"لن تتمكنوا من تحطيم التجمع"

-

التخبط كان صعباً. هل عليّ أن أبدأ المقال كليشها، وفي النهاية قررت أنّه لا يوجد مناص، عليّ أن أقول ذلك مرّة أخرى: المتهم هو بريء حتى يثبت أمراً ثانياً. لأنّ راوي فؤاد سلطاني من مدينة الطيرة في المثلث، المتهم بالتخابر مع حزب الله، وهو بالمناسبة عضو في التجمع الوطني الديمقراطي، تعرض لمحاكمة من قبل الإعلام الإسرائيلي باللغة العبرية، الذي حكم عليه، أدانه وقام بإعدامه في الساحة العامة.

القضية التي نحن بصددها تلزمنا بأن نضع الأمور في نصابها الصحيح:
أولاً: التجمع الوطني الدييمقراطي أكد في الماضي، وأعتقد أنّه يؤكد ذلك الآن مرّة أخرى، بأنّه وبسبب خصوصيتنا، نحن أبناء الأقلية القومية الفلسطينية، الذين نعيش هنا، لا كعابري سبيل وليس ضيوفاً في موطننا، علينا أن نناضل فقط ضمن ما تبقى من الديمقراطية الإسرائيلية، هذا على الرغم من أننّا جزء لا يتجزأ من الشعب العربي الفلسطيني، وعلى الرغم من انتمائنا العضوي الكامل والشامل للأمّة العربية.

ثانياً: الرسالة التي أراد الإعلام العبرية أن يوجهها من قضية الربط بين عزمي بشارة، الذي تتهمه إسرائيل بالتخابر مع حزب الله، كانت شفافة وواضحة وجليّة بشكل مخزٍ: إذا كان مؤسس التجمع الوطني الديمقراطي قد "تخابر" مع حزب الله، كما يزعم جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) ونحن لا نصدقه، فإنّه من الطبيعي أن يقوم شباب التجمع بتبني "نموذج بشارة". وبالمناسبة، بشارة لم يحاكم وما زال يتمتع بمبدأ البراءة. علاوة على ذلك، فإنّ قيام الإعلام العبرية بالتجسس على (الفيس بوك) التابع لسلطاني، بهدف إظهار صورة عزمي بشارة المعجب به، كان هدفه تلطيخ التجمع، وإكمال الصورة، ضمن عملية غسيل الدماغ التي يقوم بها الإعلام العبري بدعمٍ وبتشجيعٍ من قبل الشاباك الإسرائيلي.

ثالثاً: وسائل الإعلام العبرية تقوم بتحويل التجمع الوطني الديمقراطي إلى خبر رئيسي فقط عندما يُتهم أحد الأعضاء بالتخابر مع حزب الله، بمعنى أنّ الإعلام العبري يقوم بإبراز الأمور السلبية. ولكن في الفترة الأخيرة قام الشاباك الإسرائيلي بالتحقيق مع العشرات من نشطاء التجمع، وتحديداً من شبيبة الحزب، الذين تمّ إطلاق سراحهم بدون تقديم لوائح اتهام ضدّهم، ولكنّ أحداً لم يهتم بالنشر عنهم.

رابعاً: الهجوم على التجمع الوطني الديمقراطي من قبل المؤسسة الإسرائيلية الحاكمة هدفه تحضير التربة الخصبة للاقتراح، الذي باعتقادنا سيُقدم من قبل نواب في الكنيست الإسرائيلي للإعلان عن التجمع حركة خارجة عن القانون، الأمر الذي سيُعمق الشرخ بين "مواطني إسرائيل الفلسطينيين وبين الدولة,
خامساً: في المخيمات التي يقوم بتنظيمها التجمع الوطني الديمقراطي في البلاد وخارج البلاد يقومون بتعليم الشباب الرواية الفلسطينية: يدرسونهم عن النكبة، التي يحاول وزير المعارف الإسرائيلي أن يمنعنا من أن نُدرسها، يحدثونهم عن القرى التي دُمرت في العام 1948 وعن اللاجئين الذين تمّ طردهم في نفس العام. هذه الأمور التي ذكرناها، هي بالنسبة لنا حقائق وبديهيات دامغة، ولن يتمكن هذا الوزير أو تلك المؤسسة من إعادة كتابة التاريخ، والتجمع الوطني الديمقراطي لا يعمل على الانفصال عن إسرائيل، إنّه يعمل بكل ما أوتي من قوة ضد ظاهرة الأسرلة، ويعارض بصدقٍ وبحقٍ الخدمة المدنية أو الخدمة الوطنية، وكم بالحري الخدمة العسكرية.

الخاتمة: لقد أن الأوان لأن يقوم أقطاب هذه الدولة بتذويت الحقيقة بأنّ التجمع الوطني الديمقراطي تحول إلى حركة شعبية، وأنّ حملة التحريض الأرعن ضد هذا الحزب مصيره الفشل الذريع. أنّ التجمع قوي جداً في أوساط الفلسطينيين في إسرائيل، وإذا لا سمح الله، قامت المؤسسة بالإعلان عنه حركة خارجة عن القانون فإنّه سيستمر بالعمل، لأننّا نحن بحاجة إلى هذا الحزب. وبأعمالها الأخيرة في قضية التجمع أثبت إسرائيل للمرة الألف أو أكثر على أنّها شاباك يملك دولة، وليس دولة تملك شاباك.




التعليقات