لقاء شارون-عباس: "خيبة أمل متوقعة"

-

لقاء شارون-عباس:
اعتبر المراسل السياسي لصحيفة هآرتس ألوف بن أن أحداً من المشاركين في اللقاء بين رئيس الوزراء الإسرائيلي، أرئيل شارون، ورئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، لم يفاجأ مما قيل في اللقاء الذي عقد يوم أمس في القدس. وكتب بن ان احدا لم يفاجأ "من الجدل حول الإرهاب، ولا من التفاهمات حول تنسيق فك الارتباط ولا من الطلبات الفلسطينية التي جوبهت بالرفض الإسرائيلي. فجميع التفاصيل تم الإتفاق عليها في محادثات تمهيدية أجراها المحامي دوف فايغلاس والوزير صائب عريقات، وحتى خيبة الأمل العلنية التي بدت على الفلسطينيين كانت متوقعة".

ونقل بن عن مصادر اسرائيلية قولها بعد اللقاء أن "أن أهميته "تقترب من الصفر"! فقد تم الإتفاق منذ البداية أن يعقد اللقاء وهذا ما حصل. الدفع بالعملية السياسية هذا أمر حسن، وهذا جزء منه، ولكن ليس أكثر من ذلك. لم يكن هناك نتائج ولا تسهيلات علنية، وتم إبعاد وسائل الإعلام عن اللقاء، ولم تصدر تصريحات مشتركة ولم يعقد مؤتمر صحفي. لم يطلب من عباس أن يتم إلتقاط صور له أمام الأعلام والرموز الإسرائيلية التي أحرج بسببها في لقائه مع شارون قبل سنتين. في هذه المرة طلب منه أن يجلس مع طاقم مساعديه حول طاولة الطعام في منزل شارون".

وبحسب بن ، فإنه "بالرغم من عبارات الإستخفاف وخيبة الأمل من الجانبين، يبدو أن اللقاء قد أوضح بدقة وضع العلاقات الحالي بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية. وعلق الطرفان في قصة "البيضة والدجاجة"، من كان أولا، الحرب الفلسطينية على الإرهاب أو تقوية سلطة عباس بالتسهيلات الإسرائيلية؟"

وكتب أن رئيس السلطة قال لشارون:" أنت لا تقدم لي شيئاً لأنه يوجد إرهاب، وأنا لا أستطيع العمل ضد الإرهاب لأنك لا تقدم لي شيئاً". ورفض رئيس الحكومة أدعاءات ضيفه، واتهمه متباكياً:" أنتم أقوى مما تعرضون".

واضاف"أبدى شارون جاهزية لتقديم تسهيلات لا تسيء إلى الأمن، مثل إطلاق سراح عدد قليل من الأسرى القدامى وتطوير عمل المعابر، والموافقة على العمل في بناء ميناء غزة الذي سيستمر لسنوات، ولكنه يؤجل إعادة بناء المطار الفلسطيني الذي يحتاج لأشهر معدودة. في حين يطلب الفلسطينيون بمساندة البنك الدولي إلغاء طريقة نقل البضائع الحالية من غزة إلى ميناء أشدود، لا توافق إسرائيل على ذلك. بلا شك أن النقل المباشر سيقوي الإقتصاد المهدم في القطاع، ولكن لا يوجد أي إسرائيلي على إستعداد للسفر خلف شاحنة من غزة لم يقم بفحصها أمنياً سوى الفلسطينيين".

وفي إشارة واضحة إلى التعنت الإسرائيلي ورفض الإستجابة إلى المطالب الفلسطينية، قال أحد المسؤولين الاسرائيليين أن كل ما طلبه عباس ولا يتعلق بالأمن تمت الموافقة عليه، ولكن المشكلة أن غالبية مطالب عباس تتصل بالأمن!

وزعم بن أن ضعف عباس يقلق الإدارة الأمريكية كثيراً. وأن وزيرة الخارجية الأمريكية، كونداليزا رايس، التي زارت رام الله بداية الأسبوع، قد تلقت من المنسق الأمني، الجنرال وورد، تقريراً يصف فيه التفكك والصراع على السلطة والخلافات في قيادة فتح. وقد توجهت رايس إلى الإسرائيليين في أعقاب التقرير وطلبت منهم مساعدة عباس.

وأضاف "رغم أن واشنطن تدرك أن سقوط عباس يعني فشل سياسة الدمقرطة الخاصة بجورج بوش. إلا أن الأمريكيين مترددون في الإستمرار بتقديم المساعدة".

التعليقات