"آلاف الصواريخ منذ اليوم الأول للحرب"..

-

كتب عاموس هرئيل في صحيفة "هآرتس" مشيرا إلى التعاون العملاني بين سورية وحزب الله، والذي لم يسبق له مثيل، وإلى احتمال تعرض الجبهة الداخلية، منذ اليوم الأول للحرب في حال اندلاعها، إلى آلاف الصواريخ. كما يشير إلى أن حزب الله قد ضاعف من قوته الصاروخية بثلاثة أضعاف عما كانت عليه في صيف العام 2006، وأنه قام بنشر بعض هذه الصواريخ جنوب نهر الليطاني.

ومن اللافت أيضا إشارته إلى تقديرات عدد من الوزراء ممن كان لهم في المناورات الأخيرة بشأن مدى خطورة الهجمات الصاروخية على الجبهة الداخلية، الأمر الذي يدفع الجيش إلى استخدام كافة الوسائل من أجل حسم المعركة بأقصى سرعة ممكنة.

وكتب أن عملية "ناحال عوز" وقعت بينما كان رئيس هيئة أركان الجيش، غابي أشكنازي، في جولة في خليج حيفا، يراقب المناورة التي يفترض أن يسقط فيها صواريخ على منطقة يخزن فيها مواد خطيرة بكميات كثيفة.

وعملت قوات الأمن لمدة أسبوع كامل، إلى جانب المكاتب الحكومية والسلطات المحلية في مناورة الدفاع المدني (الجبهة الداخلية)، تتضمن حربا تقليدية على عدة جبهات يتم إطلاق الصواريخ فيها. وفي لحظة واحدة تبين مدى تعقيد هذا التحدي. فقد انتهى العصر الذي كانت تتم فيه مواجهة كل تهديد على حدة. ففي الحرب القادمة، في حال اندلاعها، سيحدث كل شيء بالتوازي.

وكانت الحاجة إلى إجراء مثل هذه المناورات قد جاءت في أعقاب القصور الكبير الذي حصل خلال الحرب الثانية على لبنان في معالجة قضايا الجبهة الداخلية.

ويشير إلى أن دروس الحرب، خاصة بالنسبة للجبهة الداخلية، قد تمت دراستها جيدا في الطرف الثاني. كما أن حزب الله الذي واصل قصف مناطق الشمال بالصواريخ لمدة 33 يوما بدون أن يتمكن الجيش الإسرائيلي من وقفه، أصبح نموذجا للتقليد بدءا من طهران، مرورا بدمشق، وحتى قطاع غزة. وإسرائيل قلقة جدا من التعاون العملاني العميق، الذي لم يسبق له مثيل، بين سورية وحزب الله، ومن حقيقة أن سورية تقوم بتسليم شركائها في لبنان صواريخ ذات مدى أبعد، علاوة على صورايخ متطورة مضادة للدبابات.

وإذا كان أحد أهداف الحرب المعلنة على لبنان إضعاف قوة حزب الله، على الأقل بكل ما يتصل بالصواريخ، فإن النتيجة هي الفشل. فعدد الصواريخ الموجودة لدى حزب الله قد تضاعف 3 مرات بالمقارنة مع صيف العام 2006. وبعض هذه الصواريخ تم نشرها جنوب نهر الليطاني. وسوية فإن سورية وحزب الله بإمكانهما تغطية غالبية مساحة البلاد، حتى مركز البلاد (غوش دان) وجنوبه، بالصواريخ بشكل ناجع.

ويتابع أن الوزير بنيامين بن إليعيزر، والذي يطلع على بعض التقارير الاستخبارية ذات الصلة، بحكم كونه عضوا في المجلس الوزاري المصغر، قلق جدا. فهو يعتقد أن الجمهور لم يبدأ، على الأقل، بفهم ماذا ينتظره خلال الضربة الأولى من الحرب القادمة: صليات منسقة من الصواريخ تعد بالآلاف في اليوم الأول من الحرب.. الجبهة الداخلية تصبح جبهة قتالية.

وكان وزير الأمن، إيهود باراك، قد وجه تحذيرا إلى سورية وحزب الله خلال زيارته إلى الحدود الشمالية. وقال إن إسرائيل هي الدولة الأقوى في المنطقة، وأنها تعرف كيف ترد على أي هجوم عليها. وبحسب هرئيل فإن رسالة باراك، خلافا لتصريحات باقي الوزراء في الحكومة، لم تكن بالصدفة، فقد تمت صياغتها بشكل متشدد مع أجهزة الاستخبارات، في محاولة لإيجاد توازن بين التهدئة والردع. وذلك على خلفية أن حزب الله ينوي الرد على اغتيال القيادي عماد مغنية، إلى جانب حالة تأهب في الجيش السوري.

وتابع أنه غداة زيارة باراك إلى الحدود الشمالية، نشرت صحيفة "القدس العربي" أن سورية نشرت 3 فرق عسكرية من أجل صد أي هجوم إسرائيلي. ورغم أن هذه التفاصيل خاطئة، إلا أن إسرائيل تعتقد أن دمشق متخوفة من احتمال شن هجوم. خاصة وأن التوتر بسبب قضية مغنية وقضية قصف سلاح الجو لدير الزور في أيلول/سبتمبر الماضي، لا يزال ملموسا.

وكانت الإدارة الأمريكية قد أبلغت إسرائيل هذا الأسبوع بتأجيل المباحثات في لجنة الاستخبارات بشأن التاون النووي بين سورية وكورية الشمالية. وبدلا من السابع عشر من نيسان/ ابريل، ستتم في نهاية الشهر الجاري. وكانت الأجهزة الأمنية الإسرائيلية قد أبلغت الولايات المتحدة بتحفظاتها من النشر عن تفاصيل الهجوم. وكان باراك يعتقد أنه بالإمكان تنفيذ واجب تقديم تقرير للكونغرس، وفي الوقت نفسه الحفاظ على العملية سرا، واختصاره إلى حد تقديم تفاصيل رسمية إلى وسائل الإعلام.

ومن جهتها فإن الاستخبارات الإسرائيلية تخشى من أن التصريح علنا عن الهجوم، في بداية صيف متوتر، من الممكن أن يفسر على أنه مس بسورية، ويؤدي إلى انتهاء ضبط النفس السوري. وبالرغم من التنسيق الوطيد في محور بيروت دمشق، إلا أن إسرائيل تميز بين أطراف الحلف. إلا أنه في كل الحالات، قامت إسرائيل بنقل رسائل تهدئة أخرى دمشق، عن طريق قوة المراقبة الدولية في هضبة الجولان السوري، وأيضا عن طريق تركيا.

إلى ذلك، أشار إلى أن وزارة الأمن ترددت، الأسبوع الماضي، في إجراء المناورة القطرية كالمعتاد، وذلك بالرغم من تصاعد التوتر مع سورية.

وأشار عدد من الوزراء الذين شاركوا في المناورة إلى أنها تركت لديهم انطباعا بأن مختلف الأجهزة تقوم بدورها بشكل معقول. إلا أنه كان لديهم نتيجة أخرى وهي أن الضرر الذي قد يقع للجبهة الداخلية سيكون أخطر، بحيث يتوجب على الجيش أن يستخدم كافة الوسائل المطلوبة من أجل حسم المعركة بأقصى سرعة ممكنة.

التعليقات