تهويل "خطر حزب الله" يهدف الى زيادة ميزانية التسلح الإسرائيلي

في مقال للكاتب عاموس هارئيل في صحيفة "هآرتس" حول "المعلومات الاستخبارية" التي أدلى بها رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية قبل ثلاثة أيام للحكومة الإسرائيلية، وما قدمه من "معلومات" حول الصواريخ التي يمتلكها حزب الله، يشكك الكاتب بهذه المعلومات ويعتبرها مجرد دعاية اعلامية إسرائيلية.

ويقول الكاتب في بداية مقاله: "يجهد قسم الاستخبارات للجيش الإسرائيلية وبشكل موسمي ومعه جهاز الامن، بتزويد الجمهور بنوعية وحجم التهديد من جانب حزب الله، سوريا وايران. لكن وفي بعض الحالات في الأرقام تختلط. فهكذا مثلا، في شهر تموز 2001 قيل لنا ان حزب الله يملك نحو 7000 قذيفة. وكما يبدو فان هذا الرقم لم يتسطيع ترط انطباعا كافيا. فبعد ذلك بشهر صرح وزير الامن بنيامين بن اليعيزر ان حزب الله يملك 8000 قذيفة، وبعضها يستطيع الوصول حتى زخرون يعقوب وحتى نتنانيا. وفي نفس المناسبة صرح بن اليعيزر عن وجود قلق عميق من أن تنجح ايران حتى عام 2005 على اطرق صواريخ تجمل رؤوس حرب نووية. لكن هذا التهديد ابتعد عنا حاليا".

ثم يواصل الكاتب: "في كانون الثاني 2002 انخفض التهديد: وزير الامن شاؤول موافاز صرح في واشنطن ان حزب الله يملك قذائف يصل مداها حتى الخضيرة. هذا الاعلان يثير الاطمئنان لدى سكان نتنانيا ولكن الأمر ليس كذلك بالنسبة لسكان باقة الغربية وام الفحم. وفي نفس الاسبوع تحدث رئيس الحكومة أريئيل شارون عن ان حزب الله يملك 8000 قذيفة، بضمنها 300 قذيفة ذات مدى طويل، وقد تحول هذا العدد الى عدد ثابت، الى ان تبشرنا قبل يومين ان حزب الله يملك 13,000 قذيفةن وذلك بعد ان كان لديه في العامين الاخيرين 11,000 قذيفة فقط. متى نما عددها من 8000 الى 11,000؟ ومن اين لهم هذا العدد الدقيق؟ وما هو المدى الفعلي لهذه القذائف؟ الخضيرة، زخرون يعقوب؟ تل أبيب؟ يبدو ان هذه المعطيات قد اخذت من الارشيف هي الاخرى".

ويواصل الكاتب التشكيكل بصحة المعلومات التي يدلى بها رؤساء الاستخبارات العسكرية في محاولة لاثارة الخوف مما يسمونه "خطر حزب الله". وفي هذا السياق يكتب:

"الذاكرة العامة القصيرة التي يعتمد عليها رؤساء أجهزة الأمن تطرح السؤال: ما جدوى تضخيم كل مرة عدد الصورايخ التي يمتلكها حزب الله أو قدرات ايران وسوريا، وما هو الفرق حقا بين 11 ألف و 13 ألف قذيفة؟".

وفي النهاية يكتب: انه وخلال العامين التي يدعي المسؤولون في أجهزة الامن ان حزب الله زاد من عدد القذائف التي يمتلكها لتصل الى 13 الف، اكتفى حزب الله باطلاق النار على مواقع الجيش الإسرائيلي وعلى الطائرات المحلقة في الأجواء اللبنانية". ثم يخبرنا عن سبب تضخيم الأرقام وتهويل الخطر فيكتب: "يبدو ان سبب حتلنة التهديد موجود في كتاب الميزانية الجديد".