أردنية تأمل ان تصبح أول عربية في بطولات كمال الأجسام الدولية

-

أردنية تأمل ان تصبح أول عربية في بطولات كمال الأجسام الدولية
تسعى الأردنية فرح ملحس لتحقيق حلم ربما يكون غير مقبول في العالم العربي. تصمم هذه الفتاة البالغة من العمر 26 عاما على أن تصبح أول عربية تشارك في مسابقة دولية لكمال الأجسام.

وبدأت فرح تمارس رياضة رفع الأثقال قبل نحو ستة أعوام وتقول انها مُستعدة الآن للاشتراك في بطولة دولية لكمال الأجسام ستقام في كندا في وقت لاحق هذا العام.

وتتدرب فرح ملحس التي تغطي جسدها بعدة أوشام مع رياضيين رجال في قاعة للالعاب الرياضية بمنطقة غرب عمان الراقية.

لكن هذا الحلم سيكون له ثمن فالكثير من الناس حولها يعتقدون ان ما تفعله ليس أمرا طبيعيا لامرأة.

وقالت فرح ملحس خلال أحد تدريباتها "الصراحة الناس اللي (الذين) حولي كانوا مساندين. لكن منذ أن انتشرت القصة وجدت ان الكثير من العرب ضد هذه الفكرة."

"ربما لان هذا الشيء جديد بالنسبة لهم وبالنسبة للتاتوز (الوشم). أنا آخذ الكلام السلبي واستعملها في الجيم (قاعة التدريبات الرياضية) لأبذل جهد أكثر وأصل لأهدافي."

وتؤكد فرح ان الأمر لا يتعلق بالعالم العربي المحافظ الذي يتمسك بمفاهيم خاطئة عن المرأة فحسب.

وقالت "فيه ناس بالغرب عندهم فكرة غلط عن بنات العرب. يعني انا متشوقة للذهاب الى هذه البطولة وأريد أن أري العالم ان السيدات العربية ممكن ان يخترقوا الحدود ويحققوا أحلامهم."

وتضطر فرح ملحس أحيانا للتدريب في بيئة غير مواتية. ويرى أحد الرجال الذين يتدربون في قاعة الألعاب الرياضية مع فرح انه يرفض فكرة ممارسة النساء لرياضة كمال الأجسام.

وقال الطالب الجامعي حمودة حمودة: "كمجتمع شرقي وأردني لا أدعم هذه الظاهرة خصوصا ان تلعب البنات حديد مثل الشباب. أنوثة البنت لا تسمح لها ان تبني جسم مثل الشاب."

ولكن كلما زادت المعارضة التي تواجهها فرح ملحس كلما زاد تصميمها فيما يبدو على تحقيق حلمها. وتأمل فرح الظهور بمستوى جيد في بطولة العالم القادمة في سبتمبر (ايلول).

ووشمت فرح جسدها وعضلاتها في أماكن مختلفة برسومات إحداها على ردفيها بشكل رجل بصدر عار وأخرى بشكل جناحين يمتدان على ظهرها إلى يديها، حيث كتبت جُملا من بينها «تكوّن شخصية عندما تكف عن كونك نكرة»، و«وحدها جروحك تخفف من ألمك».

وتقول فرح، التي تزور بيروت بين فترة وأخرى لإضافة وشم جديد، إن «الوشم هو شريان الحياة بالنسبة إلي، يعكس هويتي والطريق التي أريد أن أسلكه».

وتضيف هذه «الثائرة» التي حصلت على أول وشم لها عندما كان عمرها 17 عاماً، «نعم إنه يؤلم، لكنه أيضاً علاجي للتغلب على الحزن في أعماقي».

وكان جد فرح قائدا في سلاح الجو الأردني في السبعينيات، هو من ربّاها وشقيقتها في ظل غياب والدهما، الذي طلّق والدتهما في طفولتهما، ووالدتهما التي غالباً ما تكون بعيدة عنهما.

وتقول فرح «جدي هو من تولى رعايتنا، وقد دللني على مدى 20 عاماً، لكنني أردت أن أستقل بحياتي وأحقق حلمي».

وحلمها الذي راودها منذ كان عمرها 14 عاماً هو أن تصبح لاعبة كمال أجسام، فبعد رؤيتها صورة معلّقة على الجدران للاعبة كمال أجسام، قالت فرح في نفسها إن صورها ستعلو جدران صالات الرياضة في يوم من الأيام.

وبدأت في سن العشرين التدريب، لكنها ما لبثت أن واجهت رفض عائلتها «تشويه جسدها»، فاضطرت إلى الانصياع إلى ما هو مقبول بالنسبة إلى العائلة والمجتمع، وانضمت لجامعة لندن لدراسة الفنون الجميلة التي سرعان ما هجرتها.

وفي العام 2007، انضمت فرح إلى المنظمة الدولية للهجرة لتعمل مع اللاجئين العراقيين في الأردن، وقالت «إنها تجربة أفزعتني من هول قصص التعذيب والاستغلال».

وتركت المنظمة العام 2009 لتكرس نفسها تماماً للنادي وطموحها بأن تكون أول امرأة عربية تنافس في مسابقة دولية لكمال الأجسام.

وتقول فرح متنهدة «الجميع ضدي، لا أحد يفهم أنني أريد أن أصبح نجمة دولية في كمال الأجسام». ومن الصعب أن يوافق «الاتحاد الأردني لكمال الأجسام» على مشاركة امرأة في مثل هذه المسابقات. وتقول فرح إن البعض يعلّق قائلا «ألا تشعرين بالخجل من الظهور بالبكيني أمام الجميع؟» ولا يتفهّم فرح أحد سوى الرياضي الأردني زيد الفار الذي سيسافر كذلك إلى كندا، وقد أصبحا صديقين يتقاسمان كُلفة التدريب.

والبحث عن طرف راع لم يجد صدى في عمان، إلا من قبل زيد جمعة مدير إذاعة «إنيرجي إف إم»، وسينثيا مهند (صاحبة ناد ليلي في بيروت).

وتقول فرح «إن الاستعداد للمنافسة مكلف، فهناك الفيتامينات والمكملات الغذائية الأخرى، إضافة إلى قيمة الاشتراكات في صالات التدريب والطعام (...)، لقد بعت سيارتي لأحاول تغطية النفقات».

ألا تستطيع عائلة فرح مساعدتها؟، تجيب فرح «أريد الاعتماد على نفسي، ومن ناحية أخرى جدي مريض، وإن علم بأي شكل بأنني سأشارك في مسابقة من هذا القبيل، فمن المؤكد أنه لن يُشفى أبدا».

التعليقات