العام ١٩٤٨ أم النكبة التي نعيشها اليوم ؟

وقال خوري: “نحن نعتقد أن النكبة ذكرى نحييها سنوياً، ولا ندرك كجيل ثالث ما بعد النكبة، أن نكبتنا مستمره وبعنف”.

وأضاف أن 'المحاولات المستمرة بشكل يومي لسلخنا عن هويتنا وإنتمائنا هي نكبة. محاولاتهم اليوميه للتضييق على شبابنا في التعليم نكبة، وفي الثقافه والفن نكبة. هدم المنازل والتشريد، نكبة'.

واختتم خوري حديثه وقال إنه “رائع أن نحيي ذكرى نكبة العام ١٩٤٨، والأجمل أن نكون واعين لنكبتنا”.

شهاب: إن مات الأجداد والآباء فالأطفال أحياء لا ينسون

وتطرّقت الناشطة غيداء شهاب لمسيرة العودة، وقالت إن “ما يميّز طقوس إحياء ذكرى النكبة منذ العام ١٩٤٨، هو مسيرة العودة، والتذكير بالقرى والمدن المهجّرة وبشهدائنا وقصص أهلنا ونكبتنا”.

وأضافت أن “محاولات كافة مؤسسات الاحتلال طمس تاريخنا النضالي والمقاوم وتجميل وشرعنة تاريخهم الاستعماري تتبدّد أمام منظر الأطفال والأجيال الجديدة التي تحمل مفاتيح عودتها وأعلام فلسطين مؤكدين على حقهم في العودة إلى ديارهم”. وتابعت أن “رؤية هذه الأجيال تسرد قصص النكبة ما هي إلّا دليل وتأكيد على أنهم يقولون إنه وإن مات الأجداد والآباء فالأطفال أحياء لا ينسون”.

واختتمت حديثها بالقول إن “إحياء ذكرى النكبة عليه ألّا يقتصر على المسيرة المعتادة في كل عام فقط على الرغم من إيماني بأهميتها، بل علينا أن نعمل أيضاً خلال بقية السنة على تطبيق حق شعبنا بالعودة إلى وطنه وإن فقدنا أملنا بالقرارات الدولية، فأضعف الإيمان هو الحفاظ على التواصل بين الفلسطينيين في كل مكان في العام، وبحث السبل لتنفيذ حقنا على أرض الواقع”.

التعليقات