يديعوت أحرونوت ومعاريف تخصصان غالبية الصفحات لجرائم عدوان فرحان

الكاتب أنطوان شلحت: حكومة نتانياهو مصممة على "دولة أكثر يهودية وأقل ديمقراطية" * نتانياهو يلغي بشكل مفاجئ زيارته المقررة لفرنسا وإيطاليا * أشكنازي يؤكد على استعداد الجيش لكافة الخيارات حيال البرنامج النووي الإيراني

 يديعوت أحرونوت ومعاريف  تخصصان غالبية الصفحات لجرائم عدوان فرحان
خصصت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الصفحات العشر الأولى من عددها الصادر صباح اليوم، الأربعاء، لعدوان يحيى فرحان (33 عاما)، من وادي الحمام الواقعة على الشاطئ الغربي من بحيرة طبرية، الذي وصفته بـ"القاتل السفاح"، حيث يشتبه بأنه أقدم على ارتكاب 4 جرائم قتل وجريمتي اغتصاب.

وبينما تجاهلت الصحيفة الحقيقة التي أوردتها صحيفة "هآرتس" بشأن كون عدوان فرحان متعاونا مع الشرطة، فقد أفردت صفحاتها لتتحدث بإسهاب عن سلسلة من الجرائم التي ارتكبها. وبين هذه الجرائم قتل مجهول في العام 1994، واغتصاب سائحة نمساوية في العام 1996، وقتل سائحة تشيكية في العام 2003، وقتل إسرائيلية في العام 2003، وقتل إسرائيلي في السجن عام 2004، واغتصاب إسرائيلية في العام 2005.

وفي سياق عرضها للجرائم لفتت الصحيفة إلى أن فرحان الذي كان يعمل على انتزاع اعترافات من السجناء في السجن بالتعاون مع الشرطة، بحسب هآرتس، إلى أنه اعترف خلال التحقيق معه بإقدامه على ضرب معتقل يدعى أهارون سيمحون، والذي عثر عليه مشنوقا في الزنزانة ذاتها. ونقلت عن ضابط شرطة قوله إن الشرطة عملت إغلاق الملف.

كما تناولت الصحيفة التجربة الصاورخية لكورية الشمالية، يوم أمس، وذلك بعد يوم واحد من تجربة التفجير النووي الذي أجرته يوم أمس الأول تحت الأرض. وتناولت الصحيفة هذا الموضوع تحت عنوان "كورية الشمالية تواصل استفزاز العالم".

وكتبت أيضا في صفحاتها الداخلية أن وزير الأمن الإسرائيلي إيهود باراك قد صرح بأنه لا يوجد أي علاقة بين إخلاء البؤر الاستيطانية (التي يعاد بناؤها لاحقا) وبين إيران. ونقلت عنه قوله إنه يجب التوضيح للأمريكيين أنه لا يوجد علاقة مباشرة بين إخلاء البؤر الاستيطانية وبين إيران. تجدر الإشارة في هذا السياق إلى أن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتانياهو، كان قد سبق وأن صرح بأن عملية إخلاء البؤر الاستيطانية تأتي بهدف عدم المس بالجهود الأمريكية لوقف البرنامج النووي الإيراني.

إلى ذلك، نقلت الصحيفة في سياق النبأ ذاته أن رئيس هيئة أركان الجيش، غابي أشكنازي، قد صرح في اجتماع لجنة الخارجية والأمن إن الحوار هو أفضل الطرق لوقف البرنامج النووي الإيراني، إلا أنه من واجبه الاستعداد لكافة الإمكانيات.

كما أشارت الصحيفة إلى أن نتانياهو قد ألغى، بشكل مفاجئ زيارته التي كانت مقررة إلى فرسنا وإيطاليا الأسبوع القادم. ونقلت عن مكتب رئيس الحكومة إن سبب إلغاء الزيارة هو "ضرورات عاجلة على جدول الأعمال، بينها المصادقة على الميزانية في الكنيست وتعيين بديل لعوفر ديكل". وفي المقابل كتبت الصحيفة أن تقديرات سياسية إسرائيلية تشير إلى أن سبب إلغاء الزيارة هو مخاوف نتانياهو من الانتقادات الأوروبية بسبب رفضه لحل الدولتين وبسبب استمرار البناء في المستوطنات.

وفي نبأ آخر كتبت الصحيفة أن رئيس حزب "الاتحاد القومي"، عضو الكنيست يعكوف كاتس قد صرح بأن أيام حكومة نتانياهو معدودة إذا لم يمنح باراك حرية إدارة السياسة الاستيطانية.


من جهتها أفردت صحيفة "معاريف" اليوم، الأربعاء، أكثر من نصف الصحيفة (13 صفحة من بين 20 صفحة ) لـ"القاتل السفاح"، حسب الصحيفة. وفي سياق التفاصيل نقلت عن شقيقه، زياد فرحان قوله إن والدهما قد حارب إلى جانب المنظمات الصهيونية في العام 1948، وأصيب خلال الحرب. كما نقلت عن أبناء عائلته تأكيدهم على التعاون الوثيق بين "السفاح" وبين الشرطة.

ومن اللافت أن الصحيفة قامت بنشر صورة لوادي الحمام، حيث تعيش عائلة فرحان، مع الإشارة بدائرة حمراء وصورة مكبرة لبيت العائلة، الأمر الذي يثير الكثير من التساؤلات.

ولدى تناولها لضحايا المجرم، كتبت الصحيفة أن الضحية الأولى هو عربي في الأربعينات من عمره، وقد قام بقتله في العام 1994 بينما كان نائما شمال بحيرة طبرية، ورمى بجثته في نهر الأردن. ولم يتم العثور على جثته حتى اليوم. وفي هذا السياق كتبت الصحيفة أنه سيتم فحص إذا ما كانت هناك أي علاقة لفرحان باختفاء إثنين من الجنود الإسرائيليين؛ غاي حفير في العام 1997، ومجدي حلبي في العام 2005.

وفي إطار الحديث عما أسمته الصحيفة "معارضة لنتانياهو في داخل الحكومة" كتبت نقلا عن الوزير للشؤون الاستراتيجية، موشي يعالون، رئيس هيئة أركان الجيش الأسبق، قوله إن "الفلسطينيين يريدون دولة على خرائب إسرائيل".

كما تناولت الصحيفة نبأ اعتقال عقيد في الجيش اللبناني بتهمة التجسس لصالح إسرائيل. وتناولت أيضا تصريحات وزيرة الخارجية الأمريكية، هيلاري كلينتون، بشأن التجربة النووية لكورية الشمالية، والتي تضمنت توجيه تهديدات تجعل كورية الشمالية تدفع الثمن، في حال لم تغير طريقها.

إلى ذلك، وفي ملحق الصحيفة، نشرت معاريف مقالا للكاتب أنطوان شلحت بعنوان "أكثر يهودية وأقل ديمقراطية"، يتناول اقتراح قانون النكبة الجديد. وأشار الكاتب في مقاله إلى أنه بناء على موازين القوى في الكنيست الـ18، فمن الصعب تخيل إمكانية إسقاط قرار اللجنة الوزارية للقانون والدستور الذي ينص على منع إحياء ذكرى النكبة. وأشار إلى أن اقتراح القانون يتغذى من الإجماع القومي الإسرائيلي الذي يرى في إحياء ذكرى النكبة خطرا وجوديا يحوم فوق دولة إسرائيل.

كما لفت في هذا السياق إلى أن ذلك يقوم على فرضية أنه من الأسهل إرضاء ليبرمان وشلته على حساب قمع المواطنين الفلسطينيين وحقهم في حرية التعبير، بدلاً من إرضائهم بقضايا أخرى من الممكن أن تعمق الشرخ مع الإدارة الأمريكية الجديدة.

وأكد الكاتب شلحت أنه من الصعب تخيل أن بالإمكان طمس معنى النكبة أو منع إحياء ذكرى النكبة من خلال سن قانون كهذا، وذلك نظرا لأن إحياء ذكرى النكبة يحمل الكثير من المعاني للفلسطينيين في الداخل بشكل خاص، والشعب الفلسطيني بشكل عام. ومن بينها تحويل حياة الفلسطينيين التي كانت طبيعية حتى النكبة إلى حياة غير طبيعية، إذا لم نشأ القول لا تطاق، منذ النكبة وحتى اليوم. ويشير الكاتب في هذا السياق إلى أن إعادة الحياة الطبيعية غير ممكنة بدون مواجهة العوامل التي أدت إلى ذلك.

وأشار الكاتب إلى أن ذلك يأتي بعد أيام معدودة من ولاية حكومة نتانياهو – ليبرمان – باراك، وكان ذلك كافيا لإثبات أن هذه الحكومة تسعى لجعل إٍسرائيل دولة أكثر يهودية وأقل ديمقراطية
.

التعليقات