"بعد لبنان غزة ماثلة"..

-

في مقالة كتبها في صحيفة هآرتس يعتقد الصحفي أمير أورن أن تركيز الاهتمام الاستخباري في لبنان الصيف الماضي أثر سلبيا على الجهود الإسرائيلية وقدرتها على تحديد مكان غلعاد شاليت.

ويقارن أورن بين معركة الكرامة عام 68 والعدوان على لبنان عام 2006 ويعتبرهما متشابهتين إلا في شيء واحد أن حرب لبنان شكلت في أعقابها لجان تحقيق.

ويقول: صادف الأسبوع الحالي الذكرى الـ39 لمعركة الكرامة، وسقط فيها 30 جنديا إسرائيليا في يوم واحد. بعد الكرامة جاءت حرب الاستنزاف في القنال وبعد لبنان غزة ماثلة.

وبرأيه " الحملة العسكرية في غزة تبدو الآن حتمية. ويعتبر أن الحديث الإسرائيلي عن تلك الحملة ليست دعاية وليست كشفا مقصودا بهدف الردع لأنه من الصعب ردع من يتوق لتنفيذ التهديد.

ويقول أورن: "حماس التي تدعمها إيران وحزب الله، تتوق إلى استدعاء إسرائيل إلى حقل العبوات الناسفة الذي يدعى قطاع غزة، وإلى سلسلة معارك تسفك الدماء من الطرفين وتدفع التنظيم إلى تحقيق إنجاز عسكري أو سياسي".

ويعتبر أن إسرائيل لا تستطيع أن تضمن ألا يبادر حزب الله أو سوريا إلى فتح جبهة أخرى أثناء الحملة على غرار ما حدث في الصيف الأخير "فحينما توجهت الأنظار إلى الجنوب في أعقاب اختطاف شاليت، فتحت الجبهة الشمالية بعد 17 يوما.

ويضيف: تسعة أشهر مرت منذ اختطاف شاليت ومن الصعب الاعتقاد أن إسرائيل ستنتظر إلى ما بعد مرور سنة على اختطاف شاليت في 25 يونيو/ آب لانتهاء التفاوض حول صفقة تبادل.

ويضيف: "ستكون الحملة العسكرية في غزة الهادفة إلى تدمير البنية التحتية للوسائل القتالية للتنظيمات الإرهابية وقتل أو اعتقال نشطائها، ستكون فعالة فقط إذا كانت أساسية ومتواصلة، على أن يكون التعافي منها يتطلب شهورا كثيرة. ويشير إلى أنه قد تحتاج إسرائيل إلى السيطرة على مناطق سكانية مكتظة لأسابيع. والثمن بالمصابين الإسرائيليين من الممكن أن يكون باهظا. فحسب إحدى التوقعات غير الرسمية (التي تعتمد على عمليات الولايات المتحدة في العراق) سكون حجم الخسائر ما بي 50-80 قتيلا ومثلهم تسعة أضعاف مصابين.

ويعتقد أورن أن " الإصابات المتوقعة ستكون قي صفوف الوحدات الراجلة النظامية والوحدات الهندسية، والقوات المدرعة والقوات الخاصة.


ويضيف: تشير المعطيات الأمريكية التي نشرت مؤخرا إلى أن العبوات الناسفة والصواريخ حلت مكان قذائف المدفعية وراجمات الصواريخ من حيث الخطورة على حياة الجنود. حيث أن نصف الجنود القتلى في العراق وأفغانستان قتلوا بعبوات ناسفة.

ويضيف: ولأن سوريا وإيران تسمح بمرور المعرفة والنشطاء والوسائل القتالية من أراضيها من أجل قتل الأمريكيين في العراق، هما مستهدفتان من قبل الولايات المتحدة.

وبرأيه: الإنجاز العسكري يحتاج وقتا وخطابا سياسيا مرافقا. ويتوقع أن تؤدي الإصابات في صفوف الجنود إلى تراجع التأييد الشعبي للحملة، حتى لو كان الدافع لها عملية تفجيرية مروعة.

ويعتبر أن الضائقة الفلسطينية ستؤدي إلى ممارسة ضغط دولي على إسرائيل لوقف الحملة. وبرأيه: عدم إدخال مواد غذائية ضرورية إلى القطاع سيكون مريحا لحماس. وسيضطر الجيش إلى إدخالها بنفسه آملا أن تعمل المنظمات الإنسانية على توزيعها، ولكن إذا استهدفها الإرهاب ستلقى المهمة على عاتق الجيش وتجعل الجنود عرضة للإصابة.

ويعتبر أورن أن الحملة ستكون الامتحان الأول لرئيس الأركان الجديد غابي أشكنازي. ويلقي الضوء على بعض ما يدور في المؤسسة العسكرية الإسرائيلية ويقول: يحذر غالنت(قائد المنطقة الجنوبية) في جلسات قيادة الجيش من أن ثمن الحملة سيكون باهظا ولكنه يعتبر أن الثمن الأكبر سيكون إذا انتظرنا تناميا إضافيا لقوة حماس- التي تشكل اليوم فرقة بأربعة ألوية.

ويضيف أورن ويصل في توقعاته إلى نهاية الحملة: حينما كان غالنت المستشار العسكري لرئيس الوزراء السابق أرئيل شارون عمل على تأجيل الانسحاب من غزة إلى حين إقامة حاجز على طول محور فيلدلفي ونشر قوات أجنبية تقوم بدوريات على الحدود. ومن المتوقع أن تعود الفكرة مرة أخرى كشرط لانسحاب القوات في نهاية الحملة.

ويضيف: قال الضابط الذي قاد الوات الأمريكية في اجتياح العراق، الجنرال طومي فرانكس مؤخرا: صحيح أننا لم نجد في العراق مسدسا يخرج منه الدخان، ولكن المسدس المفكك كان على طاولة صدام حسين، وحينما يريد يقوم بتركيبه ويطلق النار.

ويعتقد أورن أن: دايتون لديه فرصا ضئيلة في إيجاد أجزاء فلسطينية يمكن تجميعها لتركيب النظام الضائع. لهذا ستكون المعركة الصعبة في الأشهر القريبة حلقة واحدة في سلسلة لقاءات إسرائيل العنيفة بغزة.




التعليقات