عنصرية الآن/يوأف شطيرن

-

 عنصرية الآن/يوأف شطيرن
في يوم الأربعاء الفائت، عندما كانت الولايات المتحدة الأمريكية منشغلة في تصحيح الغبن العنصري الذي صبغها في الماضي، سجّلت في الكنيست الإسرائيلي خدعة سياسية بشعة ضد المواطنين العرب. فقد استطاع حزب "كاديما"، بمساعدة الأحزاب اليمينية، أن يقود الكنيست إلى سن قانون لفك الدمج في مدينة الكرمل إلى جزءيها، دالية الكرمل وعسفيا، لكنه (حزب كاديما) أفشل فك دمج مدينتين عربيتين أخريين – الشاغور ( دير الأسد، ألبعنة ومجد الكروم) وباقة الغربية – جت. حيث لا يوجد (في هاتين المدينتين) دروز. أما العرب المسلمون فهم خارج اللعبة (آوت).

هنالك الكثيرون من مؤيدي دمج السلطات. فالدمج يوفر وينجّع ويحسن في معظم الحالات حياة المواطنين، لكن، وكما وصف الأمر أحد المواطنين في دالية الكرمل، أنه على رغم أن البلدتين متجاورتان، وعلى رغم علاقات القربى في كثير من الأحيان، فإن الدمج يشبه محاولة خلط الزيت مع الماء.

لقد تفجر في المدن المذكورة منذ الدمج نضال شعبي مثير ضد الدمج. القوانين لفك الدمج في المدن الثلاث حصلت على تأييد سياسي من جميع الجهات. كنتيجة للوضع السياسي، والرغبة لاجتذاب أصوات المواطنين في هذه المدن، فقد اتفقوا من الإئتلاف والمعارضة على تأييد فك الدمج.

ولكن عندما جيء بالقوانين إلى القراءتين الثانية والثالثة، تغيّب أعضاء كنيست من "كاديما" وذلك بسبب صفقة سياسية لم تعرف تفاصيلها بعد. لكن يبدو أن ذلك جاء للحفاظ على بعض المصالح في هذه المدن التي يعارض أصحابها فك الدمج.

القوانين كانت بحاجة إلى تأييد اليمين. لم تكن مشكلة في قانون فك الدمج لمدينة الكرمل، فقد أيده 66 عضوا. ففي كل الأحوال هنالك معاهدة دم مع الدروز، وشراكة حقيقية، كما قال عضو الكنيست أوري أريئيل(مفدال) ، لكن كل هذا غير قائم مع العرب.. (ألسياسة الإسرائيلية المعروفة، فرق تسد، لتفكيك الأقلية العربية إلى طوائف).

فعلى رغم أن اقتراح القوانين واحد بالنسبة للمدن الثلاث، فقد حصلت مدينة باقة – جت ومدينة الشاغور على تأييد 49 عضو كنيست فقط، أي صوت واحد أقل من المطلوب.



بتصرف عن "هآرتس"

التعليقات