كشف الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، رمضان شلح، لـ الوطن السعودية أن هناك مساعي سعودية وقطرية تبذل في سبيل إحداث مصالحة بين حركتي فتح وحماس، معتبرا أن السعودية بإمكانها لعب دور أساسي في موضوعي القدس والمصالحة الفلسطينية -الفلسطينية.
و في ضوء الخطط الاستيطانية الصهيونية المستمرة، والواقع الفلسطيني الداخلي المنقسم، والتهديدات بين فينة وأخرى بحرب اسرائيلية قادمة على قطاع غزة، تحدث الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي، الدكتور رمضان عبد الله شلح، لـ"الوطن" من مقر إقامته في العاصمة السورية دمشق أعرب فيه عن رؤيته لقضية "القدس"، والدور الذي من الممكن أن تلعبه الدول الإسلامية، والمملكة العربية السعودية خاصة، في كبح خطط "تهويد" المدينة المقدسة، كما شرح آخر تطورات جهود المصالحة بين فتح وحماس، وموقف حركته من الورقة الفلسطينية.
وعن رؤيته لما يجري في القدس من تهويد للمدينة المقدسة، ومن استهداف بهدم الحجر وترحيل البشر قال الدكتور شلح هو بكل معنى الكلمة تطهير عرقي، لكن الأهم من التوصيف هو مغزى ما يجري في القدس. أنا أعتقد أن ما تتعرض له القدس من حمى استيطان وتهويد الآن، يعكس موقف نتنياهو من عملية التسوية وصيغة حل الدولتين. نتنياهو يريد أن يغلق ملف القدس، ويريد أن يضيف شرطاً جديداً إضافة إلى شروطه المعهودة، وعلى رأسها يهودية الدولة، أنه لا تنازل إسرائيلي عن القدس في أية تسوية، بما في ذلك المسجد الأقصى، لأنه في عقيدتهم يسمى جبل الهيكل، ويعتقدون أنه لابد أن يأتي الوقت الذي يهدم فيه المسجد الأقصى، ويبنى الهيكل.
واضاف الدكتور شلح بقوله حتى هذه اللحظة يصعب التنبؤ أي مسار يمكن أن يختار نتنياهو أو يختار أوباما. فإذا اختار نتنياهو التصعيد فسيكون لذلك ضرر على وضع إسرائيل أولاً، وعلى الرأي العام الأمريكي والغربي ثانياً، كما سيتضرر موقف اللوبي الصهيوني بالولايات المتحدة الأمريكية. وإذا كان نتنياهو مدركاً لهذه الأمور واختار التصعيد، فمعنى هذا أننا قد نتوقع مفاجآت كبيرة وخطيرة في هذه العلاقة.
وهنا قد يكون من المهم أن نستذكر ملف العلاقة بين الطرفين تاريخياً. هل نحن أمام تكرار سيناريو كيندي بن غوريون بين نتنياهو وأوباما؟ عندما حدثت الأزمة حول مفاعل "ديمونا" بين كيندي وبن غوريون. المؤرخون والوثائق قالوا لنا بأن بن غوريون خرج من اللقاء وقال "يبدو أن وجود رئيس كاثوليكي في البيت الأبيض مضر بمصلحة إسرائيل"، وبعد فترة يبدو أن الموساد تكفل مع الاستخبارات الأمريكية بإغلاق ملف كيندي، ليأتي جونسون من بعده وهذه قضية قيل فيها الكثير. ما لفت انتباهنا أنه عقب انتهاء لقاء نتنياهو أوباما، نتنياهو خرج بدون اتفاق، وأوباما كان مصراً على موقفه. ذهب نتنياهو إلى السفارة الإسرائيلية في واشنطن، ورشح أن أحد مساعدي ومرافقي نتنياهو، عندما سمع ما سرده نتنياهو، قال "يبدو أن أوباما هو أكبر كارثة على الدولة العبرية". هل نحن بانتظار -إذا اختار نتنياهو التصعيد- أن تغلق إسرائيل ملف أوباما على طريقة كيندي؟ أم إن الإدارة الأمريكية كما عودتنا تاريخياً هي التي ستتراجع وتتكيف مع متطلبات حكومة نتنياهو! حتى الآن يصعب الجزم أي الاتجاهات التي ستختار هذه الأطراف، وكلاهما حتى الآن حريص على التهدئة وعدم التصعيد.
اما بالنسبة للموقف العربي فقد قال شلح هو الحلقة الأضعف في كل هذه المسألة، ونتائج القمة بالنسبة لنا كانت مخيبة للآمال، وليست على مستوى ما يحدث في القدس، وما تتعرض له الأرض والشعب والمقدسات من حملة تهويد وعدوان. نحن نعتقد أن إنقاذ القدس في هذه المرحلة يتطلب أكثر من بضع أو حفنة مئات من الدولارات، وهي أصلاً لن يسمح بإدخالها إلا بإذن من إسرائيل. لذلك، المعركة الحاصلة على القدس هي بنظرنا معركة كسر عظم في هذه المرحلة، وإن لم يتغير الموقف العربي ويأخذ انعطافة جديدة، أقلها كما قلنا عشية القمة سحب مبادرة السلام العربية، فإن القدس في خطر.
وعن جهود المصالحة ذكر رمضان عبد الله شلح بأن السعودية بذلت جهودا للمصالحة الفلسطينية في مكة المكرمة، ومصر كذلك في اتفاق القاهرة، إلا أن الفلسطينيين هم من لم يتفقوا. أما واقع الانقسام الحالي فهو بالتأكيد لا يسر أحدا، والجهود التي بذلت من أجل المصالحة وتبذل حتى الآن، نحن نؤيدها ونباركها. ولكن على أي أساس نحن مع المصالحة نحن مع المصالحة على قاعدة المقاومة والحفاظ على الثوابت الوطنية الفلسطينية. لكن، عندما نرى أن المصالحة تريد أن تسحب الوضع الفلسطيني كله باتجاه رؤية وبرنامج محدد ينسف هذه الثوابت، عندها لا نعتقد أن المصالحة يمكن أن تكون هي الحل أو العنوان الذي نستعيد من خلاله الأرض والحقوق.
08/04/2010 - 14:30
شلح: مساع سعودية وقطرية للمصالحة الفلسطينية...
كشف الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، رمضان شلح، لـ الوطن السعودية أن هناك مساعي سعودية وقطرية تبذل في سبيل إحداث مصالحة بين حركتي فتح وحماس

التعليقات