"لجنة تحقيق رسمية لتقليص الأضرار"

-

في أعقاب مجزرة أسطول الحرية التي ارتكبتها قوات الاحتلال فجر اليوم الإثنين، كتب ألوف بن في صحيفة "هآرتس" أنه يجب على رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتانياهو، قطع زيارته، وعقد جلسة للحكومة لاتخاذ قرار بتشكيل لجنة تحقيق رسمية لفحص قضية أسطول الحرية، ومناقشة القرارات التي اتخذتها الجهات الإسرائيلية المسؤولة.

وحسبما يتضح من المقالة فإن الهدف منها هو تقليص الأضرار الناجمة عن الهجوم الوحشي على المشاركين في أسطول الحرية. ويولي أهمية خاصة لإمكانية إنهيار العلاقات مع تركيا، البلد التي يصفها بـ"الجارة ذات الأهمية الاستراتيجية الخاصة".

كما يناقش في مقالته قضية حصار قطاع غزة والفائدة التي تجنيها إسرائيل من ذلك، إضافة إلى العلاقات مع المواطنين العرب في الداخل.

وبحسبه فإنه لا يوجد طريقة مناسبة وجديرة أكثر من أجل توضيح الظروف التي أدت فيها أعمال احتجاج إلى سقوط قتلى وأزمة سياسية خطيرة.

وأضاف أنه بالنظر إلى النتائج فإن الحكومة الإسرائيلية قد فشلت، وأنه لا يكفي توجيه التهم لمنظمي حملة أسطول الحرية بأنهم لم يستجيبوا للتحذيرات المسبقة بأن إسرائيل لن تسمح لهم بدخول غزة.

وكتب أيضا أن لا يمكن تبرير سفك الدماء لدى السيطرة على سفن الأسطول بادعاء أن المشاركين كانوا مسلحين، وأنهم أطلقوا النار على الجنود وقاموا بضربهم بالهراوات، وذلك من جهة أن مثل هذه الادعاءات تنقل المسؤولية من القيادات السياسية والعسكرية إلى الجنود أنفسهم، خاصة وأنه من الواضح أنه بالنسبة لنتانياهو وشركائه في القيادة فمن المريح لهم عرض المسألة على أنها حادث موضعي تطور إلى تصعيد.

ويشير ألوف بن إلى أنه هذه المرة ليس الحديث عن إيهود أولمرت وعمير بيرتس اللذين تنقصهما الخبرة العسكرية وتورطا في الحرب العدوانية الأخيرة على لبنان، وإنما عن وزير الأمن إيهود باراك، وعن رئيس الحكومة المناوب ورئيس هيئة أركان الجيش موشي يعالون، ولديهما تجربة عسكرية كبيرة جدا، خاصة في مثل هذه العمليات الخاصة.

ويقترح بن عددا من القضايا التي يتوجب على لجنة التحقيق أن تقوم بالتحقيق فيها:

• السؤال التكتيكي: لماذا تقرر وقف أسطول الحرية بالقوة، وماذا كانت خطط العمل التي عرضت على المستوى السياسي للمصادقة عليها، وهل كانت هناك تقديرات بشأن استخدام السلاح الحي، وما هي أبعاد المواجهات العنيفة على متن سفن الأسطول، وهل كانت هناك آراء مخالفة تشير إلى الأضرار التي يمكن أن تقع لإسرائيل نتيجة لخلل عملاني، وهل اتخذت خطوات لمنع وقوع تصعيد عنيف؟

• البدائل: هل بذلت جهود دبلوماسية لوقف الأسطول أو للاتفاق مع منظميه بشأن تنظيم عملية احتجاج مراقبة، أم أن الحكومة سعت إلى المواجهة ولم تقم بدراسة خيارات أخرى، وهل كان هناك من يقترح السماح بدخول الأسطول إلى غزة بدلا أن يتحول إلى عملية استعراض للقوة والسيادة من قبل إسرائيل؟

• العلاقات مع تركيا: ماذا فعلت الحكومة في السنة الأخيرة من أجل تحسين العلاقات مع دولة جارة ذات أهمية استراتيجية خاصة، وكيف عمل رئيس الحكومة على إصلاح الأضرار التي تسبب بها وزير الخارجية، أفيغدور ليبرمان، ونائبه داني أيالون، في تصعيد المواجهات السياسية مع أنقرة، وهل طلب نتانياهو مساعدة دول صديقة من أجل منع انهيار العلاقات مع تركيا؟

• حصار قطاع غزة: ما الهدف من الحصار، وهل هو استمرار مباشر لسياسة الحكومة السابقة، وهل يوجد لذلك هدف عملي، وكم مرة أجريت مناقشات في السنة الأخيرة، على المستوى السياسية، بشأن مدى فائدة الحصار لإسرائيل وإمكانية أن يكون قد استنفذ الهدف منه، ورغم أنه من الواضح أنه بين الجمهور هناك من يؤيد استمرار الحصار ومعاقبة غزة وسكانها بسبب إطلاق الصواريخ واستمرار أسر غلعاد شاليط، ولكن على القيادة أن تدرس فائدة ذلك من جهة المصالح القومية، وليس فقط مدى شعبية ذلك بناء على استطلاعات نهاية الأسبوع، وهل قامت الحكومة بذلك فعلا؟

• العلاقة مع المواطنين العرب: ماذا كان تأثير حملة "الولاء" التي قام بها حزب "يسرائيل بيتينو" والمحاولات لتمرير قوانين ضد الخطاب الوطني للعرب، واعتقال ناشطي الجمهور بشبهة التجسس ومساعدة العدو وتصاعد عمليات الاحتجاج في المقابل، وهل قامت الحكومة بإجراء دراسة معمقة لعلاقتها مع المواطنين العرب، وهل ستقوم بذلك في أعقاب مشاركة شخصيات عربية بارزة في أسطول الحرية والمس برئيس الحركة الإسلامية الشيخ رائد صلاح، وهل بذلت جهود من أجل الحوار مع القيادة العربية لمنع اندلاع مواجهات داخلية في أعقاب الحملة.

وخلص بن إلى أن هذه المسائل تتطلب فحصا معمقا من قبل هئية مستقلة، لتقوم بعرض نتائجها على الجمهور والمجتمع الدولي، وفقط لجنة تحقيق رسمية يمكن أن تضمن حصول ذلك، وتليين الانتقادات الحادة التي توجه لإسرائيل كنيتجة لقتل المتظاهرين في الأسطول.


التعليقات