اطباء اسرائيليون يؤكدون: عرفات مات مسموما بمادة خطيرة او نتيجة تلويث دمه

خبير طبي اسرائيلي يؤكد ان المادة التي استعملت لقتل عرفات كانت اخطر مما يمكن اكتشافها ومعالجتها بالادوية المضادة..

اطباء اسرائيليون يؤكدون: عرفات مات مسموما بمادة خطيرة او نتيجة تلويث دمه
قال صحيفة "هآرتس" الاسرائيلية، صباح اليوم الخميس، ان تفاصيل جديدة حول اسباب وفاة الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات تنشر لأول مرة في النسخة المنقحة من كتاب اسرائيلي، يحمل عنوان "الحرب السابعة"، الذي يتناول الحرب الاسرائيلية الفلسطينية. وحسب الصحيفة يشير الكتاب الى ان مجموعة من الأطباء الاسرائيليين والأجانب الذين اطلعوا على التقرير الطبي للرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، استنتجوا انه توفي نتيجة تسمم او اصابة بمرض الايدز نتيجة تسريب الجرثومة الى دمه، كما لا يستبعد الاطباء ان تكون وفاة عرفات قد نجمت عن تلوث في الدم. وحسب رأيهم فانه يصعب تحديد السبب الرئيسي للوفاة اعتمادا على المعطيات الواردة في التقرير الطبي الفرنسي.

وكان الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات قد توفي في الحادي عشر من نوفمبر 2004 في مستشفى "بيرسي" في العاصمة الفرنسية باريس. واحتفظت باريس بسرية التقرير الطبي، ولم تسمح الا بتسليم عدة نسخ منه لارملة الرئيس عرفات ولمسؤولين كبار في السلطة الفلسطينية.

وتنشر صحيفة "هآرتس" اليوم، فصلا من هذا الكتاب الذي سيصدر بنسخة جديدة، الاسبوع المقبل، عن دار النشر التابعة لصحيفة "يديعوت احرونوت". والكتاب من تأليف الصحفيان عاموس هرئيل وأفي يسسخاروف.

وحسب الصحيفة، جاء في التقرير الطبي ان السبب الفوري لوفاة عرفات نجم عن نزيف في الدماغ ادى الى شلل دماغي، الا انه يستدل من "مداولات جرت بين مجموعة كبيرة من الخبراء في مختلف المجالات الطبية، ومن التحليلات التي اجروها انه لا يمكن تفسير اجتماع عدة عوارض ادت الى وفاة عرفات".

واضافت "هآرتس" ان تقرير الدكتور اشرف الكردي، الطبيب الخاص للرئيس الراحل، يقول ان الاطباء في باريس عثروا على عوارض مرض الايدز في دم عرفات. ويرفض الكردي كشف المصدر الذي استقى منه هذه المعلومات. ويقول انه تم تسريب جرثومة الايدز الى دم عرفات لتمويه عوارض التسمم التي تسببت بوفاته.

الا ان مسؤولين كبار في السلطة الفلسطينية، بينهم وزير الخارجية ناصر القدوة ومستشار الرئيس لشؤون الأمن القومي، جبريل الرجوب، والوزير محمد دحلان، ابلغوا مؤلفي الكتاب ان عرفات مات مسموما بايدي اسرائيل.

ويذكر الفلسطينيون بمحاولة اسرائيل في عام 1997 تسميم خالد مشعل، احد قادة حماس، في عمان. وقالوا ان الرئيس عرفات لم يحافظ على ابسط شروط الحذر وكان يمكن تسميمه بسهولة لأنه تناول حلويات كان يتلقاها من زواره دون اي فحص طبي.

ونفى ديوان رئيس الوزراء الاسرائيلي، اريئيل شارون ما يرد في كتاب "الحرب السابعة"، ويدعي ان اتهامات الفلسطينيين "هي هراء وان الأمور تم فحصها في السابق وثبت عدم صحتها".

ويقول البروفيسور الاسرائيلي غيل لوغاسي، الخبير في علوم المركبات الدموية انه يستنتج من التقرير الطبي لعرفات، ان العوارض التي يشير اليها التقرير يمكنها ان تشير الى اصابته بالايدز.

واضاف ان "التلوث الذي يبدأ في الجهاز الهضمي ويتدهور بسرعة الى حد انهيار جهاز التخثر الدموي يعتبر من عوارض الايدز". وحسب رأيه فان التقرير يتجاهل تماما احتمال اصابة عرفات بالايدز، مضيفا ان "التقرير يشير الى اجراء فحوصات لعشرات الامراض والجراثيم الا انه لا يشير الى اجراء فحص HIV او الى اي مداولات جرت لفحص هذا الأمر. في تقديري انه لو تم اجراء فحص لتبيان ما اذا اصيب بالايدز وكانت النتائج سالبة لما كانت هناك اي مشكلة تمنع نشر النتيجة".

كما يطرح خبير اسرائيلي هذه الامكانية يسبب عدم اشارة التقرير الى نتائج فحوصات تتعلق بهذا المرض القاتل. الا ان هذا الخبير يشكك باحتمال اصابة عرفات بالايدز. ويضيف بعد فحص التقرير الطبي انه ليس من المعقول ان يكون المرض الذي تواصل لمدة اسبوعين، حتى نقل الرئيس الى باريس، والذي رافقته حالات اسهال شديد وتقيؤ وانهيار الجهاز الهضمي الذي ادى الى تخثر خطير، هو مرض الايدز.

وقال طبيب اسرائيلي رفيع آخر اطلع على التقرير الفرنسي ان العوارض التي يشير اليها فحص طبي اجري لعرفات بعد اربع ساعات من تناوله لوجبة عشاء في الثاني عشر من اكتوبر 2004، قبل شهر من وفاته، تثير الاشتباه بأن عرفات مات نتيجة تسممه من تلك الوجبة.

وحسب ما يقوله فان العوارض التي تم وصفها في التقرير الطبي لعرفات تقلص من امكانية تسميمه بمواد عادية كان يمكن اكتشافها من خلال الفحوصات الطبية التي اجريت له اثناء تواجده في المقاطعة ومنع انتشارها بواسطة الادوية المضادة.
ويعتقد هذا الخبير ان عرفات توفي نتيجة مادة سامة تم اضافتها الى طعامه وادت الى تفشي المرض غير المعروف.

التعليقات