الجنرال ابراهام تمير في "معريف": الانفصال حاجة استراتيجية

الجنرال ابراهام تمير في
يكتب الجنرال في الاحتياط ابراهام تمير، والذي شغل في السابق منصب مستشار الأمن القومي لرئيس حكومة إسرائيل، إضافة الى منصب مدير عام وزارة الخارجية، في صحيفة "معريف" اليوم (الأربعاء)، حول خطة شارون للانسحاب من طرف واحد، معتبرا هذه الخطة ك"مرحلة انتقال ضرورية لعملية السلام".

ويكتب الجنرال تمير مقالا نشر في صفحة المقالات، يقول فيه: "ان الانفصال أحادي الجانب بناء على مبادئ رئيس الحكومة، أريئيل شارون، سوف ينقش في التاريخ كخطوة انتقال ضرورية لعملية السلام ، على أساس خارطة الطريق، وبناء على رؤى الرئيس بوش؛ ودفاعا عن وجود إسرائيل وأمنها أمام مخاطر الحرب والارهاب. وعبر العلاقات التبادلية بين الامن الداخلي الصلب (السياسي، الاقتصادي، الاجتماعي والعسكري) وقدرات الجيش الإسرائيلي على نقل الحرب الدفاعية الى أرض العدو من أجل كبح مخاطر الحرب، على جميع أنواعها وحجمها. وذلك بدءا بمصادر هذه الأفكار؛ تعديل الحدود والأمن (والمرتبطة أيضا بنقل مستوطنات منطقة غزة وجزء من مستوطنات الضفة الغربية)، وذلك بالتلائم مع المناطق التي ستبقى تحت السيطرة الإسرائيلية، الى الحدود الثابتة ومناطق الأمن".

كما يقول الجنرال تمير ان "خطة شارون للانفصال ستحظى بموافقة قومية عريضة في إسرائيل؛ واستمرارية حكومة الوحدة القومية، حتى اذا انسحبت منها بعض الفئات المتطرفة، بسبب العلاقة بين الانفصال وغايات خارطة الطريق؛ كما ستحظى بتأييد الولايات المتحدة والحصول على مساعداتها من أجل نقل البنى التحتية المدنية والعسكرية؛ وتأييد كل من مصر والأردن"، ويواصل تعداد الجهات التي ستؤيد هذه الخطة من الاتحاد الأوروبي وحتى المزيد من الدول العربية والاسلامية على حد تعبير الكاتب.

ثم يضيف الجنرال تمير قائلا بان لحجم هذا التأييد سيكون اسقاطات على اجراء تغييرات في الحكومة الفلسطينية، نحو الاصرار على تفكيك البنى التحتية للارهاب، ووقف العمليات العدائية، وقطع العلاقات مع منظمات الارهاب الدولية، مثل حزب الله والقاعدة".

ثم يقترح هذا الجنرال تنفيذ خطة شارون لفك الارتباط من جانب واحد بحذافيرها، وينصح شارون بعدم الاسراع نحو الحل الدائم.

وفي ختام مقاله يقول جنرال الاحتياط هذا انه في اطار خطة شارون سيتم التوصل الى حل سياسي وأمني الى الصراع التاريخي القديم بين "القومجية العربية والصهيونية القومية"، هكذا بالحرف الواحد.

وهذه "المقولة" الأخيرة التي اختار هذا العسكري انهاء مقاله به، تعبر عن تلك العقلية العنصرية والاستعمارية السائدة في المجتمع الإسرائيلية التي تعتبر التطلعات القومية للشعوب العربية مجرد "تطرف" أو "أصولية" في محاولة لسحب الشرعية منها، بينما يتم تعريف الصهيونية الاستعمارية ك"قومية"، وبما انها "قومية" فهذا يجر معه العديد من الحقوق الشرعية طبعا. كما يلاخظ ان هذا الجنرال لا يجد أي تناقض بين دعوته لاحراز "السلام" وبين توجهه العنصري والاستعماري؛ وليس المقصود هنا ازدواجية المعايير،انما يعبر ذلك عن عقلية متجذرة ومتأصلة بالفكر الاستعماري الصهيوني.

التعليقات