الصحف العبرية تهلل للعدوان

باستثناء قلائل من المعلقين المحسوبين على اليسار الإسرائيلي، استقبل كبار المعلقين في وسائل الإعلام العبرية العدوان الوحشي على القطاع بالتأييد وتقديم النصائح لصناع القرار حول كيفية مواصلته، مؤكدين أساساً "معاناة" ألسكان في البلدات الإسرائيلية المحاذية للقطاع متعاملين مع الشهداء الفلسطينيين كأرقام فقط.

الصحف العبرية تهلل للعدوان
باستثناء قلائل من المعلقين المحسوبين على اليسار الإسرائيلي، استقبل كبار المعلقين في وسائل الإعلام العبرية العدوان الوحشي على القطاع بالتأييد وتقديم النصائح لصناع القرار حول كيفية مواصلته، مؤكدين أساساً "معاناة" ألسكان في البلدات الإسرائيلية المحاذية للقطاع متعاملين مع الشهداء الفلسطينيين كأرقام فقط.

وكتب كبير المعلقين في "يديعوت أحرونوت" ناحوم برنياع أن العملية جاءت متأخرة بعض الشيء "لكن حسن متأخراً من أن لا تحدث ابدا". وأضاف: ان هذه العملية كان يجب أن تحصل إزاء الضرر المتواصل لقدرات الردع الإسرائيلية، "إذ أن دولة تخشى معالجة حماس لا يمكنها أن تردع ايران أو تحافظ على مصالحها أمام سوريا ومصر والاردن والسلطة الفلسطينية".

وكتبت سيما كدمون انه لا يمكن الفصل بين نتائج العملية وانعكاساتها على الانتخابات العامة الوشيكة في اسرائيل. وأضافـت ان نتانياهو وليفني سيكونان كماناً ثالثاً في هذا الكونتسيرت. هذه ساعة رجل واحد، ايهود براك الذي يمكن أن يكون الرابح الأكبر من هذه العملية أو الخاسر.

وكتب المعلق العسكري اليكس فيشمان ان أكثر ما سيؤثر على حجم العملية ونجاحها هو طول النفَس للجبهة الداخلية (للسكان)، لا القدرات العمليانية للجيش ولا الضغط الدولي أو الأخطاء التي ستحصل خلال العملية. وأضاف أن عملية "الرصاص المصبوب" هي امتحان للقدرة على القيادة وللقدرة على تلقي الضربات وامتصاصها وقدرة المجتمع الإسرائيلي وقيادته على المثابرة.

وكتب يوسي فرطر في "هآرتس" أن بداية العملية تحمل بصمات براك المتحايلة والمضللة، هذا الرجل الأكثر تقلدا للأوسمة العسكرية. هذا لا يعني أنه الأنسب ليكون رئيس الحكومة لكن من شأن ذلك (العملية) أن تنقذه وتنقذ حزبه من التحطم المهين الذي تتوقعه استطلاعات الرأي. ربما أيضاً ظهور براك في البرنامج التلفزيوني الساخر كان جزء من حملة تضليل حماس التي اعتقدت أنه إذا كان لدى وزير الدفاع الإسرائيلي وقت للسخافات فإن الهجوم ليس وشيكاً.

من جهته كتب عوفر شيلح في "معاريف" أنه من حيث الحجم وقوته الكاسحة يلتقي الهجوم على القطاع مع رد الفعل في لبنان على الهجوم في صيف العام 2006، ليوضح "عقيدة الدفاع الجديدة لإسرائيل": أمام أعداء يتبعون استراتيجية استنزاف وإطلاق نار عن بعد، تبدو إسرائيل كـ"دولة مجنونة" ترد بعملية عسكرية كبيرة ووحشية، من دون تناسب مع عدد المصابين في صفوفها. هذا حق كان محصورا في الماضي في الدول العظمى، لكن في عالم تدعم فيه القوة الأعظم كل خطوة إسرائيلية (على الأقل طالما لم تتبدل الإدارة) فيما سائر الدول العظمى لم تبلور موقفا لها، فإن العمليات الإسرائيلية تسير بلا تشويش. لكن هذا لا يعني أن هذه القوة ستكون من مصلحتنا دائماً وفي أي وقت. الهجوم أمس كان مبرراً وسجل نجاحاً عملياتياً. الاختبار الحقيقي سيكون في كيفية استغلال هذا النجاح في الأيام القريبة، سواء لمواصلة القتال الناجع أو لتثبيت وضع مناسب لإنهائه.

التعليقات