إغلاق البسطة

يوسي فارتر صحيفة هآرتس ترجمة عرب48

 إغلاق البسطة
هذا هو وجه الحكومة الحقيقي؛ وزير الأمن يتهم رئيس الوزراء بحسابات سياسية في موضوع التهدئة في قطاع غزة. رئيس الوزراء يقول إنه يجب أن ينظر إلى عوراته قبل أن ينتقد الآخرين. وزيرة الخارجية – تصمت- لأنها فوق ذلك المستوى- ولكن في جلسات مغلقة ينقل عنها قولها إن الحكومة تفتقر إلى التفويض الأخلاقي. نائب رئيس الحكومة يصف التهدئة التي أقرها المجلس الوزاري المصغر بأنها "انتصار للمحور الإيراني"؛ ووزير البنى التحتية يجزم بأن الحكومة قاصرة. كل ذلك قيل وكتب في الساعات الـ48 الأخيرة فقط، بين صباح الجمعة والأحد صباحا.

يسمون هذه الظاهرة في الجيش أجواء نهاية دورة. فحينما يتسابق كبار الوزراء، من منهم ، يرثي، يقذف ويشهر، ويتهجم أكثر- كل واحد على زميله، وكلهم سوية على الحكومة- يبدو أن الوقت قد حان لإغلاق البسطة. هكذا تبدو الحكومة ، للأسف الشديد: تماما مثل بسطة. وبدل الانشغال بجدية في القضايا الوطنية الهامة المطروحة على الطاولة- سوريا ، حماس، الجنود المختطفين، إيران- يبدو أن الوزراء منغمسون بالسياسة.

دخل إيهود أولمرت يوم أمس إلى قاعة جلسة الحكومة، مندفعا، كالفيل الهندي الهارب من حديقة الحيوانات. ضرب بمطرقته بغضب على اللوحة الخشبية، وحسب شاهد عيان، لم يكن بعيدا كثيرا عن إلقائها على الشخص الذي يجلس مقابله، إيهود باراك. أولمرت هو سياسي متزن وهادئ. وما كان يجب أن يتهجم على باراك أمام الكاميرات بعد أن كان حاييم رامون قد قام بالمهمة يوما قبل ذلك بالإتقان والحماس الذي يميزه. فمصلحة رئيس الوزراء حاليا هي ترطيب الأجواء مع حزب العمل، ومحاولة التهدئة والمصالحة لأن الحزب يمسك بالخشبة التي يقف عليها وحبل المشنقة حول عنقه.

إذا اختار أولمرت تهييج النيران بدل خفض علو لهبها، فقد قام بذلك لاعتبارات سياسية محضة. وإذا ما فرض عليه الدخول في عراك مع باراك فإنه يفضل أن يكون السبب حول "شأن وطني" كمصير التهدئة في غزة، وليس قضية فساد. ولدى أولمرت سبب آخر للتصعيد: مريح له أن يكون الشجار مع باراك ساحة تصعيد بين حزب العمل وكاديما. وبذلك يحشد خلفه أعضاء كتلته، إذ كيف سيواجهون ناخبيهم إذا وقفوا إلى جانب باراك.

حاليا ذلك ينجح معه. ويقول أعضاء كنيست من كاديما عن باراك ما لم يقله زملاؤهم في الليكود. شاي حرميش مثلا. قال قبل عدة أيام إن باراك بحاجة ماسة إلى تزويده بأقراص فياغرا. لأنه يعاني من عدم انتصاب وطني. سبع سنوات مع صواريخ القسام على مستوطنات محيط غزة، وحرميش من سكانها، واكتشف، فقط في الأسابيع الأخيرة، بعد تالانسكي، مشاكل القذف لدى باراك.

مسؤول رفيع في الليكود، رجل لديه إلمام تاريخي، يراقب منذ مدة باستمتاع اللهب الذي يستشري بين كاديما والعمل، بين باراك وأولمرت، وليس فقط لدى أولمرت. وكان باراك قد قال يوم الجمعة لسكرتيري الفروع إنه " لن يخرج أي شيء من قرار 1701 سوى 42 ألف صاروخ يمكنها أن تصل يروحام وديمونا". وبذلك وجه سهامه لليفني التي تفاخر بمساهمتها لتبني القرار في نهاية حرب لبنان الثانية. ويقول المسؤول في حزب الليكود: "يمكنني أن أقول عنهم ما قاله القائد مناحيم بيغين عن الحرب الإيرانية العراقية عام 1981: "آمل النجاح للطرفين".


التعليقات