"الخيارات أمام ليفني"..

-

كتب آري شافيط في صحيفة "هآرتس" حول تخبط وزيرة الخارجية تسيبي ليفني في محاولاتها تشكيل حكومة في الوقت المتبقي الذي لا يتجاوز عشرة أيام. ويتحدث شافيط عن إمكانيتين أمام ليفني، بدون "شاس"، لتشيكل حكومة، الأولى تشكيل حكومة طوارئ اقتصادية تضم أكبر الأحزاب الصهيونية، والثانية تشكيل ما أسماه "حكومة سلام مع سورية" تضم "العمل" و"ميرتس".

وأشار إلى أن عرض ليفني على "شاس" مبلغا يصل إلى أكثر من نصف مليارد شيكل قد أشار إلى السياسة الأخرى التي تتحدث عنها من وصفها بـ"السيدة نظافة"، حيث تكشف دفعة واحدة كيف يتم تشيكل حكومة. وفي الوقت الذي تثور فيه عاصفة اقتصادية في الخارج، فإن رئيسة الحكومة القادمة لم تفعل ولم تصرح بأي شيء، وإنما كل ما فعلته هو الاتجار الائتلافي الرخيص، وكتب أنه "بدلا من أن تكون النرجس الذي يرتفع فوق مياه المستنقع فقد اختارت الغوص في مياهه، وتبين أن هناك ضفادع تسبح أفضل منها".

ويضيف أن النتيجة معروفة سلفا. حيث أنه بالمنظار الإسرائيلي، إذا حاولت ليفني تشكيل حكومة مصغرة فسوف ينظر إليه الجمهور الإسرائيلي كحكومة يسار، فتخسر المركز وتشق حزب "كاديما". وفي حال رضخت لمطالب "شاس" فسوف تبدو كانتهازية وتظل خاضغة لمواقف عوفاديا يوسيف. وإذا تمكنت من تشكيل حكومة فسوف تكون حكومة هزيلة ومهتزة، وإذا فشلت في تشكيل الحكومة فسوف تصل إلى الانتخابات في حالة يرثى لها. وفي كل الحالات فإن الرابح هو بنيامين نتانياهو.

ويضيف أن الجمهور سوف يتوصل إلى نتيجة أن لا حاجة لليفني إذا كان كل ما تستطيع ليفني أن تفعله هو تشكيل حكومة أولمرت بدون أولمرت. وأن الجمهور سيقول إنه إذا كان المركز واليسار لا يستطيعان وضع بديل معقول للفساد في "كاديما"، فقد حان الوقت لمنح اليمين فرصة.

ويضيف أن الأيام العشرة المتبقية أمام ليفني هي المقررة. فإذا واصلت التخبط في الأوحال فسوف تغرق فيها. وبحسب الكاتب يوجد أمامها إمكانيتان يمكن أن تنقذاها في اللحظة الأخيرة.

الإمكانية الأولى هي تشكيل حكومة طوارئ اقتصادية، حيث أن "ابتزازات شاس" بالذات هي التي تفرض ضرورة تشكيل حكومة غير متعلقة بـ "شاس". ويضيف أن مطلب التعاون بين الأحزاب الصهيونية الكبيرة مطلوب أكثر من ذي قبل، وذلك لتشكيل "حواجز تحمي شواطئ البلاد من أمواج الركود العالمي".

أما الإمكانية الثانية فهي تشكيل حكومة سلام مع سورية. ويتابع أن حكومة "كاديما – ميرتس - العمل" ليست قادرة على تحقيق إنجازات سريعة. وفي المقابل فإن الإنجاز السريع هو في الجبهة السورية. وفي هذا السياق يشير إلى أنه من المتوقع أن تحصل أمور سيئة كثيرة في الشرق الأوسط في السنوات القادمة، وأن الأمر الوحيد الذي يمكن أن يحقق التوازن هو حصول تغير استراتيجي في دمشق، ويتوجب على ليفني وباراك أن يستغلا هذه الفرصة، فالسلام مع سورية في هذه الحالة هو الذي يمنح حكومة ليفني باراك فرصة البقاء.

التعليقات