20/04/2016 - 22:41

رسالة شاعر: تسلحوا بالكلمة ضد الإرهاب

وبذات النبرة الواثقة والمتحمّسة في آن، تابع يقول أنّ مكافحة الإرهاب ينبغي أن تكون معركة الجميع، وهذا يمرّ وجوبا عبر الشباب الإفريقي اليوم، ومن هذا المنطلق، أدعو إلى ضرورة الوعي بمخاطر التطرّف والإرهاب، وهذا الموضوع شكّل محور نحو 40 من ق

رسالة شاعر: تسلحوا بالكلمة ضد الإرهاب

(أ.ف.ب)

"لم يعد بوسعنا أن نشكّ في أنّ للشيطان وجه.. فلقد سقط قناعه على شاطئ (غراند) بسام.. لتتجرّع الفنادق الثكلى مرارة مذبحته، وترسم الدماء لوحات على الجدران، شاهدة على مروره من هنا".

"علينا التخلّص من الخوف والحلم بالوحدة، وسدّ فجوات الكراهية المدمّرة.. الأمل يتفجّر لمطاردة ومعاقبة هذه الغيلان الوحشية التي تطارد المستقبل".

أبيات شعرية بالفرنسية مقتطفة من قصيدة "غراند بسام"، دوّنتها ريشة الشاعر التوغولي جوزيف كوكو كوفيغوه، في 13 من آذار/مارس الماضي، بعد ساعات قليلة من الهجوم الإرهابي الذي استهدف المدينة الإيفوارية التي تحمل الاسم نفسه، وخلف 19 قتيلا.

كلمات.. قال الشاعر الذي يعتبر مرجعية أدبية في بلاده، إنها تشكّل سهاما يحارب بها الإرهاب من خلال "كتاباته المتواضعة" على حدّ تعبيره.. فعقب هذا الهجوم، يضيف، "كتبت العديد من القصائد، كما لم أغفل الهجمات التي تشنّها جماعة بوكو حرام، أو تلك التي تضرب مالي، أو حتى ما وراء القارة الإفريقية.. في الشرق الأوسط مع داعش".

وبذات النبرة الواثقة والمتحمّسة في آن، تابع يقول أنّ "مكافحة الإرهاب ينبغي أن تكون معركة الجميع، وهذا يمرّ وجوبا عبر الشباب الإفريقي اليوم، ومن هذا المنطلق، أدعو إلى ضرورة الوعي بمخاطر التطرّف والإرهاب"، وهذا الموضوع شكّل محور نحو 40 من قصائدي، "ما يمكنه أن يشكّل مجموعة لديواني الشعري المستقبلي".

"إنهم الشباب من ينبغي توعيته"، يتابع الشاعر، "لأنه في حال تأمّلنا في الظاهرة سواء في إفريقيا أو خارجها، فسنخلص إلى أنّهم هم من يقع استقطابهم وتجنيدهم من أجل القتل، من أجل التدمير، مع أنّ المستقبل ينتمي لهؤلاء الشباب".  

وبالنسبة لكوفيغوه، فإنّ الإرهاب يجد جذوره في العديد من العوامل التي ينبغي القضاء عليها، أبرزها "الفقر وانعدام الأمن، واللذان يتفاقمان في ظلّ غياب التعليم المدرسي"، ولذلك "افتحوا المدارس وستتمكّنون من ردع الجهل".

أما العامل الثاني، فيشمل "الفساد والجشع"، على حدّ قول الشاعر، "وهذا يهمّ البالغين الناشطين في مختلف أنواع الإتّجار غير المشروع (المخدرات والنفط وتبييض الأموال وشبكات المافيا)، ممن يموّلون الإرهاب".

"ثمّ هناك عامل ثالث"، يضيف الشاعر التوغولي، وهو التلقين الديني، فالدين مهما كان يجعل المرء أفضل مما هو عليه، لكن عندما يستخدم لإثارة الكراهية، فإنه يتحوّل إلى خطر عام"، ولهذا السبب، ينبغي علينا اليوم، إبعاد الخوف والحلم بتحقيق الوحدة".

"وفي مواجهة هذا التهديد الخطير والمدمّر بقدر التهديد الإرهابي الذي يخيّم بثقله على العديد من البلدان، علينا تجاوز الانقسامات السياسية والدينية، والأحقاد وليدة الصراعات السياسية، بهدف التوحّد ضدّ هذه الآفة، وهذا هو الشرط الوحيد الذي من شأنه أن يخلق نوعا من اليسر في التعامل والتعاون بين السكان، وأكثر الطرق البديهية لمساعدة قوات الأمن للكشف على القتلة".

كلمات لا تنضب ورسائل لا تنتهي، يكتبها الشاعر التوغولي وينشرها على مواقع التواصل الاجتماعي بشكل خاص، هناك حيث يمكن لأكبر عدد من المبحرين على شبكة الأنترنيت من قراءتها والاستفادة من مضمونها ومعانيها.

ففي هذا المجال الافتراضي كما في الواقعي، "أنتهز جملة الأحداث التي تهز العالم"، يقول كوفيغوه، مثل الهجمات وغيرها، للتوجّه إلى الشباب، وأستخدم جميع الوسائل المتاحة لي لملاقاتهم، سواء كان ذلك لقراءة الشعر، أو التحدّث والنقاش في المناسبات الأدبية.. يسرّني أن تجد قصائدي كل هذا الإقبال، وذلك القدر من التعاليق في توغو، ولكن أيضا عبر العالم من خلال الآلاف من الأشخاص ممن يقرؤون لي".

إقبال عقّب عليه الشاعر، وهو رئيس وزراء سابق في بلاده، بالقول إنه "غالبا ما يقال إنّ الشباب الإفريقي لا يقرأ، غير أن الواقع أثبت العكس، والدليل هو أنّ الشباب يقرؤون قصائدي عبر مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، غير أنّ ذلك لا ينبغي أن يحجب حقيقة أنهم يقبلون بشكل أقل من السابق على ذلك، وهذا يعدّ تحدّيا ومعركة أخرى علينا خوضها، لأن ما نكتبه اليوم لشبابنا سيكون سلاحهم في الغد حين يصبحون بالغين".

وإضافة إلى نشر قصائده الشعرية عبر الإنترنت، يعتزم الشاعر التوغولي صاحب دواوين شعرية بعنوان "ملحمة الفيلة" و"شوق الصقور"، وغيرها، نشر تسجيلات صوتية أيضا، انطلاقا من إيمانه بأنه "ينبغي التوجّه إلى جميع الحواس، فالبصر للقراءة والأذن للسمع، وبفضل المقاطع الصوتية، والتي تشكّل مشروعي الذي سيرى النور قريبا، ستكون قصائدي متاحة في نسخة ورقية وإلكترونية وسمعية، وربما أيضا، ولم لا، على طريقة الفيديو كليب، في حال توفرت الإمكانات اللازمة، لتجسيد بعض القصائد".

التعليقات